أرشيف صحيفة البلاد

أشاد ببسالة قوات الدفاع الجوي.. السديس يستنكر جريمة الحوثي باستهداف مكة المكرمة

مكة المكرمة – أحمد الأحمدي

أعرب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة عن استنكاره وإدانته الشديدين لقيام جماعة الحوثي الإرهابية المتطرفة إطلاق صاروخ بالستي نحو منطقة مكة المكرمة للمرة الثانية وقبيل موسم الحج لبيت الله الحرام والذي تمكن أبطال الدفاع الجوي الأشاوس من اعتراضه وتدميره في سماء الطائف قبل وصوله إلى وجهته –ولله الحمد-.

مؤكداً معاليه بأن هذا العمل الآثم هو عدوان سافر على أم القرى وقبلة الورى وأطهر بقاع المسلمين ومهوى أفئدة المؤمنين ، مبيناً أن من يقدم على عمل كهذا يستهين بمشاعر ومقدسات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه البسيطة. وشدد معاليه على عاقبة العدوان في الحرم قائلا : والمتأمل في التاريخ يجد أن كل من أراد البيت بسوء فإن الله قاصمه قال سبحانه : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الحج/ 25 قال ابن القيم رحمه الله : (وليس المقصود هنا المسجد الحرام فقط ، بل الحرم كله) زاد المعاد ( 3 / 434 ) ، وقال أهل العلم (من همَّ بالإلحاد في الحرم المكي : فهو متوعَّد بالعذاب الأليم ، وقد جعل الله كيد الأشرم في تضليل (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) ، وهكذا كل من همّ بالبيت سوءا من حفدة هذه الشراذم أو أراد به كيدا فالله طليبه وحسيبه ، وإنّنا لنؤكد أن أمن هذه البقعة وهذه البلاد خط أحمر لا يمكن تجاوزه بحال، ودونه تبذل المهج والأموال.

وأكد معاليه أن هذا العمل الجبان إصرار مشين وحقداً دفين على مقدسات المسلمين ويأتي تنفيذاً لمخطط تأمري على المملكة واستهداف بأس لمقدساتها ومحاولات يائسة لزعزعة الأمن قبيل موسم الحج وقال معاليه : إن عاقبة كل معتد على المسجد الحرام هي الخسران المبين والدمار الوشيك ، فما من معتد على هذه الأراضي المقدسة إلا واستأصلت شأفته وكان عبرة للمعتبرين ، وإن الناس كلهم يشهدون بأن تصرفاً كهذا لا يصدر عن صاحب مبدأ ، أو مدافع عن قضية ، ولا يقدم عليه صاحب عقل أو دين ، إنما هو العدوان السافر ، والطغيان الخاسر ، وقد عجلوا على أنفسهم الدمار والبوار.

وأبان معاليه بأن هذا التصرف الشنيع لن يفت من عزائم ولاة الأمر -حفظهم الله- في خدمة الحرمين الشريفين وتحقيق أمنهم وسلامة قاصديهما قال الله تعالى:(أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ) وقال سبحانه: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) كما أنه لم يؤثر على جهود جنود المملكة العربية الأشاوس ، بل سيزيد إصرارهم على الذود عن حمى الدين والدفاع عن كل من يجرؤ على التطاول على أراضيها ومواطنيها ، كما أن هذا العمل المشين ومن يقف ورائه من أجندات طائفية مشبوهة يؤكد الإفلاس والهزيمة النفسية لهؤلاء الإرهابين المتخبطين في ظلالهم وفسادهم وستتحطم أهدافهم المشبوهة أمام العناية الربانية ثم الجهود السعودية والإنجازات الأمنية والضربات الاستباقية والدفاعات الجوية ردّ الله كيد الباغي في نحره، ودفع عنا شر الأشرار وكيد الفجار وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين وأدام علينا عقيدتنا وقيادتنا وأمننا واستقرارنا.

وفي ختام تصريحه دعا معاليه الله سبحانه وتعالى أن يعز بلاد الحرمين وقادتها ، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين ونائبه المكين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله-وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يقدمان للحرمين الشريفين وأمن وسلامة قاصديهما وعلى ما يوليانه قضايا المسلمين من جليل العناية وعظيم الرعاية وأن يجعله في موازين أعمالهم الصالحة وأن يدفع عن هذه البلاد المباركة شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يديم على بلادنا خاصة وجميع بلاد المسلمين أمنها واستقرارها ووحدتها إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.