أرشيف صحيفة البلاد

أرزاق وهواجس في أسواق الطيور

تحقيق – مهند قحطان
في أسواق الطيور هواة يقبلون على أصناف الزينة وحتى حيوانات اليفة وزواحف، ومشترون يقصدون محلات الحمام والرومي وغيرها ، وجميعهم يقضون أوقاتا في متعة التسوق، لكن تبقى الرقابة على هذه الأسواق العامل الأهم في ضمان تعليمات السلامة البيئية والصحية ،خاصة وأنه سبق للفرق الميدانية بوزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة مكة المكرمة التخلص الصحي من أية طيور غير سليمة. فما هي حكاية أسواق الطيور؟
(البلاد) قامت بجولة ميدانية في سوق الأهدل الشعبي بجدة، لنقل الصورة من الواقع ، وما المسموح والممنوع بيعه من الطيور، وحجم اقبال المشترين ومدى الوعي بالتعليمات التي صدرت من اجل سلامتهم الصحية.
بدأت الجولة بمحل لطيور الزينة والتقيت بأحد العمالة الهندية ويعمل بأحد محلات بيع الطيور والببغاوات ، فقال إن البيع مستمر لهذه الطيور التي يقبل عليها زبائن كثيرون من هواة اقتنائها ، وهذا ارتفعت بعض أصنافها مثل الببغاء المتكلم، الذي يتميز في شكله والألوان المختلفة التي تغطي جسده، حيث ثمنه بلغ نحو 8 آلاف ريال، والاخر العادي يصل سعره إلى 4000 ريال، بالإضافة الى وجود العديد من الطيور النادرة التي يتم المتاجرة بها داخل هذا السوق.
هواية وأرزاق
جانب آخر من حكايات سوق الأهدل وسبب الإقبال خاصة على طيور الزينة والحمام ، يطرحه خالد الاحمدي ، الذي أوضح أن أسعار الحيوانات الموجودة بسوق الاهدل رخيصة مقارنة بمثيلاتها في محلات شمال جدة، لافتا إلى تعدد أنواع وأحجام الحيوانات والطيور المباعة به، رغم أنها تعتبر سوقا منسية بعد إقبال الزبائن على الشراء من محلات شمال جدة التي تشتري بضاعتها من نفس هذا السوق.
وعن محلات السوق وتكلفة الإيجار أفاد بأن المحلات في سوق الأهدل تختلف قيمة ايجارها تبعا لمساحة المحل وقربه من مدخل السوق، إذ تبدأ الإيجارات من 25 – 40 ألف ريال سنويا، وهذه تعتبر إيجارات قليلة مقارنة بالمحلات الأخرى في شمال جدة وينعكس ذلك على الأسعار.
وختم الاحمدي حديثه أن هواة وعشاق الطيور والحيوانات الأليفة أدت إلى ظهور السوق، إذ إنهم كانوا قبل هذه السوق يذهبون لحلقة الصواريخ جنوب جدة كل أسبوع لشراء حاجاتهم من الطيور والببغاوات والثعابين وغيرها، إضافة إلى المواد والأدوات التي يحتاجون إليها في تربية تلك الحيوانات.
تسويق إليكتروني
وانتقلت إلى البائع سليم الغامدي الذي أوضح أن سوق الأهدل يعتبر خط الإمداد الرئيسي للتوريد للمحلات الكبيرة والراقية في جدة بكافة أنواع الطيور النادرة التي يصعب وجودها في أي مكان آخر في جدة، إذ إن العديد من هواة تربية الطيور والزواحف لديهم حضانات لإنتاج مثل هذه الأنواع، مما عوّض عن منع الاستيراد الذي فرض من قبل الجهات المختصة قبل ذلك.
واضاف الغامدي أن زبائن السوق متعددون ولكن غالبيتهم من الطبقة الراقية وأن الكثير من الشباب يستغل رخص الأسعار في سوق الأهدل مقارنة بالمحلات التي تصل تقريبا إلى نصف قيمتها، ويشتري عددا من الحيوانات ويعرضها في وسائل التواصل الاجتماعي ، ويحقق منها دخلا ماديا افضل من البيع عن طريق الوقوف في الاسواق العامة، وأن الاسعار مختلفة عما مضا حيث الاسعار مازالت في ازدياد بالرغم من التحذيرات وتبعا لنوعية الطيور، وعلى سبيل المثال فالببغاء الأمريكي يباع بـ5 آلاف ريال والإندونيسي بـ3 آلاف ريال، والأسترالي بـ4 آلاف ريال.
وختم الغامدي حديثه أن يوم الجمعة من كل أسبوع يشهد سوق الاهدل جنوب جدة تجمعا كبيرا لمختلف الحيوانات الأليفة من ببغاوات وطيور وزواحف وقطط وكلاب وثعابين وغيرها، إذ توجد نسبة إقبال كبيرة على الشراء من قطاع عريض من المواطنين والمقيمين على حد سواء، كل حسب ميوله ورغباته.
أين الرقابة؟
من جهة أخرى طالب العم ابو ياسر أحد هواة تربية الطيور بتكثيف الرقابة الميدانية على محلات بيع الطيور بمختلف أنواعها، وتطبيق قرار الإغلاق، لافتًا إلى وجود تخوف لدى مربي الطيور من انتشار مرض (أنفلونزا الطيور )» بين باقي الطيور لديهم بسبب ضعف مستوى النظافة في تلك المحلات وعدم تطبيقها الاشتراطات واضاف من قبل قد سمعت أن الجهات الرقابية قد اغلقت سوق الاهدل المختص ببيع الطيور والاسماك والقطط وغيرها ، لكن الواقع مختلف ، وها نحن اليوم نراه مزدحما بشكل كثيف ، حيث لا تزال عمليات البيع والشراء متواصلة بشكل كبير وبأسعار مرتفعة مضيفا اشتريت منذ يوميا أحد أنواع عصافير الزينة، لكني لا أثق بالبائع ودائما لدي هاجس من ناحية سلامة تلك الطيور، لذا أفضّل القيام بعملية التطهير والتنظيف بنفسي تفاديًا لانتقال المرض لبعض الطيور التي لديّ في المنزل.