متابعات

أرقام الوفيات والحرائق مخيفة وتنذر بالهلع

جدة -حماد العبدلي

شدد عدد من المواطنين على أهمية وجود وسائل سلامة (أولية) داخل المنازل مشيرين إلى أن التوعية الارشادية في هذا الجانب لم تكن كافية وطالبوا الدفاع المدني بتكثيف التوعية لاقتناء طفايات الحريق داخل المنازل من خلال كافة وسائل الإعلام المختلفة لمجابهة الأضرار في حال وقوعها لا قدر الله.

تكثيف التوعية:

وأكد أحمد العلاوي أن الأمر يحتاج إلى توعية مكثفة من قبل الدفاع المدني وتوضيح دور الاحتياطات الأولية للقضاء على الحرائق وكيفية استخدامها وعلى وسائل الإعلام كافة دور أكبر في إبراز وسائل السلامة في هذا الجانب حيث للأسف هناك نماذج من البشر لايزالون حتى الآن لا يعرفون كيف يتصرفون في حالة اشتعال النيران ،

وبالطبع هناك جهات عدة يمكن الاستفادة منها في مثل هذه الأمور فالهلال الأحمر هو عنصر مهم إلى جانب الدفاع المدني في حالة الاسعاف للمصابين ويجب على رب الأسرة أن يدرك مبدأ كيفية الاسعاف وأن يكون لديه في المنزل شبه صيدلية مصغرة وقت الضرورة يحتاجها حتى يتم وصول رجال الأسعاف وأن تكون هناك دورات إسعافية للأهالي لمعرفة طرق الاسعاف ودرء المخاطر وذلك للحفاظ على الأرواح والممتلكات وتقام في أوقات متفاوتة من اليوم أو في المساجد بوجود الجهات ذات العلاقة وستكون الاستفادة أكبر بمشاركة كافة أهالي الحي.”

إهمال وحرائق:

وأشار حامد خماس المولد أن وجود لوازم أطفاء داخل المنزل أمر هام جداً خاصة وأن رداءة بعض التوصيلات الكهربائية قد تسبب لا قدر الله حريقاً فالأحمال الزائدة عليها تجعلها معرضة للأخطار وبالتالي تتسبب في الحريق ،

ونصح المولد المستهلكين بعدم التركيز أثناء الشراء على التوصيلات المقلدة لانخفاض سعرها فقد تتسبب في كوارث لا تحمد عقباها.وأضاف خماس أن للتوعية دوراً بارزاً وكبيراً في هذا الجانب من خلال المدارس والمساجد والأحياء لايصال مدى خطورة الحريق ،

كما نبه أيضاً إلى عدم ترك الأبناء في المنزل بمفردهم ومراقبتهم أثناء اللعب على الأجهزة الكهربائية وتفقد التوصيلات بشكل دوري. وأكد المولد على ضرورة الاستفادة من نشرات الدفاع المدني التوعوية في هذا الجانب من خلال الزيارة على الموقع الإلكتروني وكذلك لابد من اقتناء أدوات للسلامة في المنزل للاستفادة منها وقت الحاجة.

تسرب الغاز:

وأوضح عبدالله حسين صاحب محل غاز أن أهم شيء هو تفقد التوصيلات الخاصة بالغاز والانتباه في حالة وجود تسرب وعدم استعمال الغاز مهما كانت الظروف وتوجد ساعة ضبط توضع على الموصل للغاز وفي حالة وجود عيوب لا قدر الله يغلق على الفور وهذه الساعة زهيدة الثمن ولها دور كبير في السلامة ،

كما نبه حسين إلى عدم دحرجة الأسطوانة سواء كانت مملوءة أو فارغة ، وأشار إلى التوعية في هذا الجانب ، وقال :”هي من وجهة نظري مهمة جداً وهي بحاجة إلى تفعيل بشكل أكبر من خلال المدارس لأن أبناءنا الأكثر تأثيراً في هذا الجانب في حالة معرفتهم بخطورة الأمر ، وبلا شك وجود لوازم الوقاية الأولية من الحريق في المنزل أمر لا يستهان به اطلاقاً وقد يتدارك رب الأسرة الاخطار في حالة الحدوث قبل أن تتوسع دائرة الحريق.”

وبين موسى الزهراني أن عدم وجود طفايات الحريق في المنازل هي نقص في ثقافة المجتمع بالرغم من ضرورتها. واضاف الزهراني ان نسبة وجود الطفايات في المنازل لا تتجاوز 10% وان وجدت على الجهات ذات العلاقة التعريف بايجابياتها في حالة نشوب حريق لا سمح الله ليتم السيطرة عليه منذ اللحظات الأولى قبل أن يلحق الضرر بالأرواح والممتلكات مبينا الزهراني أن كافة أطياف المجتمع هم بحاجة إلى رفع الوعي في هذا المجال الهام.

ونصح مبارك الحربي الجميع بأخذ الحيطة والحذر وضرورة تواجد طفايات الحريق بالمنزل خاصة وأنه تعرض لنشوب حريق في منزله ولم يتمكن من اخماده وألحق به أضرارا وقال:” كنت لا أعطي الأمر أهمية ولكن حالياً ايقنت مدى أهمية توفر أدوات السلامة في المنزل وأن الدفاع المدني لم يقصر في هذا الجانب فهو دائماً يحث المواطنين على توخي الحذر وضرورة اقتناء أدوات السلامة وابعاد الأطفال عن مكامن الخطر كالمطابخ والعبث بالوصلات”.

ونبه الحربي الجميع على عدم شراء أي وصلات زهيدة السعر لأنها رديئة الصنع قد تسهم في حريق تكون تكلفته باهظة وان يحرص الجميع على شراء المنتج الأصلي مهما كان الثمن حرصاً على السلامة.

نهدف إلى رفع الوعي:

واكد العقيد سعيد سرحان الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أن الفنادق والشقق المفروشة والمراكز التجارية تفرض عليها وجود كافة أدوات السلامة وتكون عليها جولات مجدولة خلال العام وفي حالة وجود عدم الالتزام بالاشتراطات هناك عقوبات في هذا الشأن مؤكدا أن العمائر السكنية والمساكن بوجه عام إلى الآن لم يفرض عليها أدوات السلامة لكن الدفاع المدني يقوم دائما بايصال المعلومات التي تهدف إلى رفع وعي عامة الناس عن مخاطر الحريق وايجابية أدوات السلامة في المنزل عبر عدة مواقع في التلفزيون وموقع المديرية العامة للدفاع المدني فيه جميع ما يهم سلامة المواطنين من كوارث الحرائق وكيفية تلافيها وكذلك نوصل رسائل عبر الصحف من خلال الحوادث الميدانية ويوجد موقع للدفاع المدني في مواقع التواصل الاجتماعي(تويتر وفيس بوك) يقدم خدمات وارشادات الدفاع المدني على مدار الساعة”.

كما طلب العقيد سرحان من كافة المواطنين والمقيمين الاهتمام بوجود أدوات السلامة في المنزل وخاصة كاشف الدخان إلى جانب وجود طفاية الحريق حيث ان اغلب كوارث الحريق في العمائر السكنية تقع في الدور الأول وتكون الكارثة في الادوار العليا وتصاعد الدخان وقد تحدث حالات وفاة وأضرار جسيمة في الأرواح. ولعل هذا الجهاز يقوم بإنذار من يسكن داخل الشقة وبالتالي يتم تلافي المخاطر في حالة نشوب حريق لا قدر الله.
الدفاع المدني يحذر من القاتل الخفي:

غاز أول أكسيد الكربون(co):

يعتبر غاز أول أكسيد الكربون والذي يشار إليه بالرمز (CO) من الغازات عديمة اللون والطعم والرائحة ولا يتسبب في أي تهيج للأغشية المخاطية حيث أنه متعادل كيميائياً كما أنه أخف نسبياً من الهواء ، وهو غاز قابل للاشتعال حيث يتحول إلى ثاني أكسيد ومخلوطه في حيز مغلق مع الهواء و الأوكسجين بنسبة معينة ويكون قابلا للانفجار في

وجود لهب أو شرر.

ويتولد غاز أول أكسيد الكربون من الاحتراق غير الكامل للمواد الكربونية حيث ينبعث من أي لهب أو جهاز اشتعال.
ويعتبر امتصاص خلايا الدم الحمراء في الإنسان لغاز أول أكسيد الكربون أسرع من امتصاصها للأوكسجين فإذا كان منتشرا في الهواء فإن الجسم يسارع الى إحلاله بدلاً من الأوكسجين مما يسبب تلف الأنسجة ووفاة الإنسان في كثير من الأحيان في مدة لا تتجاوز من 3-4 دقائق .

أولاً: سمات غاز أول أكسيد الكربون

1. غير مفيد للحياة مثل الأكسجين الذي تتوقف عليه حياة الكائنات الحية.

2. ينتج من عمليات الاحتراق غير المكتملة للمواد الكربونية والمركبات العضوية مثل الفحم ، الزيوت ، الشحوم ، الوقود ، جهاز اشتعال ، لهب …الخ .

3. غاز عديم اللون والطعم والرائحة ويمثل أكبر نسبة من ملوثات الهواء .

4. شديد السمية لسهولة امتصاصه عن طريق كريات الدم الحمراء واتحاده مع الهيموجلوبين في الدم ليحل بدلاً عن الأكسجين مما يسبب تلفا في الأنسجة وحدوث الوفاة في بعض الحالات.

5. غاز لا يمكن رؤيته أو معرفة رائحة أبخرته فهو يقتل الإنسان قبل أن يعي أنه متواجد معه.

6. أخف من الهواء ويتحول الى غاز ثاني أكسيد الكربون باختلاطه مع الهواء.

7. مخلوطه في حيز مغلق مع الهواء أو الأكسجين يكون قابلاً للانفجار.

8. يزداد تركيزه في المناطق المزدحمة بالمركبات وتعتبر المركبات الملوث الرئيس للهواء بهذا الغاز.

9. يحدث للإنسان عند التعرض له(صداع – دوار- عدم القدرة على التحكم الغثيان – الإرهاق ) وقد يشخص خطأً عند التعرض له بأنه أنفلونزا .

ثانياً : من مصادر غاز أول أكسيد الكربون:

1. عوادم السيارات وتتأثر كمية الانبعاثات بصورة ملحوظة بسرعة السيارة وكفاءة محركها ، وتكون أعلى معدلاتها حينما تقل سرعة السيارة .

2. أجهزة التدفئة .

3. الأجهزة التي تعمل بالغاز.

4. مدخنة المنزل .

5. فرن الموقد .

6. وقود التدفئة (الفحم) .

7. شواية الفحم .

8. الأجهزة التي تعمل بالكيروسين .

ثالثا: طرق الوقاية من أضرار غاز أول أكسيد الكربون

1. تهوية المواقع المغلقة عندما يكون هناك مصدر للغاز.

2. عمل الصيانة السنوية الدورية لأجهزة التدفئة.

3. الصيانة الدورية للثلاجة حيث أنه عندما يحصل أي خلل بنظام التبريد مما يؤدي ذلك الى خروج رائحة من الثلاجة

ومن المحتمل أن يكون ذلك غاز أول أكسيد الكربون.

4. الصيانة الدورية للأجهزة التي تعمل بالغاز .

5. تنظيف مجاري المداخن من الأتربة وخلافه والتي تمنع خروج الأبخرة والغازات.

6. عدم استخدام فرن الغاز للتدفئة.

7. فحص عادم السيارة بصفة دورية (سنوية على الأقل) لأنه عندما يكون هناك أي خلل في نظام العادم سيؤدي حتماً الى تجمع أول أكسيد الكربون داخل السيارة أو سحبه بواسطة نظام التكييف الى داخل السيارة.

8. تهوية كراج السيارة قبل إدارة محرك السيارة.

9. فتح نوافذ السيارة قليلاً وحتى لو كان هناك نظام تكييف بالسيارة لأنه لا يمنع من سحب الغاز أثناء القيادة في الزحام المروري.

10. عدم التعرض قد المستطاع للأدخنة الصادرة من المصانع – عوادم السيارات – المعدات والأجهزة – احتراق الوقود – الحرائق بكل أنواعها.

أرقام مهولة:
بلغ عدد حوادث الحرائق في مناطق المملكة نحو 3 آلاف و652 حادث حريق خلال شهر واحد من العام الجاري، حيث نتج عنها وفاة 307 أشخاص، بنسبة 8%، وذلك بمعدل عشر وفيات يومياً.

وبحسب إحصائية نشرت أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إنقاذ نحو 3 آلاف و560 حالة خلال الفترة نفسها من العام فيما نتج عن تلك الحوادث 1461 إصابة، حيث تصدرت منطقتا الرياض ومكة المكرمة نحو 55% من هذه الحوادث، تليهما المنطقة الشرقية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي بينت فيه إدارة الدفاع المدني، أن أغلب حوادث الوفيات في الحرائق ليس احتراقاً بل اختناقاً، مؤكدة أهمية وجود كواشف الدخان، لدورها الكبير في التخفيف من الحرائق، كما أن وجودها ينبه بوجود حريق، ما يحد من الوفيات.

ونفذت المديرية العامة للدفاع المدني عدداً من البرامج التدريبية خلال العام الماضي، استفاد منها منسوبو الدفاع المدني من الضباط والأفراد والموظفين المدنيين في جميع التخصصات، بما يدعم خطط وبرامج تطوير قدرات الدفاع المدني لأداء مهامه الإنسانية والوطنية، في الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *