الأخيرة الأرشيف

إخوانيات .. بيني وبينك من خضار مودة

مقدمة
هناك عالم من المشاعر التي تختزن في النفس فتعطيها توهجها الصاخب لما حولها فتزهر كل المعالم. فتعكس ذلك قصائد من اثر – البوح – فتأخذ بتلافيف القلوب فينسكب ذلك عطراً يفوح في أرجاء النفس هياماً.. ونشوة.هكذا يأتينا ذلك الشاعر المليء بمفرداته الغارقة في التراث فيأخذك من ملمح حديث الى معنى عريق من التراث في خلط عجيب وانعكاس ماهر لتلك اللغوة الإخوانية التي صاغها الشاعر لصديقه محمد رضا نصرالله بمناسبة زواج ابنه فراس لنقرأ ماذا قال الشاعر؟

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شعر: جاسم الصحيح[/COLOR][/ALIGN]

بِاسْمِ الإخاءِ وأنتَ جَنَّةَ عَدْنِـهِ
أُهديكَ من سلوى الكلامِ ومَنِّهِ
نَبَتَ الربيعُ (أبا فراسٍ) بيننا
وتفتَّحتْ في القلبِ وردةُ حُـسْنِهِ
بيني وبينكَ من خَضَارِ مَوَدَّةٍ
ما كانَ بينَ (أبـي نُوَاسَ) ودَنِّـهِ
بيني وبينكَ ما تُـخَبِّئُهُ (الحَسَا)
للـ(خَطِّ) من أغلى الهوى وأَحَنِّهِ
ما هَبَّ من (هَجَرٍ) نسيمٌ حالمٌ
إلا تَقَلَّبَتِ (القطيفُ) بحِضْنِهِ
روحانِ آمنَتَا بـسرِّ هواهما..
لن يقلبَ الإيمانُ ظهرَ مِجَنِّهِ!
روحانِ تبتكرانِ من معنى الهوى
قمرًا غريقاً في بُحيرةِ لَوْنِهِ
فكأنَّنا في الحبِّ بيتٌ واحدٌ
لا يستعيضُ جدارُهُ عن رُكْنِهِ
وكأنَّنا في الحبِّ نصٌّ خالدٌ
جَمَعَ الرُّواةَ على حقيقةِ مَتْنِهِ
نحن المحبُّون الذين يهزُّنا
وَجْدٌ فيَصْرَعُنا الهزارُ بلَحْنِهِ
والحُبُّ خاطرةُ الوجودِ تَأَلَّقَتْ
قِـدْمًا بأجملِ فكرةٍ في ذِهْنِهِ
الحُبُّ يولدُ مثل شمسٍ حُرُّةٍ
تنسلُّ من كُمِّ الصباحِ ورِدْنِهِ
الحُبُّ سِرُّ اللهِ لا نرقَى لهُ
إلا بأُنثى من صناعةِ فَنِّهِ
يا صاحبي.. والكونُ دون نسائِهِ
مثلُ اليتيمِ مُمَرَّغاً في حُزْنِهِ
فاقذفْ باِبْنِكَ للنساءِ ضَحِيَّةً
مقدارَ ما ضَحَّى (الخليلُ) بـاِبْنِهِ!
أَتُـرَى لَـوَ آنَّ الكونَ دون أنوثةٍ
هل يستطيبُ اللهُ رؤيةَ كـونِـهِ؟
•••
يا صاحباً وافاهُ بلبلُ فرحتي
غَرِدًا، وحَطَّ على مدارجِ غُصْنِهِ
الـشوقُ ناداني بصوتِكَ وانثنَى
يحنو على قلبي بضحكةِ سِنِّهِ
فـخرجتُ من ذاتي إليكَ مُجَرَّداً
كـخروجِ (يوسفَ) من غياهبِ سِجْنِهِ
هيمان أُمْسِكُ وردتي من عطرِها
وأشدُّ فنجانَ الهوى من أُذْنِهِ
أُهدي إلى بَلَدِ اللآلئِ لؤلؤًا
وأخطُّ مصداقَ البياضِ بلَوْنِهِ
أُهدي إلى البَحَّارِ بعضَ أضالعي
كي ما يشدَّ سفينةً من سُفْنِهِ
يا صاحبي.. وأنا الذي لا أدَّعي
أنِّي نزلتُ من الزواجِ بـحِصْنِهِ
قُلْ للعريسِ إذا تَوَهَّجَ بالهوى
مثلُ الرغيفِ، وذاقَ نشوةَ فُـرنِهِ
قُلْ للعريسِ قُبَيلَ دغدغةِ الكرَى
وتمامِ دائرةِ النعاسِ بجَفْنِهِ:
خُذْ سنبلَ العهدِ الجديدِ.. خُذِ الرحى
واشددْ حزامَكَ كي تقومَ بطَحْنِهِ
مَنْ باتَ يُحسنُ ظنَّهُ بزَوَاجِهِ
فلقد تورَّط في محاسنِ ظنِّهِ
سِيَّانِ أَسْكَنَكَ الزواجُ ببَيْتِهِ
عَبْدًا، وأسكنَكَ الدجاجُ بقِنِّهِ!
ما دمتَ تمشي في طريقِكَ عازباً
فلقد مشيتَ على استقامةِ وزنِهِ
وإذا سقطتَ على الطريق بحُفْرَةٍ
فلقد سقطتَ على الزواجِ بعَيْنِهِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *