كتب: شاكر عبدالعزيز
اعتز كثيراً ببدايات عملي في العزيزة “البلاد” وأخص بالذكر هنا الصفحة التي استمرت لمدة 14 عامًا متواصلة لم تنقطع عن النشر حتى في ايام إجازاتي كنت اقدم مسبقاً هذه الصفحات قبل سفري او اجازتي واشهد ان نجاح هذه الصفحات واستمرارها يعود في الاساس لشخصيتين اعتز بهما كثيرا اولهم معالي الاستاذ تركي بن خالد السديري رئيس ديوان الخدمة المدنية والذي تحول الى وزارة فيما بعد والى الاستاذ الفاضل عبدالحميد جمال حريري مدير عام فرع ديوان الخدمة المدنية بالمنطقة الغربية والذين دعما هذه الصفحة او الصفحات فيما بعد بكل الطرق وساعداها على الاستمرار.
كانت مهمتي اليومية ان اذهب الى فرع الديوان العام للخدمة المدنية منذ كان شقة متواضعة في شارع المكرونة لالتقي الاستاذ عبدالحميد حريري هناك وفي فرع الديوان بالغربية تعرفت على كل من الاساتذة (عبدالعزيز شرق وطه عطية وعصام ابو زنادة وسحمي ماجد الهاجري وفهد الوافي) وهم المسؤولون عن هذا الفرع المهم في اتمام عملية توظيف السعوديين.. ومن خلال معايشتي لهم بصفة يومية ظهرت لنا سوياً العديد من الافكار الوظيفية الهامة التي تساهم في تشغيل الشباب والشابات السعوديات.
واول هذه الافكار التي طرحتها (البلاد) من ثلاثين سنة تقريبا (فكرة عمل المرأة بنصف دوام وبنصف الراتب) على ان تشغل النصف الآخر من الدوام امرأة اخرى وبنصف الراتب ايضا، وكانت فكرة صاحب الاقتراح وهو الاستاذ عبدالحميد حريري ان المرأة بعد سن الاربعين تصبح غير قادرة على العمل بصورة مرضية فلماذا لا تعمل نصف دوام فقط بنصف راتب على ان تحل محلها احدى الخريجات الجامعيات بنصف الراتب ايضا وهنا اصبحنا نشغل “اثنتين” بدلا من واحدة واكملنا اي نقص في الايدي العاملة وبالذات في القطاعات التي تحتاج الى تشغيل نساء واتذكر ان ردود الفعل جاءت الى الجريدة كثيرة وغاضبة واغلبها من النساء العاملات في الاجهزة الحكومية يعارضن هذا الاقتراح ويرفضنه ويطالبن بالاستمرار في العمل حتى اخر العمر ومنهن الاستاذة فريدة الحسون والتي كانت مسؤولة عن التوجيه التربوي بالرئاسة العامة لتعليم البنات وايدتها في هذا التوجه الاستاذة عابدية خياط ايضا زميلتنا بالبلاد والتي كانت تعمل في الرئاسة العامة لتعليم البنات وتراجعنا قليلا بعد ان واجهنا هذا الهجوم النسائي الضاري على اقتراح “صفحة الخدمة المدنية المهم بعد سنوات من هذا السبق الصحفي اخذت الدولة بمبدأ المعاش المبكر واتاحت للمرأة فرصة الخروج المبكر على المعاش لتحل محلها احدى الخريجات وحمدت الله ان البلاد كانت سباقة في هذا الاقتراح الذي عرضه واخذ به بعد ذلك اعضاء الشورى وتم تنفيذه عن من يرغب بالمعاش المبكر من الرجال والنساء.