أرشيف صحيفة البلاد

أوروبا تعتبر فوز ماكرون أملا جديدا ورفضا لمشروع الانكفاء

عواصم- وكالات

عبرت عدة دول من الاتحاد الأوروبي عن دعمها وترحيبها بالرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون فالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اعتبرت على لسان المتحدث باسمها شتيفن سايفرت أن انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا “هو انتصار لأوروبا قوية وموحدة”.

أما وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل فقد اعتبر أن فوز المرشح الوسطي على مرشحة اليمين المتطرف يدل على أن “فرنسا كانت وستبقى في وسط وقلب أوروبا”.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن الفرنسيين اختاروا “مستقبلا أوروبيا”. فيما رحب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بدوره بقرار الفرنسيين المؤيد لمبادئ “الحرية والمساواة والأخوة”.
من جهته، كتب رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في تغريدة على تويتر “نعتمد على فرنسا في قلب أوروبا لكي نغير معا الاتحاد ونقرب بين مواطنيه”.
وفي بريطانيا أعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء أن تيريزا ماي “تهنئ بحرارة” إيمانويل ماكرون بفوزه. وقال إن “فرنسا هي أحد حلفائنا المقربين ونحن نرحب بالعمل مع الرئيس الجديد حول مجموعة واسعة من الأولويات المشتركة”، مضيفا أن ماي “كررت أن المملكة المتحدة تريد شراكة قوية مع اتحاد أوروبي آمن ومزدهر عندما نغادره”.
ويشار إلى أن تيريزا ماي ناقشت الأحد مسألة خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي مع إيمانويل ماكرون بعد إعلان فوزه، بحسب ما أعلن داونينغ ستريت.
كما أعرب وزير الخارجية بوريس جونسون عن “السعادة لمواصلة الشراكة الكبيرة بين بلدينا”.

أما نايجل فاراج الزعيم السابق لحزب الاستقلال المناهض للوحدة الأوروبية وأحد أهم مهندسي التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي، فقد عبر عن أسفه لنتيجة الانتخابات الفرنسية. وكتب فاراج على تويتر أن “خيبة أمل كبرى كرست بالتصويت اليوم”، معتبرا أن ماكرون “سيكون دمية بيد يونكر”.

وفي هولندا عبر النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز حليف مارين لوبان عن تعاطفه معها. وكتب على تويتر “حققت نجاحا مع ذلك. رسميا صوت ملايين الوطنيين لكم! ستفوزون في المرة المقبلة وأنا أيضا!”.
وقال رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس إن فوز ماكرون “مصدر وحي لفرنسا وأوروبا”. وماكرون يؤيد إعادة هيكلة الدين اليوناني.
وفي إيطاليا كتب رئيس الحكومة الإيطالية باولو جنتيلوني على تويتر “فليعش ماكرون رئيسا. أمل جديد في أوروبا”.
وكتب رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي “فلنتعاون في فرنسا وإسبانيا من أجل أوروبا مستقرة ومزدهرة ومندمجة أكثر”.
كما صرح رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن انتخاب ماكرون يشكل “رفضا واضحا لمشروع الانكفاء الخطير لأوروبا التي انتصرت اليوم”.

كما هنأ الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، ماكرون عبر رسالة على تويتر بالفرنسية معتبرا فوزه “دليل على ثقة الفرنسيين بأوروبا موحدة”. وقال إنه يعول على “تعاون فرنسا الواعد وتكثيف العمل بصيغة النورماندي” التي تضم باريس وبرلين وكييف وموسكو بهدف تسوية النزاع الأوكراني.

وسارع المسؤولون الأمريكيون لتهنئة إيمانويل ماكرون بانتخابه رئيساً لفرنسا. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه “يتطلع إلى العمل” معه، فيما أشاد مسؤولون سابقون في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وآخرون من الحزب الديمقراطي بالنتيجة باعتبارها “هزيمة للعنصرية ولكراهية الأجانب”.
وعلى رغم تلميحاته السابقة المؤيدة لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على “تويتر”: “تهاني لإيمانويل ماكرون على فوزه الكبير اليوم (الأحد) كرئيس مقبل لفرنسا. أتطلع كثيراً إلى العمل معه!”.
وعلى إثر هذه التغريدة، أفاد الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر: “نهنئ الرئيس الفرنسي المنتخب ماكرون والشعب الفرنسي على انتخاباتهم الرئاسية الناجحة”، مضيفاً: “نتطلع إلى العمل مع الرئيس الجديد ومواصلة التعاون الوثيق مع الحكومة الفرنسية”.
وعبر مسؤولون أمريكيون آخرون، وخصوصاً في الحزب الديمقراطي، عن إشادتهم بنتائجها باعتبارها هزيمة للتطرف.

أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فقد قال إنه “ينتظر بفارغ الصبر العمل مع الرئيس ماكرون في السنوات المقبلة” لوضع “جدول أعمال تقدمي من أجل تعزيز الأمن الدولي” والتعاون في العلوم والتكنولوجيا “لإيجاد وظائف جيدة للطبقة الوسطى على ضفتي الأطلسي”.

كما رحب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أيضا بفوز ماكرون “الرمزي على الحركات الحمائية والانطواء على الذات”، معتبرا انه “تصويت على الثقة في الاتحاد الأوروبي”.
أما رئيس لجنة الإعلام في مجلس الاتحاد الروسي ألكسي بوشكوف فقال إن “خيبة الأمل ستظهر بسرعة” لدى ناخبي ماكرون الذي يرث “بلدا منقسما”.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيس الصيني شي جين بينغ هنأ إيمانويل ماكرون يوم الاثنين على فوزه في انتخابات الرئاسة الفرنسية وقال إن الصين تعتزم تعزيز العلاقات بين البلدين.
كما رحب قادة عدة دول عربية بفوز إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسية، وأرسلوا إليه رسائل تهنئة معبرين عن استعدادهم لتعزيز وتطوير علاقتهم بفرنسا.

وأسفرت النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية الفرنسية للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد عن امتناع 24,52 بالمئة من الناخبين الفرنسيين عن التصويت، وعن تصويت 12 بالمئة من المشاركين في الاقتراع (نحو 9 بالمئة ممن يحق لهم التصويت) بأوراق بيضاء أو لاغية، ما يعني أن ثلث الفرنسيين فضلوا عدم اختيار أحد المرشحين.

بين الامتناع عن الاقتراع ووضع ورقة بيضاء، رفض واحد من كل ثلاثة فرنسيين الاختيار الأحد بين المرشح المستقل إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، في معدل قياسي منذ 1969.
وأفادت نتائج نشرتها وزارة الداخلية مساء الأحد وتتعلق بأكثر من ثمانين بالمئة من الناخبين، أن نسبة الامتناع بلغت 24,52 بالمئة، وهي نسبة أعلى من تلك التي سجلت في الدورة الأولى (22,63 بالمئة) والأعلى التي تسجل منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في 1969 (31,4 بالمئة).