جدة – البلاد – وكالات
دون تأخير وصلت رسالة الرباعية العربية مجدداً وبقوة ووضوح ، بشأن الأزمة القطرية التي تكشف تباعاً مزيداً من الحقائق الدامغة على تجذر تورط الدوحة في تمويل الإرهاب ، وتآمرها على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر وغيرها من الدول العربية وصولاً إلى ، دول أفريقية تمكن منها الإرهاب الذي لم تنجو منه دول أوروبا.. مثلما جنت على نفسها قطر بالتآمر لصالح مخطط إقليمي تقوده إيران وقوى اقليمية أخرى عبر سياسة دنيئة المقاصد ، وأزرعة إرهابية وإعلامية واقتصادية استهدفت بضراوة الجسد الخليجي والعربي لخلخلة النظام العربي ودعم مشاريع التقسيم.
ففي بيانها الأخير ، أكدت مجدداً، الرباعية الداعية لمكافحة تمويل الإرهاب، على عدة ثوابت لم تغب في كافة مواقفها وما صدر عن اجتماعيها في القاهرة والمنامة ، وسجلت في كافة مراحل الأزمة تقديرها لجهود الكويت الشقيقة والوساطة الحميدة لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والتي لم تقابلها قطر بمراهناتها ومراهقتها السياسية بالتقدير والتجاوب ، مما يفضح خيوط وخطوط مؤامراتها ، وماكانت تدبره بليل.
بيان الرباعية جاء سريعاً بعد تصريحات وزير الخارجية القطري، محمد عبد الرحمن آل ثاني، الذي قال فيه مساء أول أمس إن الإجراءات المفروضة ضد قطر يجب التراجع عنها ، وكان الرد من الرباعية في بيانها المشترك، إن موقف قطر يظهر عدم جديتها في الحوار ومكافحة الإرهاب.
هكذا وكما قال بيان الدول الأربع: “إن تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريح أمير الكويت تؤكد رفض قطر للحوار إلا برفع إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي، ووضعه لشروط مسبقة للحوار يؤكد عدم جدية قطر في الحوار ومكافحة وتمويل الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي للدول”.
إن الأزمة مع قطر – كما أكدت الرباعية – ليست خلافاً خليجياً فحسب، لكنه مع عديد من الدول العربية والإسلامية التي أعلنت موقفها من التدخلات القطرية ودعمها للإرهاب، ودول أخرى كثيرة في العالم أجمع لم تتمكن من إعلان موقفها بسبب التغلغل القطري في شأنها الداخلي، ما جعلها تخشى من عواقب ذلك خصوصاً مع السوابق القطرية في دعم الانقلابات واحتضان وتمويل الإرهاب والفكر المتطرف وخطاب الكراهية.
*لاوجود لخيار عسكري:
وعلى مدى أشهر الأزمة من اندلاعها بسقوط الأقنعة القطرية ، لم تطرح الدول الأربع خياراً عسكرياً ، ولم تشر إليه تهديداً لاتصريحاً ولا تلميحاً ، انطلاقاً من رؤيتها لطبيعة الأزمة ومسبباتها ومكامن أخطار السياسة القطرية ، وفي نفس الوقت حرصها على الشعب القطري الشقيق، وأن الاجراءات التي اتخذتها تثق في تأثيرها على الدوحة ولا مساومة عليها . من هنا أكد البيان استبعاد الخيار العسكري، فجاء فيه: “الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال”.
فقد أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، أنها تقدر وساطة سمو أمير دولة الكويت الشقيقة، وجهوده المشكورة في إعادة السلطة القطرية إلى جادة الصواب، وما أعلنه عن استعداد قطر الاعتراف بالمطالب الـ13 والاستعداد للتفاوض حولها، فإنها تؤكد أن الحوار حول تنفيذ المطالب يجب أن لا يسبقه أي شروط”.
كما أعربت الدول الأربع عن أسفها على ما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري، إذ تشدد أن الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال، وأن الأزمة مع قطر ليست خلافاً خليجياً فحسب، لكنها مع عديد من الدول العربية والإسلامية التي أعلنت موقفها من التدخلات القطرية ودعمها للإرهاب، ودول أخرى كثيرة في العالم أجمع لم تتمكن من إعلان موقفها بسبب التغلغل القطري في شأنها الداخلي، مما جعلها تخشى من عواقب ذلك خصوصاً مع السوابق القطرية في دعم الانقلابات، واحتضان وتمويل الإرهاب والفكر المتطرف، وخطاب الكراهية.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أبدى ، خلال لقائه أمير الكويت، استعداده للتدخل والوساطة في النزاع وعبّر عن اعتقاده في إمكانية التوصل إلى اتفاق ، قائلا: “إذا تسنت لي المساعدة في التوسط بين قطر والإمارات والمملكة العربية السعودية على الأخص فإنني سأكون مستعداً لفعل ذلك وأعتقد أنه سيكون لديكم اتفاق على نحو سريع للغاية”. وأوضح ترامب: “لقد تحدثت مع صديقي الملك سلمان ، وأجرينا مكالمة طويلة، وبحثنا ما إذا كنت قادراً على أن أكون وسيطاً بين قطر من جهة، والإمارات والسعودية خاصة، من جهة أخرى، ربما سأقوم بتحمل هذه المسؤولية”.
وأشار ترامب في الوقت ذاته إلى أن كلا من قطر ودول المقاطعة بإمكانها، بمساعدة الوساطة الكويتية، تجاوز الخلافات بينها بنفسها، معتبرا أن “هذه الأزمة سيتم حلها قريباً بشكل سهل وعادل”.
من جانبها أكدت الخارجية الكويتية أمس الجمعة أنها تنظر بتقدير للبيان الذي أصدرته الدول الأربع مساء الخميس حول أزمة قطر، مشيرة إلى أن البيان الصادر عن “المملكة العربية السعودية والإمارات ،ومصر والبحرين “، يؤكد الحرص على وضع حد للخلاف مع الدوحة.
وشددت الخارجية الكويتية على موقفها المبدئي للتهدئة بين الدول الأربع وقطر، مؤكدة أنها ستواصل المساعي لرأب الصدع وإنهاء الخلاف الحاصل، بحسب ما أوردت وكالة “كونا” الرسمية نقلاً عن مصدر في الخارجية.
يذكر أن الدول الأربع قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر متهمة إياها بدعم إيران، في الخامس من يونيو الماضي ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية وانضمت إليها دول أخرى ، على خلفية اتهامات دامغة لقطر بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك قال البيت الأبيض أمس الجمعة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد لأمير قطر أهمية الوحدة لمحاربة الإرهاب وذلك بعد أن عرض أمس الأول الوساطة لحل الخلاف بين الدوحة ودول عربية أخرى. وأضاف البيت الأبيض أنه خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر “ركز الرئيس على أهمية تنفيذ جميع الدول التزامات قمة الرياض للحفاظ على الوحدة وهزيمة الإرهاب في الوقت نفسه ووقف التمويل للجماعات الإرهابية ومحاربة الفكر المتطرف”.
وقال البيت الأبيض إنهما بحثا أيضا استمرار التهديد الذي تمثله إيران على استقرار المنطقة.