كتب: حسام عامر
في إطار الجهود المبذولة لخدمة المعاقين وفي مبادرة تعد الأولى من نوعها ظهرت مؤخراً قناة إعلامية باسم «صوتنا»، تتخذ من شبكة الإنترنت وسيلة لبث برامجها للجمهور ونشر أفكارها التي تتمحور حول قضايا المعاقين في مصر وتغيير الصورة السلبية التي يتعامل بها البعض معهم، لا سيما فيما يتعلق بالحقوق والواجبات وذلك من خلال مجموعة من البرامج والتقارير التي يتم متابعتها من حوالي 100 ألف مشاهد يومياً لأن برامج القناة تترك أثراً إيجابياً لدى المشاهد، فيسعى إلى إخبار من حوله بها وبالتالي يتزايد عدد مشاهديها يومياً، ومن ضمن المواقف التي تبرق بالأمل أن هذه القناة يتولى إدارتها اثنان من المعاقين ويعتمدان على حاسوب محمول لا يفارقهما أبداً لإدارة القناة، ويقدمان البرامج ويعملان أيضاً إلى جانب إدارتهما للقناة كمراسلين لها من مواقع الأحداث المختلفة التي تشهدها مصر، فيتغلبون على الإعاقة والتنقل هنا وهناك بوسائل شتى، إلى جانب متعاونين آخرين، حيث يعمل في القناة نحو 20 متطوعاً من الجنسين تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسين، وتتراوح إعاقتهم بين الشلل والسمع والبصر والنطق، وكل منهم يتعاون ويسهم في حدود قدرته.
كما أن العاملين في القناة لا يتقاضون أجراً، بل يعملون بشكل تطوعي لاقتناعهم بالفكرة ولانعدام الموارد المالية، فلا يوجد مقر أو استديو دائم. ويعتمد نظام العمل على شقة صغيرة المساحة مكونة من حجرتين وصالة، بها جهاز لاب توب، ويتم استخدامها كمقر للقناة والعمل يتم من خلال قيام كل مذيع أو مراسل للقناة في أي مكان بمصر بالعمل من منازلهم وإرسال المواد عن طريق البريد الإلكتروني أو بأي من وسائل التواصل مثل البريد العادي، ثم يتم تحميلها على موقع القناة على الإنترنت في مواعيد البث اليومية، كما يعتمدون في الاتصالات مع الجمهور على الرسائل الإلكترونية وموقع القناة على «فيس بوك».
ومن الجدير بالذكر أن القائمين على القناة يسعون إلى تحويل الفكرة إلى محطة تليفزيونية بالجهود الذاتية من المعاقين، ولكنهم في انتظار أن تسمح لهم الظروف الاقتصادية بذلك، سواء عن طريق إقبال المعلنين على القناة أو بتبرعات المحبين للخير والمؤمنين بالهدف.