د. حمزة بن فايع الفتحي
شرُفت ذكرًا وحساً ومعنى، فيها ليلة خير من الف شهر، تأتي لتحفزنا الى حسن العمل، ومضاعفة الجد، والمسارعة بلا توانٍ.
أما وقد غلب علينا التكاسل، وتقهقر الهمة، بعد تصرم اكثر رمضان، فالواجب الوعي، وحسن الادكار، وتأمل العاقبة. وإن الغفلة الدائمة، نذارة شؤم، ومقدمة ضياع.
ولذلك إذا طلت العشر الفضليات، وبلغك الله طيبها، وشممت عبقها، فلا تنصرف عنها، فيصرف نشاطك، وتبدد همتك، وتخسر دنيا وآخرة.
يروى انه هلكت جارية في طاعون فرآها أبوها في المنام .. فقال لها: يابنيه، أخبريني عن الآخره!! فقالت:
قدمنا على أمر عظيم ، وقد كنا نعلم ولا نعمل، والله لتسبيحة واحدة أو ركعة واحده في صحيفة عملي، أحب إلي من الدنيا وما فيها.
ولهذا نحب التنبيه هنا على إبرز أعمال العشر، وما ينبغي فيها من اهتمام وتقدير ومسارعة!
فمنها :
– الجد المضاعف: والذي هو ضد الكسل، وأخذ الأمور بحزم وقوة(( خذوا ما أتيناكم بقوة )) سورة البقرة .
فلا مكان للتغافل، وتمزيق الوقت، والانشغال بما لا جدوى، وهذا الذي أوضحته عائشة – رضي الله عنها- في الحديث المشهور(( إذا دخل العشر، جد وشد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله ))
ولذلك يتنوع هذا الجد ذكرا وصلاة وصدقة ومعروفا.
– إحياء الليل: ليس بالسهر اللاهي، ولا الحديث البالي، أو اللعب السالي، ولكنه إحياء بالعبادة والصلاة وطول القيام وقراءة القرآن (( يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن )) كما تقول عائشة في حديث آخر،،!
ولا يعرف سهره صلى الله عليه وسلم، إلا في هذه الليالي، وليله غزوة بدر، كان منقطعا للدعاء،،! على أنه قد قيل: إن إحياء الليل كان لغالبه، وقد يتخلله نوم يسير وسحور.
اللهم متعنا بالعشر الفاضلات، وبلغنا ليلة القدر، وتقبل منا يا أرحم الراحمين .