متابعات

أمن الحج .. إنسانية بلا حدود

جدة – البلاد

ما أعظم نعمة الأمن في ربوع هذا الوطن وبمستويات يتصدر بها العالم ، حيث ينعم به المواطنون والمقيمون ، ويتجلى ذلك بأعظم قيمة ومعنى للأمن والسلامة في خدمة الملايين من ضيوف الرحمن ، مما يجسد أبعادا أكثر شمولية وإنسانية.

إنه الأمن بمفهومه الشامل الذي يتجاوز المهام التقليدية عالميا في بسط الأمن وتوفير مقوماته وأسبابه في الحياة للأفراد والمجتمعات ، إلى الحديث عن معنى ورسالة أوسع كثقافة انسانية عمادها أمن الحج بكل مايتعلق بموجبات الطمأنينة والسكينة لضيوف الرحمن خاصة في موسم الحج والحفاظ على أجوائه من كل مايعكر صفوهم ويشوش روحانياتهم بشعارات أو ممارسات تجنح بالمقاصد الإيمانية الناصعة التي يأتون لأجلها من كل فج عميق.

وتمتد انسانية الأمن في الحج بلا حدود إلى تفاصيل ما أروع صورها وأعظم نبلها في مشاهد تلقائية مؤثرة ولحظات انسانية تفوق فهم العالم ومن يتاجرون بحقوق الإنسان وغير الإنسان ، إنه التراحم الناصع الذي ليس له إلا رجل الأمن السعودي ، وما أكثر مواقفه ومشاهداته المفعمة بالإنسانية عندما يسارع إلى احتضان طفل أرهقته خطواته ، وحمل حاج مسن أعجزته حالته الصحية عن مسايرة الزحام على الصعيد الطاهر ، وهل تنسى الذاكرة الإنسانية نبل رجل الأمن الذي بادر بتقديم حذائه إلى حاجة استعانت بقطعة من كرتون تقي قدميها لسعات حرارة الأرض، ورجال أمن يروون عطش الحجيج في لحظات قيظ، وآخرون يخففون حرارة الطقس على الحجاج بزخات من رزاز الماء الملطف بردا حبا وسلاما ، وغير ذلك كثير على امتداد حشود الحجيج ، لتعكس الإنسانية الفريدة والتفاني المزدان بقيم الوطن ومعاني الحج في رحابه الطاهرة.

لقد أشار مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، باعتزاز إلى عمق التميز الإنساني في الجهود الأمنية بأن رجل الأمن السعودي تميز دائما بأن ينقل الخدمة العسكرية الأمنية إلى مستوى جديد من ثقافة الخدمة وثقافة المساعدة وثقافة الحفاظ على الأمن، وأن يساعد في كل المجالات وأن يتعاون مع جميع الإدارات الحكومية وغير الحكومية التي في الميدان، وهذا الأنموذج لرجل الأمن السعودي يستحق الإعجاب, وأن يدرّس في جميع كليات الأمن في العالم، كما يجب أن يتعلم رجال الأمن في العالم أجمع من رجل الأمن السعودي كيفية خدمة الحجاج وحفاظه على أمنهم في نفس الوقت.

خلاصة ذلك شرحها سموه بقوله ” إن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا لا تعرف المستحيل إذا وصل الأمر إلى خدمة البيتين وإلى الحج والعمرة وإلى ضيوف الرحمن ، وسنفعل كل ما في وسعنا طالما نحن على هذه الحياة لراحتهم وتوفير كل أسباب الراحة والمتعة لهذه الرحلة الإيمانية”.

إن نقطة الارتكاز في هذه المنظومة ، تتمثل في أمن الحج الذي تقوم عليه وزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ، حيث وقف سموه في مستهل موسم الحج ، على خطط قوات الأمن الخاصة المشاركة ، وجاهزيتهم لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – لخدمة حجاج بيت الله الحرام. كما تابع سموه، سير العمل في مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج في مشعر منى للاطمئنان على حالة الحشود وراحتها وتنقلاتها حسب الخطط الدقيقة لأداء مناسكهم في أجواء السكينة.

وأكد سموه خلال لقائه مديري القطاعات الأمنية وقادة قوات أمن الحج بمقر وزارة الداخلية في منى أن نجاح موسم حج هذا العام ، جاء بفضل الله ثم بدعم القيادة الرشيدة والتوجيهات بتوفير أعلى مستويات الأداء لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتسهيل وتيسير أداؤهم للنسك ، منوها بالجهود الكبيرة والمستويات العالية لخدمة الحجاج في المدينتين المقدستين والتي حظيت بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة ، وسمو نائبيهما صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد بن فيصل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة المدينة المنورة ، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *