الأرشيف دوحة السودان

إدريس جماع .. مجنون الجمال

عبد المنعم إبراهيم خضر

إدريس محمد جماع واحد من الشعراء الأفذاذ على مستوى العالم العربي ويعتبر مفخرة للشعب السوداني .. فهو ابن حلفاية الملوك ووالده (المانجل) محمد جمّاع بن الأمين بن الشيخ ناصر شيخ قبيلة العبدلاب .. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم انتظم في سلك التعليم الأكاديمي في السودان حتى معهد بخت الرضا بالدويم , ثم كلية دار العلوم جامعة القاهرة بمصر والتي تخرج فيها عام 1951م.
يغلب على مواضيع شعره التأمل والحب والجمال والحكمة , ويتسم أسلوبه في الشعر برقة الألفاظ والوصف الفائق الدقة وسعة الخيال .. وكثيرا ما يعبر في شعره عن وجدانه وتجاربه العاطفية ووجدان أمته، واصفاً تلك المشاعر الإنسانية فرحاً، وألما، وحزناً .. كما كتب أشعارا وطنية مناهضة للاستعمار , حيث يزخر شعره بوصف ثورة الثائر الوطني الغيور على حرية وطنه وكرامة أمته، وربط في أعماله الشعرية بين السودان والأمة العربية والإسلامية، فتناول قضايا الجزائر ومصر وفلسطين، ونظم شعراً في قضايا التحرر في العالم أجمع.
شعر جماع يعتبر من الشعر التراثي والديواني العربي . فجمّاع شاعر من المدرسة العربية الابتدائية وهو من رواد التجديد الشعري في العالم العربي ومن شعراء مدرسة الديوان على وجه الخصوص ضمن مجموعة و عباس محمود العقاد وعبدالرحمن شكري و إبراهيم المازني.
وقال عنه الدكتور عبده بدوي في كتابه «الشعر الحديث في السودان» إن أهم ما يميّز الشاعر جمّاع هو «إحساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله.
تغنى له المطرب الأصيل الراحل المقيم سيد خليفة .. فكانت ثنائية رائعة بين الشاعر والمطرب رحمهما الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *