الكويت- وكالات
افتتح أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قصر بيان مساء أمس الثلاثاء أعمال الدورة 38 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
والقى الشيخ صباح الاحمد كلمة افتتح بها القمة مؤكدا أن نجاح عقد الدورة الثامنة والثلاثين في موعدها المقرر يثبت للعالم أجمع الحرص على هذا الكيان وأهمية استمرار آلية انعقاده وأثنى أمير الكويت على جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن، وطالب جماعة الحوثي بالامتثال للقرارات الدولية.
وقال إن “مجلس التعاون مر خلال الـ 6 أشهر الماضية بأحداث مؤلمة وتطورات سلبية، ولكن استطعنا التهدئة في مواجهة الخلافات الأخيرة”.
وذكر أن “مجلس التعاون حقق الكثير من الإنجازات على مدى 3 عقود، ولكن الطريق لا يزال طويلا”، معلنا ضرورة التوصل إلى وضع “آلية للتعامل مع النزاعات” تكفل احترام النظام الأساسي لمجلس التعاون.
وأعلن أن “إيران تخالف قواعد حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، مشيرا إلى أن المنطقة لن تشهد استقرارا في ظل هذه السياسات”.
وعقب أمير الكويت، تحدث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، وقال “إننا نسعى لتحقيق مزيد من التواصل والترابط بين دول مجلس التعاون”.
وأضاف في كلمته:” لقد عصفت بنا خلال الأشهر الستة الماضية أحداث مؤلمة وتطورات سلبية ولكننا وبفضل حكمة إخواني قادة دول المجلس استطعنا التهدئة وسنواصل هذا الدور في مواجهة الخلاف الأخير ولعل لقاءنا اليوم مدعاة لمواصلتنا لهذا الدور الذي يلبي آمال وتطلعات شعوبنا.
مضى على مسيرة عملنا الخليجي المشترك ما يقارب الأربعة عقود حققنا خلالها العديد من الإنجازات ولكن الطريق لا زال طويلا لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق آمال وتطلعات شعوبنا فنحن مدعوون إلى التفكير الجدي للبحث في الآليات التي تحقق أهدافنا والأطر الأكثر شمولية والتي من خلالها سنتمكن من المزيد من التماسك والترابط بين شعوبنا فلنعمل على تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لهذا الكيان يضمن لنا آلية محددة لفض النزاعات بما تشمله من ضمانات تكفل التزامنا التام بالنظام الأساسي وتأكيد احترامنا لبعضنا البعض وترتقي بها إلى مستوى يمكننا من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. لقد استطاع المجتمع الدولي أن يحقق نصرا واسعا على الإرهاب في كل من العراق وسوريا إلا أن ذلك الخطر لا زال يهدد استقرار العالم والبشرية جمعاء فالأزمات والصراعات التي لا تزال دائرة تشكل بؤرا تغذي ذلك الإرهاب فالكارثة الإنسانية والأزمة الطاحنة في سوريا لا تزال دائرة رغم ما تبذل من جهود دولية لإنهائها ولكن الأمل يبقى معقودا على نجاح الاجتماعات واللقاءات والحراك لتحقيق التوافق المنشود وإنهاء ذلك الصراع المدمر ونشيد في هذا الصدد بدور الأشقاء في المملكة العربية السعودية وجهودهم البناءة في تحقيق اللقاءات بين مختلف أطياف المعارضة السورية ونجاحهم في توحيد كلمة المعارضة.
وحول الوضع المأساوي في اليمن فإننا نشيد أولا بالجهود التي يبذلها تحالف دعم الشرعية في اليمن السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تعمل على دعم الشرعية وتقديم كل المساعدات الإنسانية للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة التي يشهدها الأشقاء.
ونؤكد هنا أن الحل الوحيد لهذه الأزمة سياسي وندعو في هذا الصدد جماعة الحوثي إلى الامتثال لنداء المجتمع الدولي في الوصول إلى حل سياسي لهذه الأزمة بالحوار الجاد وفق المرجعيات الثلاثة – المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية – قرارات مجلس الأمن ولاسيما القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني.
وفيما يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الأوسط فإننا نأمل أن يتمكن المجتمع الدولي من تحريك هذه العملية الجامدة لنصل إلى اتفاق سلام شامل وكامل يدعم استقرار المنطقة والعالم وذلك وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
نهنئ الأشقاء في العراق على تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة ما يسمى بتنظيم داعش ونؤكد هنا مجددا سعينا إلى مواصلة العمل مع الحكومة العراقية لصيانة استقرار العراق ونشدد على أهمية المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار المناطق المتضررة من ما يسمى بداعش المقرر عقده في دولة الكويت منتصف شهر فبراير من العام القادم.
لا زال تعامل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة مخالفا لقواعد العلاقات بين الدول التي ينظمها القانون الدولي والمتمثلة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية تشكل هاجسا كبيرا لنا ونؤكد هنا بأن المنطقة لن تشهد استقرارا ما لم يتم الالتزام الكامل بتلك المبادئ.
وفي الختام لا يسعني سوى الدعاء إلى الباري جل وعلا أن يحفظ أوطاننا وأن يوفق الجميع لما فيه العزة والمنعة لدولنا والرفاه لشعوبنا”. ثم أعلن أمير الكويت أن الجلسة ستصبح مغلقة، وطلب من الإعلاميين مغادرة القاعة تمهيدا لاستكمال الجلسة.ورأس وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير وفد المملكة العربية السعودية إلى القمة.