أرشيف صحيفة البلاد

أسبوع في (اليمن السعيد)

شاكر عبدالعزيز

 

•• رغم كل ما تشهده اليمن الحبيبة حاليا من احداث فإنني ادعو الله ان تتوقف الاعمال الحربية في هذا البلد الشقيق وان يجتمع الفرقاء على كلمة سواء تعيد الشرعية لحكومة اليمن ويعود الاستقرار لهذا البلد الجميل الذي قضيت فيه اسبوعاً لا ينسى.
** كانت الدعوة لمجموعة من رؤساء تحرير الصحف السعودية لزيارة اليمن في ذكرى اليوم الوطني لليمن وكان من حسن حظي ان سافرت ضمن هذا الفريق بصحبة الاستاذ غالب حمزة ابو الفرج رئيس تحرير جريدة البلاد في هذا الوقت والاستاذ يحيى باجنيد رئيس تحرير مجلة اقرأ ومديرو تحرير الرياض والجزيرة وكنت مرافقا للأستاذ غالب ابو الفرج في هذه الرحلة .. استمر رؤساء التحرير لمدة 3 ايام فقط في زيارة (صنعاء) ولكن زيارتي لليمن استمرت اسبوعاً بناء على رغبة المسؤولين في الحكومة اليمنية وموافقة رئيس في العمل لاجراء بعض المقابلات والتحقيقات الصحفية – والحقيقة – انني كنت مبهوراً بهذه الزيارة التي امتدت الى عمق التاريخ وبالذات (في باب اليمن) حيث تشاهد القصور اليمنية القديمة وتشاهد كل شيء في ساحات (باب اليمن) في صنعاء بدأ من (الحاوي) وباعة (البخور) و(الحنة) و(الجنبيات) الى باعة الذبيب والعسل بأنواعه الشهيرة وباعة الخردوات .. والالعاب والبضائع الصينية الرخيصة .. في (باب اليمن) شاهدت هناك سواح جاءوا من الدول الغربية المان وفرنسيون وسويسريون الكل جاء يبحث عن تاريخ هذا اليمن البلد العربي الشقيق.
في صنعاء شاهدت (قبر الجندي المجهول) للجندي المصري الذي حارب في حرب اليمن القديمة.. وخلد اليمنيون هذه الحرب التي شاركت فيها القوات المصرية في اليمن.
في اليمن لفت نظري اهتمام الاخوة اليمنيين (بالسلاح) حتى الطفل الصغير الذي يلاحق السيارة الفخمة في شوارع صنعاء تجده معتزا (بالجنيه) في صدره رغم حالته المادية المتواضعة في القهاوي – اليمنية التي تملأ شوارع واحياء صنعاء تجد الاصدقاء يتسامرون ويضحكون وهم يتناولون اكواب (من الشاي العدني) ذو النكهة الخاصة المعروف با ويلعبون بعض الالعاب المسلية البسيطة لقضاء الوقت.
في “اليمن السعيد” قابلت صديقي القديم ابن مؤسسة البلاد للصحافة والنشر الدكتور سعيد ناجي الاستاذ بجامعة صنعاء والذي صحبني الى الاديب اليمني الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح وكان في ايامها مديراً لجامعة صنعاء الحكومية واجريت معه لقاءً صحفياً مطولا حول الثقافة والادب في اليمن وعن الجامعة.
اهم ما يميز الاخوة اليمنيين انه يدخل على المسؤول او على الوزير ويناديه باسمه دون المسميات المعروفة لدينا ويقبله المسؤول او الوزير ويستمع اليه ويحاوره كأنه صديقه او شقيقه ويحاول حل مشكلته في هدوء دون رسميات او مكاتبات كل شيء يتم ببساطة متناهية وتشعر ان كل اهل اليمن على قدم واحد من المساواة.
حملت معي أجمل الذكريات وانا عائد من اليمن وحملت ايضا مجموعة من التحقيقات الصحفية والحوارات نشرتها في العزيزة البلاد بعد عودتي ونسيت ان اقول انني خلال مشواري في البلاد حين نشرت (صفحتين ضيوف بلدنا) عن اليمن وكتبت عن تقاليد وعادات اهل اليمن في الزواج والافراح وفي الاعياد .. نفذ هذا العدد من البلاد لشدة حب اليمنيين العاملين في المملكة لبلادهم وحرصهم على قراءة كل شيء عنها (اليوم تمر الاحداث باليمن) ودعوات خالصة لله عز وجل ان يعيد الامن والاستقرار والهدوء لهذا البلد الجميل الضارب في أعماق التاريخ .. لتشرق الشمس من جديد على اهلنا في “اليمن السعيد”.