أرشيف صحيفة البلاد

إبادة الحياة في الغوطة الشرقية وسط عجز دولي

الغوطة – عواصم – وكالات
سنوات تمضي قاسية والغوطة الشرقية تحت القصف والحصار القاتل موتا ورعبا وجوعا ، بلغت حد الإبادة الجماعية مع تكثيف جرائم النظام ، حيث تشهد المدينة الواقعة قرب العاصمة دمشق عمليات قصف منذ أربعة أيام أسفرت عن مقتل أكثر من 400 مدني بينهم نحو مائة طفل، وفقاً لشبكة “بي بي سي” البريطانية.
وتسببت الغارات الجوية والمدفعية المتواصلة في نشر الفزع بين المدنيين خاصة النساء والأطفال، مما أجبرهم على البحث عن ملاجئ تحت الأرض، حيث يعانون الحرمان من الطعام وعدم وجود أنظمة صرف صحي.

القصف استمر حتى قبيل جلسة تصويت مجلس الأمن على قرار هدنة ظل نظام دمشق مدعوما من موسكو يرفض الانصياع لدعواتها من الأمم المتحدة وعواصم العالم ، وأمس الجمعة استهدفت القوات ولليوم السادس على التوالي الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن حكومة النظام وحلفاءها شنوا أكثر من 1290 غارة جوية على الغوطة الشرقية، وأطلقوا 6190 صاروخاً وقذيفة على المنطقة منذ منتصف نوفمبر، مع تصاعد أعمال العنف بين الحكومة والمسلحين.
* جرائم حرب:
ويحقق خبراء جرائم الحرب بالأمم المتحدة في عدة تقارير حول إطلاق صواريخ تحتوي على غاز الكلور على الغوطة الشرقية هذا العام.
وتعني الزيادة الأخيرة في عدد الضحايا أن أكثر من 1070 مدنياً بينهم مئات الأطفال والنساء قتلوا وأصيب 3900 خلال الثلاثة أشهر الماضية.
وقد سبقت الولايات المتحدة جلسة مجلس الأمن بالتنديد بالموقف الروسي وما اعتبرته “المسؤولية الخاصة” التي تقع على عاتق موسكو في القصف الذي يشنه النظام السوري على الغوطة الشرقية، وأوقع أكثر من 400 قتيل منذ يوم الأحد الماضي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت للصحفيين: “بدون دعم من روسيا لسوريا لما كان قد وقع هذا الدمار وهؤلاء القتلى”.
وأضافت نويرت: “هذا يذكّرنا بالمسؤولية الخاصة لروسيا عما يحدث هناك”، مؤكدة أن وجود 400 قتيل يعكس فشل محادثات أستانا التي تم خلالها الاتفاق على إنشاء مناطق “خفض توتر” للحد من العنف في سوريا.
* عجز دولي:
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من فشل تبني مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي الخميس يهدف إلى فرض وقف إنساني لإطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا.
وأعلنت روسيا قبل التصويت أنه “لا اتفاق” في مجلس الأمن الدولي على وقف لإطلاق النار في سوريا يستمر 30 يوما بهدف السماح بإيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى.
وأدانت الولايات المتحدة وفرنسا موقف روسيا الداعم للنظام السوري، وانتقد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر “الهجمات على المستشفيات” و”الوضع الذي لا يمكن القبول به”.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، قد دعا الجمعة لوقف عاجل لإطلاق النار لمنع القصف “المروع” للغوطة الشرقية المحاصرة. وقال في بيان تلته المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال إفادة في جنيف – إن وقف إطلاق النار ينبغي أن يتبعه دخول فوري للمساعدات الإنسانية بلا أي معوقات وإجلاء للمرضى والمصابين إلى خارج الغوطة.
وتابع البيان أن على الدول الضامنة لعملية آستانة، وهي روسيا وإيران وتركيا، الاجتماع بسرعة لإعادة تثبيت مناطق عدم التصعيد في روسيا. وجاء بيان دي ميستورا قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن مساء أمس الجمعة للتصويت على مشروع قرار لهدنة.