جدة-الرياض – البلاد
في تقريره عن الشأن اليمني يؤكد انطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة بعده كلياً عن المهنية والمصداقية واعتماده على روايات خاطئة تجعله يخضع لأهواء التسطيح ليتحكم في مفاصل المنظمة هو والبعض ممن اختارهم لمعاونته.
وهنا نتوقف عند معطيات هذه الرواية وهي تنطلق من أولئك المتكسبين على حساب الوضع في اليمن سواء من داخل المراكز المنتفعة من الحرب وأبعادها وتأجير الضمير الإنساني إلى خارج خارطة الدولة اليمنية الشرعية والشعب اليمني بأكمله وذلك منذ أن بدأت مهمة المنظمة الدولية تلعب بأوراق الحوار قبل أن تتوغل في الكذب والتسويف وتغتسل بدماء الأبرياء من خلال أدوات الحوثي والمخلوع صالح في محاولات دائمة لتغيير الواقع على الأرض في جانبه الإجرامي والأخلاقي الذي تمارسه المليشيات في حق الأبرياء من أطفال اليمن خاصة أن مشهد اختطاف الأطفال والزج بهم في الحروب تحت تهديد السلاح لم يعد أمراً مخفياً على العالم بأكمله إلا في ذهن أمين عام الأمم المتحدة الجديد الذي يظهر وكأنه ما زال في أدغال البلدان التي كانوا قد اكتشفوها والمليئة بالوحوش الضارية مثل البرازيل آنذاك.
ويبقى الأمين العام الجديد مغيبا في المنظمة الدولية إلا من ذاكرة قصة الزمن المستأسد . وبالتالي فإنه في عالم اليوم لا يدرك غوتيريس حجم المسؤولية بقدر ما يعتمد على أقوال أولئك الذين يعيشون على أتوات إيران ومن والاها في مناطق التوتر على خارطة المنطقة العربية التي كان حظها وللأسف أن تواجه الكثير من المنعطفات الخطيرة في عهد أمين غير أمين على المكانة والمكان لأمة تتطلع إلى العدل والأمن والسلام والاستقرار في أنحاء المعمورة وليس في منطقة تخضع لتجار الشنطة وبيع المواقف والضمير .
مساعدات المملكة لليمن
من جهة أخرى أوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور سامر الجطيلي أن المملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أنقذت ملايين البشر وساعدت المنكوبين في أرجاء العالم نتيجة الصراعات والأزمات التي حلت بهم دون تمييز بين دين أو عرق أو لون، مشيرًا إلى إجمالي مساعدات المملكة الخارجية بين عامي 1994 – 2014 م بلغت 65.9 مليار دولار أمريكي وتجاوزت نسبة المساعدات الإنمائية والإنسانية للمملكة من الناتج المحلي الإجمالي 1.9 % والنسبة المستهدفة التي قررتها الأمم المتحدة على الدول 0.7 % وفق إحصائيات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) .
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بمقرالمركز بالرياض , حيث أفاد الدكتور الجطيلي أن المركز استطاع الوصول وتقديم المساعدات الإغاثية الإنسانية لـ38 دولة في أرجاء العالم واستطاع أن ينفذ 231 مشروعًا من خلال 108 شركاء أمميين ودوليين ومحليين.
وقال : ، واحتوت المملكة الزائرين (اللاجئين) اليمنيين داخل المملكة حيث بلغ عددهم مليون يمني مكث منهم 603833 يمنيًا .
واستعرض الدكتور الجطيلي التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن التي من أبرزها حوادث الاستيلاء والنهب من قبل الميلشيات المسلحة ، حيث بلغت 65 سفينة، 124 قافلة إغاثية و628 شاحنة مساعدات إنسانية بين عامي 2015 – 2017 م وغيرها من الانتهاكات المحرمة بالإضافة إلى الاعتداءات على المنظمات الأممية والدولية والعاملين فيها كما حصل في صنعاء وتعز وحجة والحديدة وإب وعدن، من عمليات خطف وقتل وإغلاق المنافذ والمكاتب . .
وأكد الدور الكبير الذي تقوم به قوات التحالف لتسهيل دخول المساعدات وإصدار التصاريح الجوية والبحرية والبرية التي وصلت إلى 14.444 تصريحًا للمنظمات الأممية والدولية، وحرص قوات التحالف على حماية المدنيين والأطفال والنساء من خلال أكثر من 40.000 منطقة حماية ومنع استهدافهم تأكيدًا على احترام القانون الإنساني بهذا الخصوص. .
وتطرق إلى أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن مركزًا على الوضع الإنساني السيئ في اليمن قبل 2014م وفق تقارير الأمم المتحدة وأن اليمن كان يعاني ضعف البنى التحتية وسوء الخدمات الصحية وارتفاع الاحتياج الإنساني في الغذاء والرعاية الصحية وسوء التغذية لدى الأطفال.
وبين أن المملكة كانت من أولى دول العالم استجابة لنداء الأمم المتحدة لعام 2017 م حيث بلغ تمويل المملكة 221.9 مليون دولار مشيرًا إلى أن المملكة قدمت لليمن بين عامي 2015 – 2017 م مبلغ 8.27 مليار دولار ، كما استجابت لنداء منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف لمكافحة الكوليرا بمبلغ 66.7 مليون دولار بناء على توجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – بالإضافة إلى 8.224.000 و1.200.000 مليون دولار بالإضافة إلى ما قدمه المركز من 550 طنا لـ 12 محافظة 70 % ذهبت لمحافظات تسيطر عليها الميليشيات .
وقال : بلغت مشاريع المركز في اليمن 153 مشروعًا من خلال 86 شريكا أمميا ودوليا ومحليا بمبلغ 629.338.898 دولارًا روعي فيها عدم التحيز واحترام القانون الإنساني الدولي.
وأشار إلى مشاريع المركز في جيبوتي خدمة للأشقاء في اليمن وإنشاء المخيمات وإقامة عيادات الطبية في مخيم أبخ بجيوبتي بالإضافة إلى الوحدات السكنية .
وأشار إلى أن 20 مليون شخص باليمن يحتاجون لمساعدة وأكثر من 9.8 مليون بحاجة ماسة للمساعدة.
من جانبه أكد مدير إدارة الدعم المجتمعي عبدالله بن مدرك الرويلي أن المملكة لم تأل جهداً في تقديم الدعم والرعاية وحرصها الدائم واهتمامها الكبير بالمشاريع الإنسانية الموجهة للمرأة والطفل والتي يعنى بها من خلال المركز حيث تم تنفيذ 68 مشروعاً للمرأة و80 مشروعا موجها للطفل في مجالات التعليم والحماية والأمن الغذائي والصحة والمياه والإصحاح البيئي لنساء اليمن .
وتطرق إلى ما قام به المركز من برامج لتأهيل أكثر من 2000 طفل يمني تعرضوا للاستخدام غير الإنساني من قبل الميليشيات المسلحة باستخدامهم كأدوات حرب وإعادة تأهيل 40 طفلاً منهم ممن تعرضوا للتجنيد القصري من قبل المليشيات المسلحة ويؤهل الآن 40 آخرين وتقديم الدعم لأهلهم لتجاوز هذه المرحلة الحرجة .
وشدد الدكتور الجطيلي على أهمية قيام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدورهم بمحاسبة تجاوزات الميليشيات التي تعيق العمل الإنساني وتستهدف المدنيين والأطفال والنساء وتستخدم الأطفال أدوات حرب في جريمة محرمة دوليًا، مطالباً منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعدم تركيز مكاتبها في صنعاء وبالتالي تأثرها بالتوجه السياسي من خلال العاملين المحليين ووجوب تعدد وتوزيع المكاتب في بقية المدن والمناطق اليمنية لضمان العدالة والبعد عن الانحياز.
وأضاف الدكتور الجطيلي : تمكنا من الوصول الى تعز عبر الاسقاط الجوي ل 85 طنا من المواد الإغاثية والانسانية واسطوانات الاوكسجين رغم محاصرتها من قبل المليشيات المسلحة .
ومضى يقول : نتلقى الإشادات من مسؤولي منظمات الأمم المتحدة ولدينا ما يقارب 30 إشادة دولية مسجلة تدل على حيادية المركز وعدم انحيازه وأن تشغيل وإمداد مستشفيي السلام في صعدة والمستشفى السعودي في حجة بالعلاج لدليل على أننا نعمل على مسار موازٍ من الجميع ونتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لإيصال المساعدات بالإضافة إلى المؤسسات الأممية , كما نجح المركز بعلاج وباء الكوليرا في اليمن بنسبة تشافي بلغت 99 % حيث تشافت 740 ألف حالة من 750 ألف حالة أي 10 آلاف حالة تتعالج الآن وهذا يعد نجاحا كبيراً يجير للمركز , وكما هو معروف أن الكوليرا وباء منتشر باليمن من قبل عام 2014 م .