بروكسل/اسطنبول (رويترز) –
قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يوم الأربعاء إن سوريا استجابت فيما يبدو لتحذير واشنطن من شن أي هجوم جديد بالأسلحة الكيماوية.
لكن روسيا، الداعم الرئيسي للحكومة السورية، قالت إن:
التأكيدات الأمريكية بأن الحكومة السورية قد تكون تخطط لشن هجوم كيماوي تعقد محادثات السلام السورية التي تهدف لإنهاء الحرب المستعرة منذ ستة أعوام.
كان البيت الأبيض قال يوم الاثنين إن الجيش السوري يجهز فيما يبدو للقيام بهجوم بأسلحة كيماوية.
وإن الرئيس السوري بشار الأسد وقوات الحكومة السورية سيدفعون “ثمنا باهظا” إن أقدموا على ذلك.
وقال مسؤولون أمريكيون إن التحذير يستند على معلومات مخابرات عما بدا أنه استعدادات نشطة في قاعدة الشعيرات الجوية.
وقال ماتيس للصحفيين المسافرين معه إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي:
“يبدو أنهم أخذوا التحذير على محمل الجد… لم يفعلوه”.
ولم يقدم الوزير دليلا غير التأكيد أنه لم يقع هجوم.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن القوات السورية قد ألغت تماما هذا الهجوم قائلا :
“أعتقد يجدر بك أن تسأل (الرئيس السوري بشار) الأسد هذا السؤال”.
واتهمت واشنطن القوات السورية باستخدام قاعدة الشعيرات الجوية في هجوم كيماوي في أبريل نيسان. وتنفي دمشق الاتهام.
ولم يتحدث ماتيس بشكل مباشر عن معلومات المخابرات الأمريكية بشأن مطار الشعيرات.
لكنه قال إن تهديد الأسلحة الكيماوية السوري أكبر منه في أي موقع واحد.
وقال “أعتقد أن برنامج الأسد الكيماوي يتجاوز مطارا واحدا”.
* ارتياب أمريكي
قال مسؤول أمريكي على صلة بالمخابرات إن ضباط المخابرات الأمريكيين وآخرين من دول الحلفاء حددوا عدة مواقع يشتبهون في أن الحكومة السورية تستخدمها لإخفاء أسلحة كيماوية مصنوعة حديثا بعيدا عن أعين المفتشين.
وشنت الولايات المتحدة هجوما صاروخيا على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا في أبريل نيسان.
في أعقاب مقتل 87 شخصا فيما قالت واشنطن إنه هجوم بغاز سام .
في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة وهي اتهامات أثارت خلافا بين واشنطن وموسكو مباشرة.
وقال مسؤول آخر مرتبط بالمخابرات إن المعلومات المخابراتية التي دفعت الإدارة الأمريكية لتحذير دمشق “ليست قطعية. لم تقترب من القول إن هجوما بأسلحة كيماوية سوف سيحدث”.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة نقلت التحذير إلى روسيا عبر “قناة عدم الاشتباك” التي يستخدمها البلدان لتفادي وقوع اشتباكات في المجال الجوي السوري.
لكن لا يوجد دليل يثبت أن التحذير منع وقوع هجوم كيماوي.
ولم يعلق الجيش السوري ولا وزارة الخارجية على تحذير البيت الأبيض رغم أن قناة الإخبارية التي تديرها الدولة قالت إن المزاعم ملفقة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء إن:
بلاده سترد بكرامة وبشكل متناسب إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات استباقية ضد قوات الحكومة السورية.
وفي مؤتمر صحفي مع نظريه الألماني قال لافروف إنه يأمل ألا تستخدم أمريكا معلومات سرية عن تخطيط سوريا لهجوم كيماوي “ذريعة لأعمال استفزازية” في سوريا.
ونددت روسيا بالتحذير ورفضت تأكيدات البيت الأبيض بأن هجوما يجري التحضير له باعتبارها “غير مقبولة”.
وأبلغ جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة يوم الأربعاء بعدم اتخاذ تحركات منفردة في سوريا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن جاتيلوف القول إن التأكيدات الأمريكية تعقد محادثات السلام السورية.
ووصف مسؤولون روس الحرب الدائرة في سوريا بأنها أكبر مصدر للتوتر بين موسكو وواشنطن.
وزاد الهجوم الصاروخي الذي أمر به ترامب في أبريل نيسان من مخاطر المواجهة بينهما.
وفي واشنطن قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن ترامب أنقذ حياة الكثير من السوريين.
وقالت السفيرة للمشرعين الأمريكيين “نتيجة لتحركات الرئيس لم نشهد هجوما. أعتقد أن الرئيس أنقذ حياة الكثير من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء”.
ورغم صغر عدد الناس الذي قتلوا في هجمات كيماوية مشتبه بها في الحرب السورية، التي يقترب عدد قتلاها من نصف مليون شخص.
إلا أن صور الضحايا وهو يتلوون من الألم أثارت اشمئزازا على نحو خاص.
* خلاف بشأن وحدات حماية الشعب الكردية
أعلن الجيش التركي يوم الأربعاء إن القوات التركية ردت بإطلاق وابل من نيران المدفعية خلال الليل ودمرت أهدافا لوحدات حماية الشعب الكردية.
بعد أن أطلق مقاتلو هذه القوات النار على قوات تدعمها تركيا في شمال سوريا.
وتدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية في القتال ضد تنظيم داعش في سوريا .
في حين أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تعتبر هؤلاء المقاتلين الأكراد السوريين إرهابيين…
لا يمكن تمييزهم عن مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور الذين يشن تمردا في جنوب شرق تركيا.
وقال الجيش التركي إن وحدات حماية الشعب الكردية استهدفت بنيران الأسلحة الآلية مساء الثلاثاء عناصر للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في منطقة مرعناز جنوبي بلدة أعزاز بشمال سوريا.
وقالت محطة خبر ترك التلفزيونية إن دوي نيران المدفعية كان مسموعا في بلدة كلس الحدودية التركية القريبة.
وأدى قرار اتخذته الولايات المتحدة في يونيو حزيران بتسليح وحدات حماية الشعب الكردية في المعركة..
التي تستهدف السيطرة على الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا إلى إثارة غضب تركيا.
وترك ماتيس يوم الثلاثاء احتمال مساعدة وحدات حماية الشعب الكردية على المدى الطويل مفتوحا .
قائلا إن الولايات المتحدة ربما تحتاج لتزويدها بالسلاح والعتاد حتى بعد السيطرة على الرقة.
وأرسلت تركيا التي تواجه اضطرابات عبر حدودها الجنوبية قوات إلى سوريا العام الماضي لدعم مقاتلي الجيش السوري الحر.
الذين يقاتلون داعش وقوات كردية تسيطر على شطر واسع من المنطقة الحدودية الشمالية السورية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن :
تركيا لن تحجم عن القيام بعمل أشد صرامة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إذا رأت ضرورة لذلك.
وفي جنيف قال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إن:
173 مدنيا على الأقل قتلوا في الرقة في يونيو حزيران في عمليات برية وجوية ضد داعش ووصف الأرقام بأنها تقديرات متحفظة