كتب- عمرو مهدي
للصداقة دور مهم في استقرار حياة الأفراد ومساعدتهم على تخطي العقبات التي تواجههم في مسيرة حياتهم اليومية، كما أنّ صداقة الفتاة بأخرى تتوسع دائرتها لتشمل أسرة الطرفين معاً، بما يوطد أواصر المحبة بينهما.
ومع ذلك أوضحت بعض نتائج الدراسات الحديثة أن ارتباط المراهقة بعلاقة صداقة مع فتاة من بنات جنسها، يدور الحديث المتكرر فيها عن المشاكل الشخصية واستحضار تفاصيلها سيُؤدي في الغالب إلى نشوء حالة من الاكتئاب أو القلق، مقارنةً بتلك المراهقة التي ليس لديها علاقة صداقة مع فتاة أخرى، لأن سلوك الحديث والنقاش الدائر بهذه الصفة المتكررة والمشتركة يتسبب في إطالة أمد الشعور بالمعاناة من تلك المشاكل والأحاسيس الناجمة عنها، وهو ما يعني أن ثمرة هذه الثرثرة الجانبية بين الصديقات ليست كما يعتقد البعض محاولة لتخفيف الأحزان ونسيانها، بل على العكس تؤدي إلى تهييج الشعور بها بشكل متواصل طوال الوقت.
وقد أخذت الدراسات الطبية النفسية في الآونة الأخيرة في بحث الجوانب السلبية لأنواع معينة من الصداقات مثل الأصدقاء المنحرفين أو ذوي ميول الغيرة من الآخرين، وعلى وجه الخصوص في جانب المراهقين والمراهقات، وأفادت بضرورة الحرص على اقتناء الأصدقاء ذوي الخلق الحسن الذين يقدمون لنا النصائح، ويساندوننا في تحدي تقلبات الدهر، وأكد العديد من الأخصائيين في هذا المجال أنه يتعين على الفتاة المراهقة أن تعرف ما إذا كانت صديقاتها مناسبات لها أم لا.
والأصدقاء كثر منهم أولئك اللاتي يساعدنك على التطور كشخص والتغلب على مخاوفك، وهؤلاء صديقات قلّ أن يجود الزمان بمثلهن، وهناك أربعة أنواع من الأصدقاء يجب توخي الحذر والحيطة لتلافي تأثيرهن السيئ، منهن تلك الصديقة التي تحاول دائماً حثك على القيام بأشياء لا تريدين القيام بها أو اتخاذ قرارات غير سليمة ليست جديرة بثقتك، فإذا نظرت جيداً إلى أسلوب حياتك مع هذه الصديقة ووجدت بأنك تقومين بأمور أنت غير راضية عنها، مثل الهروب من المدرسة، أو التعرف على الغرباء، أو تناول الكحول والسجائر، أو السهر لساعات طويلة خارج المنزل فأنت في علاقة صداقة سيئة تقود إلى الهاوية.
هذا بجانب الصديقة المتشائمة بما يساعد على إحباطك دوماً، لدرجة أنها لا ترى أي جانب مشرق في الحياة، وفي كل مرة تقابلينها تحمل لك شكوى وتذمر، غالباً من كل شيء حولها من عملها إلى عائلتها إلى مذاق طعامها، وكلنا يواجه مشاكل صغيرة في حياتنا ولكننا نلتف عليها، نعالجها وننظر الى الجانب الإيجابي من الأمور، فإذا كان لقاؤك بها ينتهي بشعور سيء محبط ومقلق فأنت بحاجة إلى التخلص سريعاً من هذه الصديقة.
ويجب عليك أيضاً البعد عن الصديقة التي تنافسك سواء أكان ذلك في الثياب أو طرق إعداد الطعام أو غيرها، فالصداقة تعني أن تشعري بالسعادة مع صديقاتك، وعدم الدخول في منافسة تشبه حلبة المصارعة، ونبذ كلمات مثل (أسرع، أفضل، أقوى، أكثر) من قاموس الصداقة.
بعض الناس يعتقدون أنهم يعرفون ما يخفى على كل الناس، وغالباً لا يضيعون الفرص لإخبارك بأنك على خطأ أو بأن طريقتهم هي الأفضل، فإذا كنت تعرفين صديقة بهذه الصفات، انتبهي فالنصيحة يمكن أن تكون رائعة ، لكن بأسلوب لا ينتقص منك ويصمك بالجهل، فالصديقة الجيدة تعرف متى تسدي النصح ومتى تتوقف.