[COLOR=blue]عتيق الجهني[/COLOR]
مازلت أتذكر تشديد الدكتورة منيرة العصيمي مدير عام التمريض بالمملكة على أهمية إحلال مهنة التمريض الأجنبي بالسعوديين والسعوديات، والذي صرحت به من خلال اجتماعها بقيادات التمريض بكافة مناطق المملكة والذي كان في محافظة ينبع ..لكن لعله من الغريب والمؤسف أن يكون مكان الاجتماع الذي كان في العام الماضي هو أكثر ( مدن المملكة ) مخالفةً لمثل ذلك الوعي الذي صرحت به الدكتورة منيرة العصيمي فينبع كانت ومازالت تعاني من الإهمال في تدريب وتأهيل الكوادر البشرية بل إن الأكاديميات الصحية الأهلية أبدلت هدفها الذي تأسست من أجلة رأساً على عقب فأصبحت تساهم في التعطيل بدلاً من التأهيل بل ومازلن الطالبات في الأكاديمية الصحية في ينبع يواجهن نكوصاً في الوصول لأساليب نظامية للتعاطي كأقل تقدير مع مشكلة التدريب أو حلها من باب أولى ؛ ومن المؤسف أن الموارد البشرية الصحية في مستشفياتنا وصلت إلى مستوى الأزمة وما زاد الطين بلة هو ذلك الاختلال في مخرجات القطاعات الصحية الأهلية ولعل التجاهل الدائم من تلك القطاعات بحجم مشكلة عدم التدريب ساهم في إيجاد فجوة بل وأثر سلباً على الوضع الناجم في نظام الرعاية الصحية نوعاً وكماً.
بل إن التذمر بلغ ذروته لدى الطالبات اللواتي كُنا محظوظات وتم إدراجهن في مرحلة التدريب ( الامتياز ) في مستشفى ينبع العام وقد تخرجن منذ نهاية شهر رمضان الماضي فقد تم مماطلتهن بحجة ( الاختبار ) ثم ورش عمل ثم إنتظار يتلوه إنتظار وتعطيل صريح لا يمكن تصنيفه إلا بيروقراطيةً إداريه وإلا أين عمل الإدارة طوال فترة التدريب ( الإمتياز ) والتي تمتد لستة شهور ..!؟ أليست تلك الفترة كانت كافية ليتم الانتهاء من كل الترتيبات الورقية بين الأكاديمية و هيئة التخصصات الصحية ..أليس من المفترض أنه بمجرد أن تـُنهي الطالبة فترة الامتياز أن تستلم أوراقها كاملة ليتم الدفع بها لسوق العمل مباشرةً …!!؟ وما المبرر لكل تلك التعسفات والتهميش واللامبالاة الإدارية بل أن الأمر المؤسف حقاً هو التجرد من المصداقية من الجانب الإداري في الأكاديمية والمماطلة في تمديد وتأجيل تدريب الطالبات بحجة (العجز المادي) من جانب والذي أصبح تلك الاسطوانه المشروخة التي لايملون ولايكلون من تكرارها وهو الأمر الذي صرحت به الأكاديمية للطالبات مؤخراً بأن لا تدريب قبل (شهر رجب ) القادم بالرغم من أن آخر متطلب دراسي للطالبات تم إكماله مطلع الأسبوع الماضي … ولا أعلم كيف تأخذ الطالبة المعلومة نظرياً ثم تبتعد عن الدراسة خمسة شهور كأقل تقدير ليتم ( تدريبها عملياً ) بعد تلك المدة التي قضتها ( متفرغة ) في منزلها …كيف سيتم حفظ المعلومة لدى الطالبة …!!؟ ومن جهةٍ أخرى الطالبات اللواتي تجاوزن الامتياز يواجهن مشكلة عدم استلام وثائقهن فالأكاديمية تصرح بأن الأوراق تم رفعها لهيئة التخصصات في الوقت الذي دائماً ما يُجاب على اتصالات الطالبات بأنه لم يصلنا شيء خاص بكم من جانب هيئة التخصصات نفسها ..!؟ وهو ما يؤثر من جانبين الأول هو استمرار استقطاب الممرضات من خارج المملكة وهو الأمر الذي يوسع من مشكلة عدم توطين الوظائف وبالتالي يصادر حق لطالبات مؤهلات في التوظيف ويسبب لنا تضخماً جديداً في عدد العاملات غير السعوديات في القطاع الصحي وهو ما يؤثر اقتصادياً أيضاً بالإضافة لتعطيل الأيدي المؤهلة عن العمل في قطاع يكاد يكون على هرم الأهمية …فما أهم من صحة الإنسان ..!؟؛
وأخيراً يبقى أمل الكثير من الطالبات في الله أولاً ثم في الوكيل المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساعدة في وزارة الصحة الدكتورة منيرة العصيمي للنظر في معضلاتهن وحل مشكلة تأهيلهن بدلاً من تعطيلهن و لا أعتقد أن تلك المعضلة تحتاج لحلول ميتافيزيقية بل الأمر لا يتجاوز القصور الإداري والذي من الممكن التغلب عليه بشيء من المتابعة والحزم والتوجيه .
@hotmail.com
.0504393266