أرشيف صحيفة البلاد

إحكام الخناق على الحوثيين في الحديدة … ومصدر مقرب يتوقع انهيارهم

صنعاء ــ وكالات
امام التقدم الذي يحرزه الجيش اليمني مدعوماً بالمقاومة الشعبية والتحالف العربي في الحديدة، أفادت معلومات كشفتها مصادر ملاحية في ميناء الحديدة بأن طهران سحبت 40 مستشاراً عسكرياً من المنطقة برفقة موظفين تابعين للأمم المتحدة في اليمن.
وقد سبق تلك التحركات الإيرانية، إجلاء طهران موظفي سفارتها من صنعاء على وقع ما شهدته العاصمة اليمنية من معارك بين قوات المؤتمر وميليشيات الحوثي الأسبوع الماضي.
وبالتزامن، يستمر تضييق الخناق على ميلشيات الحوثي على الساحل الغربي لليمن، مع تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة بدعم من التحالف باتجاه مدينة الحديدة
إلى ذلك، أفادت المصادر الملاحية إلى أن سحب إيران لمستشاريها تم بطريقة مموهة، لعدم لفت الأنظار إليهم.
ويبدو أن قرار إخراج الخبراء الايرانيين جاء تلافيا لمصير مشابه لما لاقاه خبير الصواريخ الإيراني حسين خسروي، الذي قتل في قصف لطائرات التحالف في مديرية أرحب بصنعاء.
فيما توقَّع النائب اليمني أحمد سيف حاشد، المقرب من مليشيا الحوثي، قرب انهيار الجماعة المدعومة إيرانيًا، عازيًا السبب وراء ذلك إلى الفشل الاقتصادي الذي يصيبهم بمقتل، وليس الرهان العسكري”.
وذكر حاشد في مقال تحت عنوان الوضع المالي ينحدر صوب الهاوية، أن فوائد الدين العام المحلي وصلت إلى (128.3%) من متوسط الإيراد الشهري، أي ما يعادل (275.3%) من جملة الإيرادات النقدية.
ولفت النائب إلى أنه وفي ضوء الأرقام المخيفة للوضع المالي، وفي ظل سيطرة الحوثي على السلطة، فإن المعطيات تشير إلى الغرق الذي لا بد منه”، واصافًا الحالة أنها “فشل يكبر كديناصور، والتزامات تتضاعف، وعجز يستمر بصورة خانقة”.
وعزَّز “حاشد” ما ذهب إليه، قائلًا:”إن متأخرات مرتبات موظفي الدولة حتى نهاية 2017 بلغت (669.7) مليار ريال، وبلغت متأخرات مرتبات متقاعدين مدنيين وعسكريين (64) مليار ريال، فيما تجاوزت مستحقات المقاولين والموردين لدى الدولة (70) مليار ريال، إضافة إلى الدين العام المحلي وفوائدهما”.
بدوره أكد قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن، العميد الركن عبد السلام الشحي، عزم قوات التحالف على تحرير الأراضي اليمنية من سيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية بالكامل.
وقال الشحي في حديث خاص لسكاي نيوز عربية، إن الحرس الجمهوري بادر بالقتال مع التحالف، وكشف العميد الشحي أن لدى التحالف، مئات القتلى والأسرى من الميليشيات، يتم التعامل معهم، وفق ما تمليه القوانين الدولية.
وميدانيا، أفادت مصادر عسكرية يمنية مقتل 53 من ميليشيات الحوثي في غارات للتحالف العربي استهدفت تعزيزات عسكرية في بيت الفقية وزبيد ومنطقة الجاح بمحافظة الحديدة .
وتفرض مقاتلات التحالف تغطية جوية واسعة لاستهداف أي تعزيزات مع تقدم قوات الشرعية على الأرض نحو مديرية التحيتا وتطهير جيوب ميليشيات الحوثي في أطراف مديرية حيس.
فيما أكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أن الهدف المرحلي لإيران والموكل للحوثيين تنفيذه هو إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى حرب استنزاف للجيش الوطني والقوى الوطنية المناهضة للمشروع الإيراني.
ولفت وزير الخارجية اليمني إلى أن إيران ستستمر بتهريب السلاح لمليشيا الحوثي ومدها بالخبرات والتكنولوجيا، وستستمر مليشيا الحوثي برفض أي مبادرات للسلام تأخذ بعين الاعتبار الأسس الموضوعية لتحقيق سلام حقيقي.
وقال إن الانقلابيين وإن “قبلوا الحوار أو التفاوض في مرحلة ما من مراحل هذا الصراع، فسيكون ذلك نتيجة لتطورات عسكرية معينة وتقدم نوعي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الأرض”.
ولفت إلى أنه “حتى رضوخهم للمفاوضات سيكون لكسب الوقت فقط، وسيتم تحويلها إلى مفاوضات عبثية”.
وقال المخلافي، خلال مداخلته التي قدمها على هامش “حوار المنامة” بمملكة البحرين، إن انكسار المشروع الإيراني في اليمن سيضمن إفشال المشروع الإيراني في المنطقة برمتها، والعكس صحيح؛ لأن نجاح المشروع الإيراني في اليمن سينقل ذلك المشروع إلى طور جديد ومرحلة جديدة ودائرة صراع جديدة.
وقال إن معركة اليمن هي معركة كل العرب، وعلى الأشقاء واجب قومي عربي لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لليمن في مقاومتها وتطلعها لاستعادة الأمن والاستقرار، وهو ما سينعكس إيجابا على أمن المنطقة والعالم.
وأكد المخلافي أنه “عقب اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح سيختلف المشهد في اليمن سياسيا وعسكريا”.
وأوضح قائلاً: “على المستوى السياسي فرُفع الغطاء الذي كان يوفره حزب المؤتمر الشعبي العام للحوثيين، وبفرض الحوثيين سيطرتهم الكاملة على العاصمة صنعاء، وإنهاء أي دور فاعل لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي سيحولونه إلى مجرد واجهة شكلية وسيصبح أمام الحكومة الشرعية والمجتمع الإقليمي والدولي التعامل فقط مع مليشيا طائفية مرتبطة بإيران قرارها ليس له أي بُعد وطني”.
أما على المستوى العسكري فأصبح القرار متمركزا بشكل مطلق بيد الحوثيين، وقد شرعت المليشيا بإعادة ترتيب وضع الوحدات العسكرية الموالية لصالح، وستزداد وتيرة التنكيل بالمعارضين والمقاومين في الداخل، وستصبح كل القدرات العسكرية التي بيدهم جزء لا يتجزأ من التشكيلات العسكرية الإيرانية والمليشيا الطائفية التابعة لها في المنطقة.
وأضاف: “بهذا المعنى فإن العمليات العسكرية التي تخوضها مليشيا الحوثي في اليمن بالنسبة لإيران تعتبر جزءا من نسق العمليات العسكرية التي تديرها إيران في الدول العربية الأخرى”.