شاكر عبدالعزيز
ايام وليالي رمضان تحمل في ذاكرتي الكثير من الذكريات لعل ابرزها يوم العاشر من شهر رمضان عام 1973م أي قبل 42 عاماً من الآن وكنت كعادتنا كل رمضان نقضي الليالي نسهر في (حي سيدنا الحسين) الشهير بمصر مع المطربين الشعبيين في هذا الوقت ابو ذراع – وخضرة محمد خضر – ومحمد طه وهم يغنون اغاني شعبية مصرية يحبها كل المصريين في السرداق الكبير الذي تقيمه وزارة الثقافة المصرية في كل عام وكان من رواد هذا السرداق الكاتب الساخر محمود السعدني والشيخ امام وعبدالرحمن الابنودي والشاعر امل دنقل وصلاح جاهين وغيرهم من الشعراء الشعبيين وبعض الفنانين واهمهم عادل امام وصلاح السعدني.
وكانت ساحة ميدان “سيدنا الحسين” نموذج في كل ليلة بالمئات من ابناء الشعب المصري والضيوف العرب القادمين من شتى البلدان العربية ورغم البهجة التي كنت اشعر بها بهذا الكرنفال الشعبي البديع الا انه في يوم التاسع من شهر رمضان عام 1973 جاءني استدعاء من القوات المسلحة المصرية لأضع نفسي جندي احتياط بسلاح المدفعية نظرا لبدء الحرب.
من ذكريات ايام وليالي رمضان اننا في جريدة البلاد قررنا ان نقدم صفحات جديدة ومتنوعة وكان لابد ان يسافر محرر ومصور الى منطقة من مناطق المملكة لكي نبدأ صيام اول ايام شهر رمضان المبارك في احدى مناطق المملكة وبالفعل سافر الزملاء عبدالرحمن عبدالواحد وعبدالرحمن عبدالملك وعبدالله خوجة بكة وشاكر عبدالعزيز لبدء شهر الصوم في احدى مناطق المملكة وكان نصيبي مع زميلي المصور الشهير (حسن الملح) ان نسافر الى منطقة القصيم وقضينا حوالي اربعة ايام هناك في عاصمة القصيم “بريدة” لنتعرف على حياة الناس هناك في شهر رمضان.
اعود فأقول في السنوات الاخيرة بدأ (مهرجان جدة التاريخية) في داخل منطقة البلد بجدة والتي اسكن بجوارها في حي “العمارية الشهير” هذه المنطقة تنقلب في شهر رمضان وفي الاعياد والاجازات الى (منطقة احتفالات كبيرة) ويحضر اليها الآلاف من اهالي جدة وزوارها في كل عام لكي يتمتعوا بالبرامج السياحية التي اعدتها الامانة وهيئة تنشيط السياحة لزوار المهرجان الصيفي ولكن هناك بعض الملاحظات التي نضعها امام المسؤولين:
* اول ملاحظة هو الارتباك المروري في هذه المنطقة فالمنطقة لا يمكنها استيعاب هذه الاعداد الهائلة من السيارات التي تحمل المصطافين ويصبح من الواجب علينا التفكير في حل ؛ واقرب حل اعرضه هو ايقاف السيارات في منطقة البغدادية واستعمال سيارات (كهربائية) صغيرة تنتقل الزائرين من مواقف السيارات في البغدادية الى منطقة وسط البلد نظير (ريال واحد) او (ريالين على اكثر تقدير) لتخفف الزحام على منطقة جدة التاريخية ونجد وسيلة جديدة للنقل المخفض السعر.
* ثاني هذه الملاحظات هو الاماكن التي خصصتها الامانة للبائعين واصحاب البسطات واهالي جدة القديمة ان هذه الاماكن تؤجرها الامانة بأسعار تبدأ من الخمسة الاف ريال في الشهر وهي تباع (في السوق السوداء بأعلى من ذلك من كثير) ونتيجة لذلك فان اصحاب هذه البسطات يرفعون سعر المواد التي يعرضونها للبيع بأسعار مبالغ فيها (فسعر طبق البطاطس الصغير) في الاحوال العادية ثمنه (ريال واحد) وفي ايام المهرجان يرتفع سعر هذا الطبق الى (خمسة ريالات) مما ترهق ميزانية المتنزهين ويطفشون من برامج السياحة الداخلية الى بلدان مجاورة ونرجو من القائمين على المهرجان مراعاة ذلك.