صدق الظلام
شعر- محمد الاسمري
هات من لهفة الماضي ومن دفتره
ذكريات .. الرسايل/ والصور/ والغرام
غربة الليل: (ليل وشاعرٍ يسهره)
وحدة الليل: (ليل وعاشقٍ ما ينام)
يعتريني شعورٍ لو كتبت أكثره
سال جمر العتب لرضاك برد وسلام
ما نسيتك، وربي، لكن المعذرة
ان جبرنا الخواطر .. ما كسرنا العظام
ارتحالي لحالي ما قدرت انكره
حجتي .. حاجةٍ بين الرضا والخصام
اختصرت الطريق ، وجيت من آخره
وأنت ما كنت بعيوني على ما يرام!
وقتها، والورق في ذمة المحبرة
نزوةٍ ليتها مرت مرور الكرام!!
ضاق صدري/ وضقت/ وضاقت الحنجرة
قلت امرّر سكوتي في ضجيج الزحام!!
صرخةٍ في الورق تغني عن الثرثرة
لا غدا حزني أكبر من حدود الكلام
صاحبك ما ارتهن للزيف والشوشرة
ان غدا النور زور، اختار صدق الظلام
عاشقٍ في (النميص) وشاعرٍ في (ذِرَه)
وذكرياته بقايا جلسةٍ عـ (الحزام)
نص أطربني
رؤية- سعد زهير
ما زلت من انصار الموسيقى الداخلية للنص الشعري رغم اعتراض بعض النقاد عليها، وقد تخيلت انني امام نص غير مسبوق بالنظر الى حالة الانسجام التام بين بحر القصيدة وموضوعها وقافيتها وصولا الى المحتوى الأكثر أهمية وهو ما يميز شاعر عن غيره، فهذا الشاعر يضع الكلمة في مكانها الصحيح حتى لايكون لها غيره، وتتجلى مهارته في توظيف القافية في اجترار الأماكن التي فيما يشبه التقاط حالة الدهشة في عدسة التصوير. مثل هذا النص هو ما أطرب إليه وأتوق إلى سماعه، أو قراءته، إذا أدركنا أن بعض النصوص يقرأ أكثر مما يسمع أو العكس وأن هناك خيطاً رفيعاً لا يدركه إلا شاعر وهو يمزج ويفصل بين الأضداد في النص الواحد.
صرخة مدوية
رؤية- ابراهيم السمحان
هل نقول بأننا أمام (محاكاة) لـ (فتنة الحفل)؟..في تصوري .لا .! غير أن النصوص المتجاوزة تحتكر أي قافية تكتب على ذات البحر , وتهيمن عليها , ولن تستطيع , شئت أم أبيت , الإفلات من أسر ذاك النص , إلا بإيجاد نص آخر أكثر تجاوزاً , وقادر كذلك على كسر هذه القاعدة وصرف الإنتباه إليه بقوة . هذا النص محاولة جادة في هذا الإتجاه , وقد انطوى جسد النص على ما يشيء بذلك وعلى غير ما ومضة تستحق الوقوف عندها . فالشاعر مدرك لطول الطريق والعقبات التي ستعترضه , وليس أمامه إلا الاختصار والبدء من الآخر (اختصرت الطريق ، وجيت من آخره ) .ساحة الليل هي الأخرى واسعة ومهيمنة , لتثور الذكريات على حنين عارم يستوطن ذات الشاعر الداخلية ويدفع بها للإفصاح عما يجيش بها , ومن أقصر الطرق ,ليريح نفسه , ربما , مما يجتاحه , فلن يخفف من لهفة الماضي سوى صرخة مدوية على الورق , سكبت في لغة أنيقة جسدت معاناته الممضة , حين عاش غربة الليل وليل الغربة , واكتوى بوحدته الموحشة مناضلاً حتى (سال جمر العتب لرضاك برد وسلام).
عنصرية نقية
رؤية- علي السبعان
نصٌ أنيقٌ كهذا يليق بملامح صبح وهي تليق به، فقد عودتنا ” ملامح صبح” ألّا نتعوّد، حتى لا تتنمّط ذائقتنا، واعتادت هي ألّا تنحاز إلا للإبداع أياً كانت جهته ووجهته، لا أنكر أنني لا أستطيع الفكاك من عنصرية نقية تحتفي بكل ماهو (جنوبي) وتحترم كل الجهات، لذلك أغرقني هذا النص في روح ” الديره” وريحان الذكريات، تجولت مع شاعره على “الحزام” الذي يزنّر خصر طفلة الغيم المدللة ” أبها”، وغامرت معه في “حواريها” وسكيكها.. دعوكم من كلامي وعودوا لقراءة نصٍ يغني عن الثرثرة!.