دولية

أيام حاسمة أمام نووي ايران .. والملالي يلجأون لمناورة جديدة

طهران ــ وكالات

في دليل جديد على مدى المخاوف الإيرانية من احتمالية إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إلغاء الاتفاق النووي، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران منفتحة على إجراء مفاوضات لمبادلة سجناء مع الولايات المتحدة، إذا ما أظهرت الإدارة الأمريكية “تغييراً في موقفها”.

وقال ظريف في مقابلة عبر برنامج “فيس ذي نيشن” على شبكة “سي بي إس” الأمريكية: إن المفاوضات “ممكنة بالتأكيد من منظور إنساني، لكنها تتطلب تغييراً في الموقف”.

وحذر وزير الخارجية الإيراني من أن إيران مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم بـ”قوة” إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مشيراً إلى أن هناك “إجراءات جذرية” اخرى يجري البحث بها إذا ما حصل ذلك.

وهناك 5 أمريكيين مسجونون في إيران، بينهم باقر نمازي البالغ 81 عاماً والذي يواجه تدهوراً في حالته الصحية.

وهدد ترامب مراراً بالتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران، معتبراً إياه استسلاما لطهران.

وطالب ترامب المشرعين الأمريكيين والحلفاء الأوروبيين بإصلاح “العيوب الكارثية” الواردة في الاتفاق النووي، وإلا فإن واشنطن ستنسحب منه في فترة قريبة قد تكون الشهر المقبل.

ويتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى واشنطن الأسبوع الجاري في زيارتين رسميتين منفصلتين، تهدفان جزئياً إلى مناقشة ملف إيران مع ترامب.

وعلى صعيد الداخل الايراني تصاعد الغضب الشعبي؛ حيث يواصل المواطنون من مختلف المدن والمناطق الخروج في مظاهرات واحتجاجات ضد الفقر والبطالة وانتهاكات السلطات وفساد النظام.

وحسب ما ذكره موقع “منظمة مجاهدي خلق” الإيراني، فإن عشرات المدن شهدت، الأسبوع الماضي، أكثر من 71 مظاهرة، بمعدل 10 يوميا، للاحتجاج على الوضع المعيشي المأساوي الذي يتخبطون فيه، بالإضافة إلى التمييز والاضطهاد، الذي يطال الشعوب غير الفارسية.

وقال المصدر ذاته: إن الاحتجاجات تشمل مختلف الطبقات الاجتماعية من عمال ومتقاعدين وطلاب وأساتذة ومزارعين. وخرجت مظاهرات حاشدة ، قادها المتقاعدون في طهران وكرج والضواحي.

كما شهدت عدة محافظات ومدن مثل آذربايجان ومازندران ودامغان وبندرعباس ومشهد ورشت وكرمان وبارس آباد احتجاجات عمالية، واجهتها عناصر الأمن الداخلي بالقمع والاعتقال.

هذا وشملت تحركات الأسبوع الماضي كذلك احتجاجات لمزارعين على نقص المياه، واحتجاجات لسكان من العرب على التمييز في معاملتهم في محافظة خوزستان (الأحواز) جنوب البلاد، واحتجاجات على إصلاحات إدارية في مدينة كازرون بجنوب غرب البلاد.

وتظهر تسجيلات، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات محلية تتوسع في شعاراتها ضد نظام الملالي في البلاد، وتطلق مثلا شعار “عدونا هنا، وخطأ القول أن أميركا هي عدونا”.

وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، لجأ روحاني إلى مناورة جديدة، من خلال التملص من المسؤولية والرمي بالكرة في ملعب من أطلق عليهم لقب “مسؤولين”، حيث انتقد، ما اعتبره عدم تحرك هؤلاء بشكل فاعل للرد على الاحتجاجات الشعبية المتزايدة.

هذه المناورة، شملت كذلك الشرطة الدينية (شرطة الأخلاق)، التي استهدفها روحاني، بعد انتشار تسجيل فيديو يظهر مواجهة عنيفة مع امرأة متهمة بانتهاك قواعد اللباس المحتشم في البلاد. وأوضح قائلا :”نشر الفضيلة لن ينجح عن طريق العنف”.

وانتشر تسجيل فيديو، الخميس على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية، يظهر شرطية من الشرطة الدينية، وهي تنهال بالضرب على امرأة لم يكن حجابها يغطي شعرها بما يكفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *