غزة – الضفة الغربية – وكالات
أصيب عشرات الفلسطينيين بالرصاص الحي واختناقات بالغاز من قوات الاحتلال شرق مدينة غزة، مع اندلاع التظاهرات الاحتجاجية في الجمعة الثالثة لمسيرة “العودة الكبرى” التي أعلنتها الهيئة الوطنية العليا التي تضم كافة الفصائل الوطنية .
ونقلت سيارات الإسعاف مصابين بالرصاص الإسرائيلي شرق مدينة غزة، بينما زعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات كانت “ترد باستخدام وسائل لتفريق مثيري الشغب، وتطلق النار بما يتفق مع قواعد الاشتباك”.وعلى بعد مئات الأمتار قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل، حيث أقيم 5 مخيمات، تجمع مئات المتظاهرين على بعد عشرات الأمتار من هذه الحدود، وأشعلوا إطارات السيارات. ورفع الفلسطينيون ساريات عالية في المخيمات الخمسة.
وقال رئيس الهيئة الوطنية العليا خالد البطش لوكالة فرانس برس: هذه الجمعة الثالثة أطلقنا عليها جمعة رفع العلم الفلسطيني، نتوقع مشاركة أوسع من الجمعتين الماضيتين لنوجه رسالة للعالم أننا شعب يريد العودة إلى بلداته وأرضه التي هُجِّر منها، ولابد أن ينتهي الاحتلال” ، مؤكدا أن كل الفعاليات سلمية. إلى ذلك شهد الحراك الغاضب امس تظاهرات “جمعة حرق العلم الإسرائيلي”. وفرشت عدة أعلام إسرائيلية كبيرة عند مداخل المخيمات الخمسة يدوس عليها المشاركون.
وبدأت هذه الموجة من الاحتجاجات الفلسطينية في 30 مارس، ومنذ ذلك التاريخ قتل 33 فلسطينيا وأصيب نحو 2800 آخرين بالرصاص الإسرائيلي والغاز المسيل للدموع، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وكان مئات الفلسطينيين قد توافدوا منذ صباح الجمعة إلى مخيمات مسيرة العودة المقامة في نقاط التماس مع الاحتلال شرق قطاع غزة، في الجمعة الثالثة التي أُطلق عليها جمعة حرق علم إسرائيل ورفع علم فلسطين.
ومنذ وقت مبكر بدأ المتظاهرون في التوافد إلى ساحات الاعتصام المقامة شرق محافظات القطاع الخمس.
وقال هاني ثوابتة، عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار والمتحدث باسمها: إن “الفعاليات في مخيمات العودة متجددة ومتنوعة، وهذه الجمعة سمُيت جمعة العلم، لإعلاء علم فلسطين وحرق العلم الصهيوني”. حبث رُفع في المخيمات علم فلسطين على سوارٍ يتراوح ارتفاعها بين 20 و25 مترًا، وذلك مقابل مواقع الاحتلال.
وأوضح ثوابتة أنهم اختاروا رفع علم فلسطين؛ لأنه يتوحد تحت ظله الكل الفلسطيني وفي كل أماكن تواجدهم. كما تم تنظيم مسيرات في الضفة وأراضي 48، تحت راية العلم الفلسطيني أيضا.
من جانبها، أطلقت قوات الاحتلال النار والرصاص الحي تجاه مجموعات من المتظاهرين ، واستمرت القوات الإسرائيلية في تهديد المتظاهرين من الاقتراب من الشريط الحدودي، ملوحة باستهدافهم على غرار ما حدث منذ انطلاق هذه المسيرات.واستشهد 34 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 3 آلاف في قمع الاحتلال للمظاهرات. وتنادي المسيرة بتنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طُرد منها، وذلك تطبيقا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين، ومنها القرار 194 الذي نص على العودة والتعويض.
* إحراق مسجد
في غضون ذلك، قدم مستوطنون إسرائيليون فجر الجمعة، على محاولة إحراق مسجد في شمالي الضفة الغربية قبل أن يخطوا شعارات عنصرية على جدرانه الخارجية.
وقال الناشط الفلسطيني مراد شتيوي: إن المستوطنين حاولوا إحراق مسجد الشيخ أبو شاهر في بلدة عقربا، جنوب نابلس، ما نتجت عنه أضرار طفيفة بسبب عدم تمكنهم من دخوله.
وأشار إلى أن المستوطنين أقدموا على خط شعارات عنصرية على الجدران الخارجية للمسجد قبل أن يفروا من المكان.
واستنادا إلى كاميرات التصوير في المنطقة وشهود عيان ترجل مستوطنون من سيارة؛ حيث بدأ أحدهما بخط شعارات عنصرية على الجدران الخارجية، فيما ألقى الآخر مادة حارقة على باب المسجد في محاولة لإحراقه. ولاتتحرك أجهزة الأمن الإسرائيلية من أجل وقف هذه الهجمات التي كانت في بعض الأحيان دموية مثل قتل أفراد عائلة دوابشة بإحراق منزلهم وهم نائمون في بلدة دوما في شمالي الضفة الغربية.
وقد ادان وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس، محاولة إحراق المسجد، وقال: إن “هذه الأعمال الإرهابية التي تطال مقدسات المسلمين والمسيحيون، تأتي متماشية مع التحريض الإسرائيلي الممنهج على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية، والتي تستغل المناسبات الدينية لتمرير تحريضها، وما الاعتداءت اليومية على المسجد الأقصى والإبراهيمي إلا دليل عليها”.