واشنطن – وكالات
مئات الملايين من الدولارات تنفقها إيران سنويا على أذرعها الارهابية التي تنفذ مشروع الهيمنة والتقسيم في العديد من دول المنطقة ، وفي مقدمة الأدوات الإيرانية ما يسمى حزب الله (الإرهابي) في وقت ينتفض فيه الإيرانيون ضد القهر والفساد والبطالة والانهيار الاقتصادي، ومع الضغوط الدولية على طهران يعمل نظام الملالي على تطبيق نموذج ذلك الحزب الارهابي الطائفي بأوجه مختلفة وتحت غطاء سياسي وذلك في كل من البحرين واليمن وسوريا والعراق، بحسب سياسيين ومراقبين أمريكيين.
وقد جددت الولايات المتحدة الأمريكية مطالبتها لمجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات ضد إيران، بسبب تزويد الحوثيين بأسلحة في اليمن.وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن”الوقت حان ليتحرك مجلس الأمن”، وذلك بعد تقرير لخبراء الأمم المتحدة أكد انتهاك إيران لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، بحظر الأسلحة إلى اليمن.وأشار التقرير إلى أن طهران فشلت في وقف تزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ الباليستية التي تستخدم في ضرب الأراضي السعودية.
وأكدت في البيان، الذي وزعته البعثة الأمريكية على أعضاء مجلس الأمن، أن “الولايات المتحدة ستواصل إدانة الأعمال الخطيرة التي تقوم بها إيران”، مشيرة إلى أن العالم لا يمكن أن يستمر في تجاهل “الرد على هذه الانتهاكات الصارخة”.وأضافت :”يجب على إيران أن تعرف أن العصيان على المجتمع الدولي له عواقبه، مشيرة إلى أنه حان الوقت ليقوم مجلس الأمن بعمله”.
وبحسب البيان الأمريكي فإن وثيقة خبراء الأمم المتحدة أثبتت أن الأسلحة الإيرانية والصواريخ الباليستية قد وصلت إلى اليمن، على الرغم من الحظر المفروض عام 2015، ولم تتخذ إيران إجراءات لمنع دخول الأسلحة إلى الأشخاص والمنظمات الخاضعة للعقوبات.
• وكلاء الملالي:
شهدت قاعة راي بورن التابعة للكونجرس الأمريكي بواشنطن، نقاشا عميقا حول مستقبل “وكيل إيران” وهو الوصف الذي أطلقه المتحدثون على الحزب اللبناني الذي بات “مصدر تهديد للأمن الدولي”، حيث أكد السيناتور الأمريكي السابق جو ليبرمان أن “العداء تجاه أمريكا يعد نقطة ارتكاز أساسية في أيديولوجيا الحزب الملطخة يده بدماء الأمريكيين وغيرهم ويجب ألا ننسى ذلك أبدا”.
وذكّر ليبرمان الحضور بأن حزب الله الارهابي نفذ أبشع مجزرة تعرض لها الجيش الأمريكي منذ حرب فيتنام”، في إشارة منه إلى تفجير مبنيين تابعين للقوات الأمريكية والفرنسية في بيروت عام 1983 استخدم فيه الحزب شاحنتين مفخختين، ما أدى إلى مقتل 299 جنديا أمريكيا و23 فرنسيا.
كما أكد السيناتور الامريكي أن تلك الجماعة وراعيتها إيران يزودان المجموعات الإرهابية في سوريا ومناطق أخرى بالأسلحة المتطورة والتكتيكات العسكرية؛ لاستهداف مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى.
ورفض ليبرمان فصل ذراع الحزب السياسي عن العسكري، معتبرا أن هذه الحجة تمنحه شرعية تحمي وجوده، وقال أن أي فرق بين العناصر السياسية والعسكرية للحزب هو أمر غير صحيح.
من جانبه قال العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي براد شنايدر، أن الحديث عن حزب الله الارهابي لا يمكن أن يتم من دون الحديث عن إيران، فهو مجرد منظمة إرهابية تخضع لطهران بالكامل. وطمأن السيناتور الأمريكي شنايدر حلفاء الولايات المتحدة بأن واشنطن لن تتركهم في مواجهة “الإرهاب الذي تمارسه إيران عبر وكلائها في المنطقة”.
• أموال وصواريخ:
هذه الحقيقة كشف عنها أيضا المدير السابق في الاستخبارات القومية الأمريكية نورمان روول ، والذي عمل طيلة خدمته منذ 2008 حتى 2017 على متابعة ملف إيران وأنشطتها المزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط والعالم ، بقوله “إيران زودت حزب الله بأسلحة قوية وفعالة بصورة رهيبة، تهدد أمن آلاف الأمريكيين في المنطقة” كما تنفق إيران “800 مليون دولار سنويا على حزب الله اللبناني”، وفق عضو مجلس النواب الأمريكي الجمهوري إيد رويس، الذي أكد أن طهران ” زودت الحزب بأكثر من 100 ألف صاروخ” مشيرا إلى محاولات إيران “بناء مصانع للصواريخ في لبنان وسوريا” ، محذرا من أن المنطقة ستشهد “مزيدا من القتل وفقدان الحياة” إذا تم التغاضي عن مواجهة حزب الله والتصدي لأنشطته في المنطقة. وأن إيران “تستخدم نموذج حزب الله في اليمن وسوريا والبحرين وأذربيجان”.
وبحسب رويس فإن إيران وحزب الله الارهابي يلعبان على وتر الخلافات الطائفية عبر ترسيخ فكرة العداء تجاه السنة . ويقول رويس إن أتباع إيران في أذربيجان يدقون أبواب المواطنين ويسألونهم: ” لماذا لا تقاتلون من أجل الثورة الإيرانية؟” وذلك بهذف دفع الشباب المشبع بالطائفية على الانخراط في صفوف ميليشيا حزب اللات والمليشيات المسلحة التي تستخدمها إيران في المنطقة.
أيضا خلال جلسات النقاش حول دور طهران ومليشياتها الارهابية شدد الحاضرون على خطورة أنشطة ما يسمى حزب الله في أمريكا الجنوبية، وعمليات غسيل الأموال التي يقوم بها في مناطق مختلفة من العالم. والتأكيد على أن العقوبات المفروضة صعبت عليه تمويل أنشطته، لكن ايران مستمرة في تمويل الحزب ومليشياته ، مما يتطلب فرض مزيد من العقوبات، ووضع حد لنفوذها في لبنان وخارجه. يذكر أن منظمة “متحدون ضد إيران النووية” هي منظمة أمريكية غير حزبية أو ربحية، تسعى إلى منع إيران من تحقيق طموحها النووي، وتقود حملات ضغط لمنع الشركات العالمية من التعامل مع النظام الإيراني.
• دعم المعارضة:
وفي تطور جديد طالبت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الجمعة، إيران بالإفراج الفوري عن مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية المعتقلين منذ عام 2011، وباحترام حقوق جميع الإيرانيين بما يتفق مع التزاماتها الدولية.
وطالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان بالإفراج الفوري عن مهدي كروبي ومير حسين موسوي، وزوجته المدافعة عن حقوق المرأة زهرة راهناورد، مبينةً أن وضعهم تحت الإقامة الجبرية يتناقض مع الالتزامات الدولية لإيران، بما في ذلك الالتزامات المنصوص عليها في الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وأدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية استمرار الاحتجاز التعسفي لهؤلاء الأفراد الثلاثة من دون توجيه اتهامات لهم أو محاكمات عادلة، داعيةً إلى الإفراج الفوري عنهم.
• ومصير سيء:
“حزب الله منظمة إرهابية ولا فرق بين جناحيه السياسي والعسكري” بهذه العبارة القوية أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الموقف الأمريكي الرسمي من ما يسمى حزب الله، خلال اللقاء المشترك مع وزير الحكومة اللبنانية.
وقبل الإعلان عن زيارة تيلرسون لبيروت، أشار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، إلى أنه لن يتحالف مع مليشيا الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وبتصريحات تيلرسون والحريري، يصبح موقف تلك الميليشيا حليف إيران في لبنان أكثر تعقيداً، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية.
ورغم امتلاك حزب الله الإرهابي نفوذاً في الجنوب السوري، ورغبته الدائمة لتزييف حقيقة وجوده بالأراضي السورية، إلا أن المشهد ميدانياً بسوريا يضيق الخناق على حزب الله.
وفي رأي المراقبين فإن الحزب سيتلقى المزيد من الضربات والخسائر ، وأن المرحلة المقبلة تمثل المستقبل الأسوأ له ” وذلك بحسب الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي أضاف بأن تورط مليشياته في سوريا ووجود الحزب ضمن المعادلة السياسية، خسر أمامها الكثير بعد انكشاف حقيقة مشروعه أمام المجتمع الدولي، كحركة دموية إرهابية محظورة. وقد لحقت به الخسائر الجمة وبعناصره، والتي تلقي بظلالها على طبيعة دوره في المعادلة السياسية اللبنانية والسورية، وبالتال فإن المشهد السياسي اللبناني يصبح أكثر سوءاً على الحزب.