دولية

أين ذهبت عناصر (داعش)؟ .. الأزهر يكشف الأماكن بالأرقام

القاهرة ــ محمد عمر

أين ذهبت عناصر “داعش” بعد دحرهم في العراق وسوريا؟ كان هذا هو السؤال الذي أصدر الأزهر دراسة تفصيلية للإجابة عنه وكشف تفاصيله.

وفي الحلقة الثانية من دراسته التي صدرت، امس الأربعاء، للإجابة على هذا السؤال أكد الأزهر أنه لم يعد أمام عناصر التنظيم بعد دحرهم في سوريا والعراق سوى خيارات ثلاثة أولها: اللجوء إلى مناطق يوجد لهم فيها موطئ قدم، مثل ليبيا أو الحدود العراقية السورية أو صحراء سيناء، أما الخيار الثاني فهو القيام بعمليات إرهابية في أوروبا، ينقلون خلالها المعركة من الشرق إلى الغرب.

وثالثاً وأخيراً: الانتقال إلى أسلوب حرب العصابات والذوبان في الصحراء، وهو أمر سبق لـ”داعش” تجربته في العراق.

ويرى الأزهر أن الخيار الأول هو الأقرب للواقع، مضيفاً بالقول إن مقاتلي تنظيم “داعش” بدأوا بعد سقوط معاقلهم في العراق وسوريا بالفرار إلى مناطق أخرى، يرى فيها قادة التنظيم أرضاً خصبةً لإنشاء معاقل جديدة له.

المعلومات تقول إن عناصر “داعش” توجهوا إلى أفغانستان، وغرب إفريقيا، وسيناء، وباكستان، وليبيا، وآسيا الوسطى، حيث تُمثل أفغانستان مناخاً مناسباً لتنظيم “داعش”، إذ تتشابه مع العراق وسوريا في تواجد تنوع طائفي، الأمر الذي يُمكن عناصر التنظيم الإرهابي من اللعب على وتر الطائفية، وبالتالي إيجاد تربة خصبة للقيام بعملياتهم الإرهابية والتمركز هناك.

أما بالنسبة لتوجه مقاتلي “داعش” إلى إفريقيا فيعد ذلك أحد الخيارات المرجحة بقوة – وفق دراسة الأزهر – ويقول إنه تواردت الكثير من الأنباء التي تؤكد عودة بعض الأفارقة الذين كانوا يقاتلون في صفوف “داعش” بسوريا والعراق إلى موطنهم الأصلي.

وتكشف دراسة الأزهر عن بعض أهداف “داعش” نحو مصر، وتقول إنه على الرغم من أن الجيش المصري نجح في توجيه ضربات قاصمة للدواعش في سيناء، وقضى على المئات من عناصره وحصر وجودها في عدة بؤر معزولة ومتناثرة إلا أننا نلاحظ من وقت لآخر وقوع بعض العمليات الإرهابية التي يتغير شكلها التكتيكي وأبعادها الاستراتيجية، لكن هذه العمليات في المجمل تتخذ من قوات الجيش والشرطة والأقباط والجماعات الصوفية ورموز الدين الإسلامي أهدافاً لها.

وتقول الدراسة إن هذه العمليات المتناثرة تشير إلى أن بعض خلايا التنظيم في مصر ما زالت قادرة على إلحاق الأذى والتخريب، كما تؤكد أن خطة تنظيم “داعش” الأساسية في مصر، والتي كانت تستهدف تحويل أرض الكنانة إلى بؤرة صراع وانقسام، منيت بفشل ذريع.

ومنذ سقوط نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وليبيا تعيش حالة من غياب الدولة، وتشهد العديد من الانقسامات التي وصلت إلى حد الاقتتال الداخلي، وهي الأسباب التي تسمح لأي تنظيم إرهابي بالاستقرار دون مقاومة حقيقية، وقد سعى تنظيم “داعش” إلى استغلال هذا الأمر، وشرع بالفعل في تعزيز تواجده في بعض الأراضي الليبية محاولًا اتخاذها مركزاً له.

وفي ذات السياق، حذر كثير من المتخصصين في مكافحة التطرف من أن أحداث العنف غير العادية، وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان البورمي، يشكل مناخاً مساعداً ومهيئاً لظهور تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات المتطرفة في ميانمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *