زين أمين
من الظلم ان نسمي حدث ادارة موكب الحجيج انه ادارة حشود .
الامانة العلمية تقتضي ان اقول انه يفوق هذا المفهوم التقليدي بمراحل وبابعاد معقدة جدا.
كل الدراسات والمناهج التي اطلعت عليها تناقش مفهوم ادارة الحشود وتقصد المباريات والمهرجانات والكرنفالات والاولمبياد .. وشتان بين حشود الترفيه والتسلية وبين حشود مواكب الطقوس الدينية فهي شديدة التعقيد وتكتنفها تحديات الزمان والمكان والانتقال وسلامة البشر والحوادث الصغيرة التافهة التي تتحول الي كوارث عظيمة.
وإليكم بعض هذه التحديات التي تواجه موكب الحجيج لأدلل على ما ذهبت اليه.
** تحديات الزمان والمكان وضيقه وطبيعته الجغرافية
**سلامة وصحة البشر التي يزيد عددها عن 2.5 مليون انسان
**متطلبات السكن والاعاشة الصحية
**خطط ادارة الازمات والكوارث الطبيعية
**ادارة تحريك الكتل البشرية من مكان الي اخر في زمن يكاد يحسب بالثواني
**توفير طرق التموين والانقاذ
**انتاج حوالي 10 مليون وجبة غذاء خلال ايام الحج الثلاث
**توفير الماء والكهرباء علي مدار الساعة دون انقطاع
**توفير الحماية الامنية بكل ابعادها
** واخيرا وليس اخرا كل ذلك يتطلب قوي بشرية هائلة ومدربة للتفاعل اللحظي مع الاحداث ثانية بثانية
**كل هذا يتم تحت ظروف مناخية قاسية صيفا وشتاءا
هذا قليل من كثير من التحديات والمفارقات والتي تتطلب خططا دقيقة ومتناغمة مع كل الاجهزة فيما بينها. ولا ينتهي الامر عند ذلك بل هناك دائما مفاجآت ودروسا تتطلب المرونة والتحرك السريع للاستجابة لكل المعطيات صغيرها وكبيرها.
نحتاج ان نكون منصفين مع انفسنا ونواجه الحقائق وان نكون جريئن في حل المشكلات وان ننتقل من الفكر التقليدي في ادارة موكب الحجيج وننطلق به بادوات العصر والامكانات العصرية وادخال اجهزة تحريك الجموع البشرية جماعيا واعادة النظر في الفتاوي التي تضيق علي الناس وتفعيل مفهوم الاية الكريمة وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا بمفهومها الواسع .. والعمل علي اشاعة ثقافة حج جديدة مبنية علي قول نبينا ورسولنا العظيم افعل ولاحرج .
انني هنا ومن هذا المنبر ادعوا الي ادخال تخصص جديد في مناهج الجامعات يسمي ادارة موكب الحجيج انني ازعم انه تخصص قائم بذاته وبعلومه وفنونه وبنظرياته ومهاراته يمنح دارسيه الشهادات العلمية المرموقة والاجازات والتراخيص واطالب بتفعيل مراكز بحوث المواكب الدينية ونشر ثقافة ادارة موكب الحجيج في الاعلام والمساجد والمدارس.
انني ازعم ايضا ان هذا التوجه العلمي المهني سيغير مفهوم صناعة خدمة الحجيج.
إدارة العصر تحتاج الى فكر عملاق متمرد.
إدارة الحشود في الحج
