أرشيف صحيفة البلاد

إعلام الملالي يبث من الدوحة .. وتميم يواصل الارتماء في أحضان إيران

جدة ــ البلاد

لطالما كانت الخيانة في قطر نهجا سياسيا، تسير وفقه في مختلف مناخي الحياة، ويظهر بوضوح فى كافة قراراتها لاسيما القرارات السياسية المرتبطة بالإجماع العربى، وطالما اعتادت إمارة الإرهاب الشذوذ عن وحدة الصف العربى واتخاذ قرارات تخالف المصلحة العربية، وفى إطار مساعى تنظيم الحمدين الإرهابي الذى يحكم الدوحة لرد الجميل لايران وافقت قطر على فتح مكتب لوكالة انباء ايران (ارنا) في العاصمة الدوحة، حسبما ذكرت الوكالة.

ويأتي القرار كحلقة جديدة في سلسلة موالاة النظام القطري لملالي إيران ومساعي الأخير لاستغلال أزمة قطر منذ قرار الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب مقاطعة الدوحة، ردا على استمراره في دعم الإرهاب والجماعات المتطرفة.

الإعلام الإيراني وجد ضالته وموطئ قدم في الدوحة يمكنه من نشر الأكاذيب وقلب الحقائق بالتعاون مع قناة “الجزيرة” بوق نظام “الحمدين”؛ للتضليل في تناغم بين محوري الشر، قادهما إلى إطلاق هجمة مسعورة على مجلس التعاون الخليجي، الذي خرقت الدوحة نظامه الأساسي، بعد مخالفتها للمنطلقات والأهداف التي تأسس عليها المجلس المكون من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان.

وفي أغسطس الماضي أعادت قطر سفيرها إلى طهران، على الرغم من أن الدول الأربع طالبت قطر، ضمن مطالب أخرى بتخفيض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إيران لإعادة العلاقات معها.

تقارب في النهج والتفكير بين نظام الملالي والحمدين، بشأن مجلس التعاون، تزامن أيضاً، مع عودة السفير القطري إلى طهران، في خطوة تؤكد بالدليل الدامغ خيانة الدوحة للأشقاء وتآمرها عليهم.

وحول الخطوات الأخرى التي تعتزم قطر اتخاذها للتقارب أكثر مع إيران، قال الخبير الإيراني، حسن هنيزاد، في تصريحات سابقة لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن “الدوحة (ظلت) لمدة 6 سنوات إلى جانب تركيا والمملكة العربية السعودية فيما يخص الأزمة السورية، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار التدهور الحاد الأخير في العلاقات بين قطر والسعودية، يمكننا القول إن قطر تحتاج إلى دعم إيراني، وأعتقد أنه في المستقبل القريب ستنسحب قطر من دول مجلس التعاون الخليجي. وتتجه لتشكل تحالف جديد”.

وعن طبيعة التحالف الجديد، رأى أنه سيضم كلا من إيران التي يتزعمها المرشد علي خامنئي، وبشار الأسد الحليف الرئيسي لطهران، وتميم بن حمد أمير قطر.

التعنت القطري والخروج عن الصف الخليجي والعربي، يأتي في إطار تخبط موقف وتحالفات نظام “الحمدين” في مجال السياسة الخارجية، في الوقت الذي تستمر المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية التي تفرضها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب منذ 5 يونيو الماضي على الدوحة؛ لدعمها الإرهاب والجماعات المتطرفة.

وبعد مضي ما يقرب من 5 أشهر على مقاطعة قطر ومحاصرة إرهابها بدأ الوطن العربي في الهدوء نسبياً من شبح الإرهاب والجماعات المتطرفة والانقسام، ففي الملف الفلسطيني بدأت جروح الانقسام في الالتئام، مروراً بليبيا التي بدأت تتعافى من الدور القطري المشبوه، ثم اليمن الذي ذاق الخيانة القطرية، ومصر التي عانت كثيراً، حتى وجه الإعلام القطري الخبيث الذي انكشف أمام الجميع.

 

مصالحة فلسطينية :
ما ان تراجع دور الدوحة وسياستها التخريبية بسبب المقاطعة العربية حتى بدأ الملف الفلسطيني في التحرك إلى الأمام بخطوات سريعة، حيث نجحت الجهود المصرية في توقيع اتفاق بين حركتي فتح وحماس منتصف أكتوبر الجاري، واتفقت الحركتان على تمكين الحكومة الفلسطينية من العمل على جميع التراب الفلسطيني -في قطاع غزة ورام الله- بموعد أقصاه الأول من ديسمبر من العام الجاري، مع العمل على إنهاء مظاهر الانقسام كافة، وتمكينها من ممارسة مهامها ومسؤوليتها على قطاع غزة.اتفاق فلسطيني ينهي انقساما استمر سنوات نتيجة الدور المشبوه الذي قامت به الدوحة في تلك القضية العربية.

 

ليبيا تكشف المؤامرة:
شهدت الساحة الليبية تحولات إيجابية أدت إلى تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية بشكل غير مسبوق، بعد تراجع دور قطر الداعم للمليشيات الإرهابية في ليبيا.حيث شهدت العاصمة طرابلس طرد مسلحي الجماعة المقاتلة إلى خارج المدينة، كما وقع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج اتفاقاً على إجراء انتخابات في ربيع 2018.

كما سيطرت القوات المسلحة الليبية على كامل منطقة الجفرة وطردت الجماعات الإرهابية من مدن هون وسوكنة والفقهاء وودان.. ذات الأهمية الاستراتيجية.

كما شهدت الأشهر الماضية عقب مقاطعة قطر عربياً دورها المشبوه في دعم الجماعات الإرهابية وضرب استقرار ليبيا.
اليمن عهود من الخيانة

اليمن :
لم يكن دور قطر في اليمن دعم الجماعات الانقلابية الموالية لطهران فقط، بل امتد دورها الخبيث ليصل إلى حد الخيانة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

فعقب المقاطعة شهدت محافظات اليمن المحرّرة هدوءاً أمنيا ملحوظاً، إذ توقفت عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي كانت تشهدها عدد من مدن الجنوب.

وتعتبر قطر الداعم الأكبر للجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، وهي التي تقف خلف معظم التفجيرات والاغتيالات التي شهدتها عدن ولحج وحضرموت، وفق جهات أمنية يمنية.

 

مصر :
وعانت مصر السنوات الماضية من التدخلات القطرية المشبوهة للجماعات الإرهابية في سيناء، واحتضانها جماعة الإخوان الإرهابية، وتقديم دعم لوجيستي ومالي.

فرغم توقيع تميم بن حمد عام 2013 بالرياض اتفاقاً يمتنع فيه عن تمويل الإخوان، في جملة العهود التي نقضتها قطر مع دول الخليج، إلا أن الدعم استمر وبسخاء حتى المقاطعة العربية في الـ5 من يونيو 2017 لقطر.

فشهدت الساحة المصرية هدوءاً نسبيا عما كان قبل المقاطعة، وتراجعاً للعمليات الإرهابية خاصة في شمال محافظة سيناء.

ومع منع التمويلات المشبوهة بدأت الجماعات الإرهابية في البحث عن مصدر تمويل بديل، دفعها لتنفيذ عملية سطو مسلح على أحد البنوك في سيناء الأسبوع الماضي.

عملية إرهابية وصفها المراقبون باليأس الذي أصاب تلك الجماعات بعد قطع سبل التمويل عنها.

 

تراجع داعش :
المقاطعة العربية ترجمت على أرض الواقع في حصار تنظيم داعش وتحرير العديد من المدن في سوريا والعراق من قبضة التنظيم، لتتقلص مساحات سيطرته في تلك المناطق إلى ما يقرب من 95%، جاء التقدم بعد منع الدعم المالي والسياسي المقدم من الدوحة إلى الفصائل المتشددة في سوريا والعراق.

دعم الدوحة للتنظيم الإرهابي ظهر جلياً عندما بث التنظيم بياناً يساند قطر بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها.

سقوط قناع الإعلام :
مع تلك المكاسب العربية انكشف دور الدوحة الخبيث في تسخير الإعلام لبث الفوضى في الدول العربية، وزعزعة استقرار الكثير من الدول بداية بما يسمى الربيع العربي حتى مقاطعة قطر ومحاصرة إرهابها
ففي ليبيا ومصر واليمن انكشف دور فضائية الجزيرة التحريضي، والتي كانت أداة قطرية لبث الأفكار المتطرفة وتمرير سياسات التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، فضلا عن إيقاف ومنع بث مواقع وقنوات فضائية ومنصات إعلامية أخرى تتبنى ذات الخطاب المتطرف وتنشره كغطاء للإرهاب وإجرامه.