من بين ضغوط هائلة ومعاناة رهيبة وشد وجذب لجهات متعددة تشكلت مأساة الطبيب الاخصائي \" ع .س\" تسعة أشهر بلا عمل ..إنذار بالطرد من المسكن بعد أن عجز عن دفع ما يعادل إيجار عام كامل ..وأبناء مهددين بالطرد من المدارس ..ومع كل هذا لا يسمح له بالعمل و لا بنقل الكفالة ولا حتى بالخروج النهائي وقد انتهت مدة الشهر للحكم الابتدائي وبدأ الشهر السابع من المعاناة المادية والمعنوية ..
هذا ما جناه عليه ضميره وأمانته وحبه لهذه البلاد الطاهرة ..أما كيف؟ فتأتي الإجابة منه شخصياً ومن أوراق ومستندات تصاحبه أينما لاحت له بارقة أمل في حل قريب ..
جاء من بلاده على كفالة منشأة صحية أهلية وتفاجأ أن من يديرها طبيب بيطري بمهنة مندوب مبيعات وليس على كفالتها ومعه طبيب حكومي غير مصرح له بالعمل في القطاع الخاص وقد نصب نفسه مديراً عاماً واعتمدت الغرفة التجارية امضاءه ..طلبوا منه اجراء فحوصات اجبارية على مرضى لم يكونوا في حاجة لها أو الكشف على مرضى لا يحملون هويات أو اقامات مما يخالف التعميم السامي لمقام سمو وزير الداخلية واذا ما رفض تنفيذ توجيهاتهم وأوامرهم يهددونه بالطرد والترحيل واغلاق كافة المنافذ أمامه ..
وفي نهاية الأمر أجبروه على انهاء عقده بالاكراه والتدليس كما يقول ..
الطبيب الأخصائي لم ينس الشؤون الصحية ومكتب العمل ليؤكد ان المستوصف الذي كان يعمل فيه يضم أطباء غير مؤهلين ولا على كفالته ولا يملكون تراخيص مزاولة مهنة من الشؤون الصحية ولا شهادات تصنيف من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وأحياناً أطباء امتياز ونواب من المستشفيات الحكومية أو ربات بيوت لم يمارسن المهنة منذ فترة وجئن لزيارة أزواجهن ..أو أطباء جاءوا لأداء العمرة أما العلاج الطبيعي والنادي الصحي فكلهن لسن طبيبات ولا على كفالة المستوصف .
ويتساءل الطبيب من أين أعيش ومعي زوجتي وأطفالي الثلاثة؟فلا مصدر دخل ولا نقل كفالة ولا تصريح مؤقت للعمل والسبب في كل ذلك أنني أبلغت عن فساد طبي في مستوصف وتم تغريمه بمبلغ كبير أما أنا \" كشاهد ملك \" فلم استفد شيئاً على الاطلاق ..