أرشيف صحيفة البلاد

أطلق التقرير العربي للتنمية الثقافية .. الأمير خالد الفيصل: مسؤولية الاصلاح والتطوير في العالم العربي تقع على الجميع

القاهرة – واس
أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية في احتفالية ثقافية بالقاهرة أمس بحضور معالي وزير الثقافة المصري بجمهورية مصر العربية فاروق حسني وصاحب السمو الملكي بندر بن خالد الفيصل المشرف العام على مؤتمرات / فكر / والأمين العام لمؤسسة الفكر العربي سليمان عبد المنعم ورئيس المؤسسة العلمية للعلوم والتكنولوجيا عبد الله النجار ولفيف من كبار الشخصيات الثقافية العربية وممثلي المنظمات المدنية العربية ورجال الأعلام.
وأعرب سمو الأمير خالد الفيصل في مؤتمر صحفي عقده امس عقب إطلاق التقرير عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك على رعايته لمؤتمر / فكر 7 / وعلى جهود الحكومة المصرية في تسهيلها كافة الإجراءات التي ساهمت في نجاح المؤتمر.
ونوه سموه بالجهد الكبير الذي بذل من قبل القائمين على إعداد التقرير وخاصة الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم.
وقال سموه أن هذا التقرير قد لا يكون مرضيا للجميع وأن الأرقام الواردة فيه قد لاتكون على مستوى التطلعات .. مؤكداً أن من مهمات مؤسسة الفكر العربي أن توضح للجميع من مثقفين ومفكرين ومواطنين حقيقة الثقافة في الوطن العربي ومقارنتها بمستوى الثقافة في مجتمعات أخرى.
وأضاف سموه قائلا : إذا كنا لا نزال كعرب في بداية الطريق فإن ذلك لا يدعو إلى الإحباط واليأس ولكي نعالج أي مشكلة لابد من تشخيص المرض .. مؤكدا أن مسئولية الإصلاح والتطوير والبناء في العالم العربي تقع على عاتق الجميع ولا تختص بها مجموعة أو شريحة بعينها.
وأعرب سمو الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي عن أمله في أن يرى ثمار هذا المؤتمر في القريب العاجل وخاصة بعد كل التوجهات التي تقوم بها الجهات الحكومية وغير الحكومية بدعوة المثقفين إلى المنتديات في كل تخصص من التخصصات متمنيا في الوقت نفسه أن يكون التقرير مفيدا لطالب العلم وناشره على السواء بغية الوصول إلى مستوى لائق للأمة العربية.
من جانبه أكد معالي وزير الثقافة المصري فاروق حسني أن التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية مشروع نبيل يخدم النهوض بالثقافة في الوطن العربي .. مشيراً إلى أن الثقافة في العالم العربي هي تراث وفكر وإبداع في الموقف الإنساني المتكامل.
وأوضح حسني أن الثقافة العربية ظلمت بسبب بعض الحركات التي كانت تدفع بثقافات أخرى على حساب الثقافة العربية .. مؤكدا أنه قد آن الأوان لنتولى بأنفسنا مسيرة التطوير والنهوض بثقافاتنا العربية.
وأعرب معالي وزير الثقافة المصري عن إعتزازه بإطلاق التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية القيم لكونه يشكل وثيقة مهمه يمكن للباحثين والمثقفين الإعتماد عليها والاسترشاد بها.
ويعد التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الصادر عن مؤسسة الفكر العربي أول تقرير يصدر في المنطقة العربية يصدر سنويا عن مؤسسة أهلية عربية بتمويل عربي ويرصد واقع التنمية الثقافية في اثنتين وعشرين دولة عربية.
ويغطي التقرير خمسة ملفات أساسية هي التعليم والإعلام وحركة التأليف والنشر والإبداع والسينما والمسرح والموسيقى والغناء إضافة إلى جزء خاص عن الحصاد الثقافي السنوي في العالم العربي خلال العام 2007م.
ويعالج التقرير مدى نجاح الأدوات والأنساق والمؤسسات التي تسهم في عالمنا العربي في تنمية العقل وتربية الوجدان ومدى حداثتها وذلك بالاستناد إلى الشمول والتكامل في رصد واقع التنمية الثقافية في الوطن العربي وتحليله وبخاصة مع كل مايتضمنه التقرير من معلومات وبيانات وأرقام تسهم من جهة في وصف الواقع الثقافى العربي وتشخيصه وتسهم من جهة أخرى في بناء قاعدة معلومات غالبا ما يشتكي الباحثون العرب والمهتمون من ندرتها.
ويرصد التقرير مؤشرات الانجاز في واقع التنمية الثقافية العربية بقدر رصده المؤشرات السلبية ومن مؤشرات الانجاز توقف التقرير فى ملف التعليم عند ازدياد الطلب الاجتماعي على التعليم العالي من خلال ارتفاع عدد الطلاب من 895 ألف طالب في العام 1975 إلى 164ر7 ملايين طالب في العام 2006 أي بزيادة تقدر نسبتها بـ 800 بالمائة وارتفاع عدد الجامعات في البلدان العربية من 230 جامعة في العام 2003 إلى 395 جامعة في العام 2008 وارتفاع نسبة الإناث في التعليم العالي من 4ر28 بالمائة من مجموع الطلاب المسجلين في التعليم العالي في العام 1975 إلى 8ر47 بالمائة في العام 2006 بزيدة نسبتها 68 بالمائة وارتفاع نسبة مشاركة المرأة فى مهنة التعليم الجامعي من 13 إلى 18 بالمائة من مجموع أفراد الهيئة التعليمية الجامعية في العام 1975 إلى 28 بالمائة في العام 2006 أي بزيادة نسبتها 56 بالمائة.
وعلى المستوى الاعلامي نوه التقرير بتطور مستوى نمو بنى المؤسسات الصحفية بحيث بلغ العدد الاجمالى للصحف اليومية في البلاد العربية عام 2006 نحو 267 صحيفة فيما وصل عدد الصحف الاسبوعية في دول العالم العربي إلى 507 صحف فضلا عن بلوغ عدد القنوات الفضائية المفتوحة داخل دول الوطن العربى 482 قناة يضاف إليها قنوات التلفزيون المشفر .. مشيرا إلى إرتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي من 700 ألف مستخدم عام 1998 إلى 5ر1 مليون مستخدم عام 1999 بزيادة قدرها 104 بالمائة في عام واحد وإرتفاع عدد المواقع العربية المسجلة على الإنترنت بنسبة ذات دلالة بلغت 353 بالمائة عند الإنتقال من عام 2001 إلى عام 2007م.
ومن خلال رصده للابداع العربي للعام 2007 نوه التقرير العربى الأول للثقافة العربية بإنفتاح العواصم العربية على بعضها بحيث أصبحت الثقافة العربية وقفا على العلاقة القائمة بين هذه العواصم ولم تعد أية مدينة أو عاصمة عربية قادرة على التخلى عن المدن أو العواصم الأخرى .. لافتا إلى أن إجمالي حركة التأليف والنشر في العالم العربي بلغت خلال العام الماضي 27809 كتب.وكانت أعمال المؤتمر السنوي السابع لمؤسسة الفكر العربي / فكر7 / قد بدأت امس والتي تستمر لمدة خمسة أيام برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي وتحت رعاية فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك ومشاركة نحو 700 شخصية عربية ودولية وعدد من الوزراء العرب والمصريين.
وتناقش جلسات المؤتمر الذي يفتتح رسميا بعد غد السبت قضايا الثقافة والتنمية في العالم العربي وعلاقة الشباب بالهوية العربية من خلال مناقشات مفتوحة مع أكثر من 100 من الشباب العرب. ويخصص اليوم الأول من فعاليات المؤتمر لمناقشة القضايا المتعلقة بالشباب ومنها محاضرة رئيسية حول أهمية تعميق الفهم للهوية الشخصية في ثقافة التنمية ومحاضرة حول تباشير النهضة العربية القادمة فيما يناقش المؤتمر في يومه الثاني قضايا التعليم من خلال عدد من المحاور من بينها تعزيز دور المدرسة كمصدر للتطوير والإصلاح وأهمية ضمان استمرارية تطوير المدرس الداخلي كجزء من الإصلاح والتطوير التربوي العام وضرورة بناء جسور التعاون والعلاقات بين المؤسسات التربوية.
ويبحث اليوم الثالث لأعمال المؤتمر عددا من القضايا الثقافية من بينها ثقافة التنمية من أين تبدأ وثقافتنا السائدة عامل محفز أم معوق فيما يشهد اليوم الرابع والأخير جلسات فرعية لبحث موضوعات الشفافية ضرورة للتنمية وثقافة البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية وتنميتها والتنمية وحقوق الإنسان.