احمد مصطفي زغبي
عم عقيل، عاشق متيم بكرة القدم عاصرها منذ البدايات ايام التيازير وفرق البوارج البحرية …
كم من ليال قضاها في حراسة ملعب المباراة حتي لايحدث شيء ما…..وكم من الايام قام فيها بنصب شعار ناديه علي امتداد (سوق الندي) وفوق الرواشين المطلة علي برحات الحارة كان ممن يحمل اللوحات والرسومات التعبيرية والعبارات التشجيعية التي رسمها وخطها الخطاط (فؤاد )
وكانت أبرز تلك الرسومات، رسمة الميزان اذ جعل في احد كفتيه صور الفريق المنافس وفي الكفة الاثقل صورة لقدم وساق لاعب واحد من فريقه ….يتغني بفريقه مردداً لخصومه “لاتباري … امر الله عليك ساري …وفريقنا جاك ساري بالكدلك. جاك جاري” …
يجلس في قهوة الدكة امام دكان (باقازي ) مصوباً نظره ناحية دكان عبد الكريم السوداني مناديا (ساتي. وحسن ) لاحضار الجريدة طالبا من جلساء القهوة بقراءة الصفحة الرياضية وما كتب عن ناديه مشيرا بسبابته الي صور اللاعبين قائلا (ايش هنا مكتوب ياولدي ). تنتهي القراءة ويبدأ النقاش والتحليل والرأي في اللاعبين الذي منح لكل واحد منهم لقب خاص به فذاك.(ونن) والآخر. (الزعلان )والناشيء الصغير (دقدق ) …وهكذا دواليك
يبكر بالذهاب الي ملعب الصبان مشياً علي الأقدام لحجز مكان له في السور الغربي من الملعب واحيانا يكون ذهابه مع مجموعة من عيال الحارة عقب صلاة الجمعة. وبعد سماع الخطبة في (مسجد الباشا) وتنااول وجبة الرز الحضرمي من مطعم (عوض. وجمعان ) أسفل بيت (ابو سرير )
في الملعب لا ينظر للمباراة التي ما إن تبدأ إلا ويتجه عقيل الي الساحة الترابية عند مدخل البوابة الغربية يسأل الجمهور عن النتيجة. فإذا كان هناك هدفا صعد للمدرج واطرب وهكذا حتي تنتهي المباراة.
كان زبوناً دائماً لسيارة الإسعاف. اذ تنتابه حالة اغماء عند الفوز فرحاً أو عند الهزيمة زعلاً …… حالةغريبة جدا تنتابه عند الخسارة اذ يجد صعوبة في الكلام وثقلا في اللسان والعكس تماما عند الانتصار حيث الفصاحة والجلجلة بصوت جهوري والذهاب الي النادي ليلعب المزمار ومصافحة اللاعبين وفرشه لاحرامه لتطأه اقدامهم ومن لايفعل لابد من اعادة الخطوة …..
يعتب كثيرا وتتساقط دموعه اذا مامر اي من اللاعبين نحو مركازه ولم يسلم عليه لعدم معرفته به خاصة اللاعبين الجدد اذ يردد كيف لا يعرفني الم يشاهد صورتي في جدران النادي وانا فوق سطح الباص حاملا كأس البطولة …. ومع كل هذا الحب لناديه لا تسمع منه كلاماً جارحاً او ذكر لاعب بسوء حتي لو كان من المنافسين. بل ينكر علي الاخرين ان فعلوا ذلك ليقول “عيب كلهم عيال ناس”.