البلاد – صالح سالم
أثبتت المرأة السعودية قدرتها على تحمل المسؤوليات بنجاح كبير، سواء من خلال واجبها كأم أو شغلها للمناصب العامة، كما لفتت أنظار المراقبين الدوليين، بعد تمثيلها دوراً رائداً في عدد من الميادين العلمية والبحثية، وحصولها على جوائز وبراءات اختراع دولية، وإيماناً منهن بالمساواة في مواقعهن بزميلاتهن في التعليم العام،
فقد اشتكى عدد من الإداريات من منسوبات التعليم العالي بالجامعات السعودية من إصرار الوزارة على عدم مساواتهن بالإداريات والمعلمات في القطاع العام وهنّ تحت مظلة وزارة واحدة،
وقلن في شكواهن التي تقدمنّ بها لـ (البلاد):”نحن اليوم نناشد والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بأن يرفع عنا الظلم الذي نعيشه منذ سنوات حيث أننا تعبنا من التوجه إلى كل الأبواب التي مازالت مغلقة ولربما أصحابها لايريدون لها أن تفتح أمام تمتعنا بحقوقنا كإداريات.”
وأوضحن أن هذه المطالب ضمن حقوقهن التي يجب أن يراعى فيها طاقاتهن البشرية التي تستنزف دون فائدة. وقلن :”ما فائدة أن يكون هناك دوام في الإجازة وخاصة رمضان والبعض منا يأتين من أماكن بعيدة وتكون الجامعات خالية من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس الذين ترتبط أعمالنا بهم، ..
فلنبدأ ولننتهي معهم سوياً، عطفاً عن عدم مراعاة أننا أمهات ونساء لدينا أطفال من الأولى تواجدنا قربهم خاصة أن الحضور للجامعات بالنسبة لنا إضاعة للوقت دون وجود أي عمل نقوم به وهدر لممتلكات الدولة من مياه وكهرباء دون أن نقدم شيئاً يمكن أن يكون عذراً لمن يرغم على الحضور، إضافة إلى إجبارنا بالحضور في الأوقات التي يتم فيها تعليق الدراسة بالجامعات والمدارس بحيث نصبح نحن الوحيدات المتواجدات هناك وكأننا ضد الأمطار وتقلبات الجو”.
وأنشأت عدد من الإداريات هاشتاق على تويتر تحت وسم مطالب_الكادر_الاداري_بالجامعات ذكرنَ في شكواهن أنهن يعانين من التهميش الدائم من وزارة التعليم متمنيات من أهل القرار وأصحاب الكلمة النظر في أمرهن موضحات أن حقوقهن ضائعة بين وزارة الخدمة المدنية ووزارة التعليم وتحدث عدد منهن لـ (البلاد)
وقالت إبتسام صالح إنها كإدارية تعمل في وزارة واحدة ويحق لها التمتع بالإجازة الصيفية مع أبنائها خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك الذي ستجبر فيه على الحضور للجامعة دون وجود من يقوم على خدمة ورعاية أبنائها الذين سيكونوا في إجازة ويجب أن تكون بجوارهم وخاصة أنهم صغار في العمر.
لا أحد بالجامعة فهل نحضر كي ننام؟:
أماني محمد قالت:” إنه من غير المنطق أن يتم إلزامنا بالحضور في الوقت الذي يتمع فيه كادر التعليم العام بالإجازة الصيفية ونحن نحمل فرشنا كي نذهب فقط لننام، مع خلو أروقة الجامعة من عميدات الكليات والوكيلات وأعضاء هيئات التدريس والطالبات أضف إلى ذلك حضورنا من مسافات بعيدة بسبب وجود الجامعة في أطراف المدينة”.
هل نحن ضد الكواراث !؟
نهلة خليل عبرت عن إستيائها الشديد من تعامل الوزارة مع إداريات التعليم العالي، وقالت :” على الرغم من عدم منحنا الإجازة الصيفية إسوة بزميلاتنا إلا أن الكارثة الأكبر إجبارنا على الحضور في الأوقات التي يتم تعليق الدراسة فيها بسبب الكوارث والعواصف خاصة أنني أعاني من الربو الذي أُجبر على تحمله وتحمل مرضي للحضور فقط دون القيام بأي شيء”.
هل نحن لانعني للوزارة شيئاً ؟
نوال صالح قالت :”تكمن صعوباتنا نحن الإداريات خلال الإجازة الصيفية إذ يمتنع سائقو نقل المدرسات والإداريات عن إيصالنا بحجة أن الدراسة متوقفة أو يقوم البعض منهم برفع السعر بشكل مكلف جداً، والنهاية عدم الاستفادة من الحضور دون وجود أحد”.
كدت أن أكون غريقة سيول جدة:
إيمان محمد قالت :” لا أعاني من ألم أكثر مما تعرضت له بسبب سيول جدة عام 1432هـ، بسبب التعنت والاستهتار بأرواحنا كإداريات كدتُ أن أكون غريقة دار أسوار الجامعة التي مُنعنا من الخروج منها بسبب غزارة الأمطار إلى أن تأتي التعليمات من الجهات العليا بالجامعة في ذلك اليوم وأنا خارجه من عملية قيصرية مدتها فقط 40 يوماً وجرحي لم يلتئم منها خاطرت بحياتي في مياه وصلت إلى أكتافي،
نحن اليوم لانريد شيئاً إلا أن نعامل سواسية بزملائنا ورسالتي أبعثها عبر صحيفتكم المؤقرة لوالدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، في إنصافنا بالحق، لأن مطلبنا حق في التمتع بإجازة مثل الجميع لرعاية أبنائنا بدلاً من أن يكون حضوراً شرفياً دون جدوى”.
ساعتان يومياً أقضيها بين الخطوط السريعة:
هند أحمد قالت:” مافائدة أن أقوم كل يوم خلال شهر رمضان بالذهاب إلى الجامعة لمسافة قرابة المائتي كيلومتر ذهاباً وإياباً فقط للجلوس مع زميلاتي دون عمل حقيقي نكلف به تاركة أبنائي الصغار خلفي ليهرقني الطريق فضلاً عن فقد أبنائي لي، إضافة إلى تعرضي قبل عدة سنوات بسبب تعليق الدراسة أوقات نزول الأمطار إلى إحتجاز كدت أن أفقد فيه حياتي ذلك لأننا نجبر على الحضور دون رحمة كوننا نساء”.
ممنوعون من الاحتماء بمنازلنا:
نوال صالح أوضحت أن مايتعبها هي أوقات الغبار وغزارة الأمطار إذ أن الجامعة التي تنتسب إليها لاتقوم بتعليق العمل للإداريات، معرضة حياتهن للخطر فضلاً عن مشقة الوصول للجامعة لبعد المكان عن منزلها.
ماهي حجج الوزارة الآن بعد الدمج ؟
عزة الزهراني أوضحت في شكواها أنهن كإداريات في التعليم العالي يطالبن بحقوقهن منذ سنوات دون النظر إليها، وقالت:” إن أنظمة الخدمة المدنية أعطت من فوق 40 سنة حق المعاملة في الإجازات للمعلمات في قطاع التعليم لكن هنا لايطبق شيء من ذلك، وكانت الحجة التي نسمعها دائماً نحن وزارة التعليم العالي وهم وزارة التربية والتعليم, أما الآن ماهي الحجج لديهم”.
بعد منزلي يرغمني على عدم الحضور رغم وقوع الخطر:
نوف محمد قالت:” نحن من خلال (البلاد) في أمس الحاجة لإيصال أصواتنا إلى المسؤولين رأفة بحالنا كنساء لهن إحتياجاتهن خاصة في شهر رمضان المبارك، وفي الأيام التي يتم فيها تعليق الدراسة أجبر على عدم الحضور لبعد سكني من الجامعة وفي المقابل يتم الخصم من مرتبي مع أن الجميع يكون في مأمن بمسكنه”.
وجود الإداريات هدر لموارد الدولة:
سوسن صالح قالت:” خلال العام تحتاج الموظفة منا إلى أيام من إجازتها لظروف تمر بها كأم أو ابنة أو زوجة، أو سائق لاتجده في إيصالها، فيترتب على ذلك الخصم وعليها التعويض فضلاً عن طامتنا الكبرى وهو عدم تعليق الدراسة داخل الجامعة للإداريات، زد على ذلك هدر للطاقات والكهرباء التي تبقى تعمل طيلة وجودنا رغم عدم قيامنا بشيء يعود بالنفع على الجامعة كون من نخدمهم لايتواجدون”.
الاضطرار إلى الغياب:
سالي محمد قالت:” رغم تعليق الدراسة وهطول الأمطار إلا أننا نضطر للحضور،فضلاً عن تكذيب السائقين لنا أننا نتحجج بالخروج من منازلنا وهذا شيء سيئ عندما يتحول بنا الحال إلى عدم المصداقية والشك فنضطر للبقاء في منازلنا والغياب، وهذا العام رمضان سيكون بالنسبة لنا حلماً أن نبقى فيه مع أبنائنا بدلاً من حضورنا غير المجدي للجامعة ونحن نرتبط بالطلبة”.
نطمح لتحقيق جميع مطالبنا:
إحسان القرشي قالت لـ(البلاد):” إننا لانطالب بالإجازة السنوية الصيفية أسوة ببقية الزميلات في التعليم العام لكننا نطالب بتحقيق جميع مطالبنا من تعديل لائحة الإجازات والترقيات وتسهيل حركة النقل وتثبيت المتعاقدات وإعادة النظر في تقييم الأداء الوظيفي”.
في رمضان مشقة لأنفسنا فهل من رحمة بنا؟”
شريفة القحطاني قالت:” نحن نعاني في رمضان من العمل والحضور للجامعة بمفردنا لا أحد سوانا رغم تمتع جميع كادر التعليم إما في التعليم العام أو العالي بالإجازة إلا نحن وكأننا لسنا بشراً ولا نساء يعطف لإمرهن فمن منبركم أرفع صوتي لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، في إصدار توجيهه الكريم بمساواتنا بجميع قطاعات التعليم”.
نُستغل من السائقين بمبالغ أعلى والسبب “إجازة”:
زهراء محمد عبرت عن إستيائها من تعنت الجامعات بعدم مساواتهن في الإجازة الصيفية ببقية أقسام الجامعة والتعليم العام، وقالت:” إن تواجدنا في الجامعة يشكل هدراً لطاقة الموظفة دون إنتاجية فضلاً عن الهدر للكهرباء والماء واستخدام المرافق ومن ثم نظافتها بعد خروجنا دون فائدة.”.
وأضافت:” في هذه الإجازة وخاصة مع دخول رمضان نتمنى أن نكون مع أطفالنا الذين نحرم من الجلوس معهم في إجازاتهم وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم”.
أسرتي تمنعني خوفاً علي والجامعة تحسم من مرتبي:
هديل أحمد قالت :” إنني كزميلاتي أعاني مايعانين من هدر لحقوقنا في الحصول على إجازاتنا السنوية أسوة بزميلات التعليم العام بل نجبر على الحضور دون فائدة تذكر فضلاً عن أوقات الكوارث التي تعلق فيها الدراسة نجبر ويخصم من مرتباتنا خاصة وإن أسرتي تمنعني من الذهاب خوفاً علي”.
زوجي وأسرتي أحق بتواجدي معهم:
سارة عبدالله أوضحت أن تواجدها بالجامعة خلال توقف الدراسة وعدم وجود منسوبي الجامعة من كادر تعليمي وطلبة إنما هو بمثابة هدر لممتلكات الدولة والتي ينبغي لنا أن نحافظ عليها لا استخدامها بالشكل الذي لاينفع من تواجدنا، خاصة وأننا لانقوم بعمل أي شيء داخل الجامعة من وقت حضورنا حتى انصرافنا وهو الوقت الذي يستحق فيه أن أكون في بيتي بين أسرتي وأولادي”.
العصيمي : مطالب الإداريات شأن داخلي لا شأن لنا به:
(البلاد) تواصلت مع المتحدث الرسمي لإدارة التعليم مبارك العصيمي والذي رد بقوله ” إن هذه المطالب شأن داخلي وهو من صلاحيات الجامعات وهي من تقدر طبيعة العمل المكلف للموظف” مكتفياً بعدم الرد على جميع الاستيضاحات التي أرسلت له.