شذرات

أشياء لا تُحكي

منتصف الليل ،في علية البناية تنتظر رجاء مجيء ممدوح ليتودعا فرحلته إلى كندا في الساعة السابعة صباحا.
يحف بها الخوف و الارتباك فلم يسبق لها أن التقت به خلسة ؛كل ما كان بينهما نظرات و أحاديث هاتفيه.
هو الليلة يلتقيها ليودعها فلن يعود قبل سنة من رحلة الابتعاث.
و يلتقيان لدقائق و يذهب لتبقى بعده برهة حتى لا يشعر بوجوده أحد ولو بالصدفه.
قبل أن تهم بالنزول سمعت أصواتا و شجار و ألقت نظرة على الشارع فإذا بجارهم “عوّاد”ذاك الجار المزعج السيئ السمعة يتشاجر مع شخص لا تعرفه
و بخوف تحدق فإذا بالجار يُطعن و يسقط على الأرض، ويهوب الغادر و تتجمد رجاء في مكانها.
يستبد بها الخوف فتهرع إلى الشقة التي تسكنها و تدس رأسها في سريرها و تغمض عينيها ولا صوت يعلو على صوت نبض قلبها.
وفي الصباح تنكشف الجريمة و يبدأ البحث و التحقيق للوصول إلى الجاني الذي لم يترك خلفه أثرا.
تمر الأيام على رجاء ببطء لا تطيق فكرة أن تحتمل ذنب التستر على مجرم قتل نفسا بغير حق، ولا تعرف من الجاني إلا أنها رأته و سمعت صوته ،ولا تحب ذاك الجار الذي في نظر الجميع أَذًى و غيابه راحة للحي.
بين أن تشهد بما تعلم و بين خوفها من أن ينكشف أمر لقائها بذاك الحبيب الذي سافر و لن يعود قبل العام ظلت رجاء حبيسة الصمت و سجنها صورة الجني وصوته ،وسجّانها ضميرها.
هل تتحرر أم تظل صامتة؟.

بقلم / إيمان الجريد ” ثراء “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *