مركز المعلومات – البلاد
إزالة الملوحة أو تحلية المياه هي سلسلة من العمليات الصناعية تجرى لإزالة كل أو جزء من الأملاح الزائدة والمعادن من المياه. وقد يستخدم هذا المصطلح إلى إزالة الأملاح والمعادن الذائبة في الماء. ويمكن تحلية مياه البحر لتصبح من الممكن استخدامها في الحياة العملية كالزراعة والشرب والصناعة.
تتطلب عملية التحلية تقنيات تستهلك طاقة ومالا بشكل كبير مخلفة آثارا ضارة على البيئة. فتعتبر استهلاك الطاقة في عملية التحلية من المشاكل المهمة والعقبات الصعبة التي تحتاج إلى تذليل وهي من الأهداف التي يجري العمل عليها في المراكز العلمية والتي تركز على ايجاد بدائل ذات استهلاك أقل للطاقة وأكثر فاعلية وصداقة للبيئة.
عرفت البلاد تحلية المياه المالحة منذ أكثر من 100 عام، وبالتحديد عام 1325هـ / 1907م، عندما شغلت في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر وحدة تكثيف وتقطير مياه البحر المالحة والتي نزعت من إحدى البوارج الغارقة قبالة سواحلها ونصبت بمينائها، وعرفت باسم الكنداسة. وهي أول وحدة تحلية تنشأ على اليابسة حيث كانت تلك التقنية تستخدم فقط في السفن العسكرية والتجارية التي تبحر أياما وأسابيع دون توقف للتزود بالماء، وكان الغرض من هذه الوحدة دعم مصادر المياه العذبة في جدة.
وفي عام 1348هـ أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء وحدة تكثيف لتقطير مياه البحر وذلك لدعم مصادر المياه العذبة بعد أن لاحظ معانات الحجاج والمعتمرين عند وصولهم إلى ميناء جده من قلة المياه العذبة المتاحة والتي بالكاد كانت تكفي ساكنيها.
المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية
تم انشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية بأمر ملكي كريم في 1394/8/20هـ الموافق1974/9/7م كمؤسسة حكومية مستقلة ذات شخصية اعتبارية.
تتصدر المملكة دول العالم في إنتاج المياه المحلاة بإنتاج تجاوز مليار وستة ملايين متر مكعب من المياه سنوياً بنسبة 18% من الإنتاج العالمي.
لا تزال المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية تحافظ على مكانتها كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، بإنتاج بلغ (1006.6) مليون متر مكعب، منها (495.3) ملايين متر مكعب من محطات الساحل الشرقي بنسبة (49.2%)، و(511.3) مليون متر مكعب من محطات الساحل الغربي بنسبة (50.8%) من إجمالي تصدير المؤسسة. وبلغت حجم الطاقة الكهربائية المولدة في محطات التحلية البلغ عددها 27 محطة تحلية عاملة (24.884.807) ميجاوات في الساعة.
والغرض الاساس من إنشاؤها هو تعضيد الموارد الطبيعية للمياه بطريق تحلية المياه المالحة في مناطق ومدن المملكة التي تقصر الموارد الطبيعية عن سد حاجتها، والتي يتقرر فيها إتباع أسلوب التحلية، ويجوز للمؤسسة إنتاج الطاقة الكهربائية بصورة تبعية متى استوجبت ذلك اسباب اقتصادية وفنية، وذلك كله وفق خطة شاملة تضعها المؤسسة ويوافق عليها مجلس الوزراء.
ويعد تعضيد الموارد الطبيعية للمياه عن طريق تحلية المياه المالحة بالإضافة إلى إنتاج الطاقة الكهربائية أحد أهم أهداف خطط التنمية التي تنفذها المؤسسة، وإن من أهم آليات التنفيذ التي تحقق هذا الهدف هو إنشاء محطات التحلية والمرافق المرتبطة بها للمناطق التي لا توجد بها مياه أو تكون غير كافية أو غير ملائمة وفقاً لنتائج دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية.
وتسعى المؤسسة الى تلبية احتياجات عملائها من مياه البحر المحلاة والكهرباء بكفاءة وموثوقية وبأقل تكلفة ممكنة وأعلى مردود اقتصادي، والاستثمار الفعال في مواردنا البشرية وتحفيزها، وتطوير صناعة التحلية والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والالتزام بمعايير السلامة والبيئة.
الغايات الاستراتيجية:
1- خدمة العملاء – تلبية احتياجات عملائنا من مياه البحر المحلاة والكهرباء وتأمين خدماتنا بأعلى جودة وموثوقية.
2- الاستدامة المالية – تحقيق أعلى مردود اقتصادي من خلال زيادة العائدات وتخفيض التكاليف.
3- فعالية التشغيل – تحقيق الكفاءة والفعالية في المنتج والعمليات.
4- الموارد البشرية – تنمية وتطوير الموارد البشرية وتحفيزها وبناء الكفاءات الوطنية في مناخ تسوده العدالة وروح الفريق الواحد مع الشعور بالمسؤولية والانتماء.
5- التنمية الاقتصادية – المشاركة الفعالة في تطوير وتوطين صناعة التحلية.
6- استدامة الأمن والسلامة – الالتزام بأفضل ممارسات الأمن والسلامة.
7- الاستدامة البيئية – الالتزام بتطبيق قواعد وأنظمة البيئة.
نشاطات المؤسسة الرئيسية:
تسعى المؤسسة إلى تحقيق الأهداف العامة لخطط التنمية الخمسية للمملكة من خلال توفير المياه المحلاة بالكمية الكافية حسب الخطط الموضوعة لإنشاء المحطات ومن ثم دخولها في الإنتاج، ويتم ذلك من خلال الآتي:
1- إنتاج الماء:
يتم انتاج الماء من خلال محطات التحلية ثنائية الغرض أو أحادية الغرض، وتتولى المؤسسة جميع أعمال التشغيل والصيانة ذاتياً لجميع محطاتها العاملة والبالغ عددها 28 محطة موزعة على 17موقعاً على الساحلين الشرقي والغربي من المملكة تنتج 4.6 مليون متر مكعب يومياً.
ويمثل إنتاج المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أكثر من (69%) من إنتاج مياه التحلية في المملكة، والبقية تنتج من خلال محطات القطاع الخاص، ويبلغ إنتاج المملكة من المياه المحلاة أكثر من 6.6 مليون متر مكعب يومياً، وهذه الكمية تمثل ما نسبته (54%) خليجياً، كما تبلغ نسبة إنتاج المملكة من المياه المحلاة عالمياً (22.2%).
2- إنتاج الكهرباء:
بالموازاة مع جهود المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لإنتاج المياه المحلاة، فإن المؤسسة تقوم بإنتاج الطاقة الكهربائية من خلال محطاتها ( ثنائية الغرض ) التي تولد الطاقة الكهربائية بجانب إنتاج المياه، وتعمل هذه المحطات بطريقة التبخير الوميضي متعدد المراحل(MSF)، حيث يستخدم جزء من الطاقة الكهربائية لتشغيل مرافق المحطة وما تبقى من التوليد يتم تصديره إلى الشركة السعودية للكهرباء. ويبلغ التوليد اليومي من الكهرباء في المؤسسة 7.173 ميجاوات في الساعة وهو ما يعادل ( 12% ) من الكهرباء المنتجة في المملكة.
3- نقل المياه المحلاة:
وتقوم المؤسسة من خلال أنظمة متكاملة بنقل المياه المحلاة إلى الجهات المستفيدة عبر خطوط أنابيب طولها الإجمالي حوالي 5,600 كيلو متر، بقطر يتراوح ما بين 8 – 80 بوصة، ويتم ضخ المياه عبر 47 محطة لضخ المياه إلى خزانات المياه البالغ عددها 224 خزاناً، سعتها الاستيعابية الإجمالية 11,6 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى 16 محطة لخلط مياه التحلية بالمياه الجوفية و 8 محطات طرفية.
الأبحاث وتقنيات التحلية:
للبحث العلمي دور فاعل في دفع عجلة النمو والتطوير الاقتصادي والصناعي والاجتماعي وتقديم الحلول للمشاكل التنموية وفتح آفاق المعرفة في العلوم المختلفة، وقد ركزت الخطط التنموية الخمسية للمملكة على أهمية الدور الذي يؤديه البحث العلمي خصوصا في مجال المياه.
وتسعى المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة جاهدة ومن خلال من خلال معهد الأبحاث وتقنيات التحلية التابع للمؤسسة بالجبيل إلى تطوير تقنيات تحلية المياه المالحة واكتشاف تقنيات وأساليب جديدة بغرض تقليل تكلفة المنتج والمحافظة على البيئة، ويعد هذا المعهد أكبر معهد أبحاث في الشرق الأوسط متخصص في تقنيات تحليه المياه المالحة.
الموارد البشرية:
اعتبرت المؤسسة تطوير الكفاءات العاملة ورفع قدرتها الفنية والمهارية وقدرتها على تشغيل وصيانة منشئاتها بأيدي وطنية كفؤة أحد أهم أهدافها، وقامت بتكثيف البرامج التدريبية والمشاركة في الندوات والمؤتمرات المتخصصة داخلياً وخارجياً إضافة إلى ما يقدمه مركز التدريب بالجبيل من برامج تأهيلية وتطويرية، كما أتاحت الفرصة لعدد من منسوبيها للابتعاث الداخلي والخارجي بهدف الحصول على مؤهلات علمية عليا محققة بهذه البرامج نجاحاً ملموساً ساهم في إيجاد إمكانات بشرية قادرة على تحقيق رسالة المؤسسة بكفاءة عالية، لترتفع نسبة السعودة إلى أكثر من(89%) من اجمالي العاملين وعددهم حوالي عشرة آلاف.