عدن ــ سبأ
قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: إن بلاده لن تكون أرضا خصبة لملالي طهران وأدواتهم، كما لم تكن قبلهم للمستعمر البريطاني.
وأكد في كلمة له؛ بمناسبة الذكرى الـ51 لعيد الاستقلال الوطني، الذي يصادف 30 نوفمبر، أن الأرض اليمنية لن تخضع لأي متسلط أو متكبر أو مخادع.
وأضاف هادي في كلمته أن ” للحرية ثمنا غاليا، وللكرامة طريقا وحيدا، يبدأ برفض الظلم، ولا يتوقف حتى يتحقق النصر الكامل”.
وشدد على أن التضحيات التي يقدمها كل أبناء الشعب في معركتهم ضد الكهنوت والاستبداد، تؤكد أنه لا يزال وفياً للتضحيات التي قدمها الآباء في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال.
ولفت إلى أن الشعب الذي أسقط خرافة الإمامة في قوتها، وهزم جحافل الاستعمار وهي في كامل عزها، سيكسر الخرافة وسيصنع مستقبله الواعد في اليمن الاتحادي الجديد.
وزاد: “أتقدم بالشكر الجزيل لأشقائنا في المملكة، ودولة الإمارات، وأحيي الجهود الإنسانية التي يبذلها الأشقاء في الكويت، وأشد على أيدي المنظمات الإنسانية التي تمارس دورها الإنساني بكل جدية، بعيداً عن ألاعيب السياسة والاستثمار في أوجاع هذا الشعب الصابر”.
وجدد الرئيس اليمني تمسكه بخيار السلام، الذي يفضي لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
وتابع: “أعلناها مراراً وتكراراً أننا لسنا دعاة للحرب، وسنظل نكررها حتى يعرف العالم كله من يرتكب الجرائم بحق شعبنا، ومن يدمر وينتهك ويقتل ويلغم ويفجر”.
وأردف: “سنتعامل بإيجابية كاملة مع أي جهد يسعى لتحقيق السلام المستدام والشامل والعادل، القائم على استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه، وإزالة كل الأسباب التي خلقت هذا الوضع”.
وفى سياق متصل، شدد السفير الأميركي لدى اليمن، “ماثيو تويلر”، خلال حضوره مراسم تسليم قوات تحالف دعم الشرعية لمهام خفر السواحل في محافظة حضرموت، إلى قوات خفر السواحل اليمنية لإدارتها، على أن إيران تعتبر إحدى القوى الرئيسة التي تحاول تعزيز عدم الاستقرار في المنطقة.
وقدم تويلر توصيفاً لما تقوم به إيران في هذا الصدد، قائلاً: “إنها تصب الغاز على النار”، في إشارة إلى أنها تشعل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف: “أينما نرى عدم الاستقرار هنا في المنطقة، وأنا لا أقول: إن إيران هي مصدر كل عدم الاستقرار، لكننا نرى ذلك في انتهازيتهم للأوضاع، فهم يستغلون الاختلافات الدينية السياسية والفقر، ويصبون الغاز على النار في منطقة من العالم مهمة جداً لنا جميعاً”.
إلى ذلك، استشهد بالوضع الذي وصل إليه اليمن، جراء الدعم الإيراني اللامحدود للانقلابيين الذين أطاحوا بالحكومة الشرعية.
من جهته، اعتبر سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، أن أذرع إيران الممتدة في كل مكان، تؤكد أنها غير قادرة على صنع السلام.
وأوضح قائلاً: “إيران تخلق فوضى في المنطقة، وتسبب الفوضى في كل مكان في العراق والبحرين وسوريا وفي لبنان من خلال حزب الله، وفي اليمن.. لا مكان لإيران في شبه الجزيرة العربية، إنها لا تخلق سوى الفوضى والإرهاب في كل مكان، لا أعتقد أن القادرين على مثل هذه الأعمال قادرون على السلام”.
وأردف: إن أسلحة إيران المنتشرة في الشرق الأوسط تمثل تهديدا للقوات الأميركية، وأن النظام الإيراني يستخدم الأسلحة لتصدير الثورة، كما يعمل على زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.
في غضون ذلك، عرضت الولايات المتحدة أجزاء من أسلحة إيرانية كانت بأيدي مسلحين في اليمن وأفغانستان في استمرار لأسلوب تنتهجه طهران للتدخل في الشؤون الداخلية لزعزعة استقرار دول الإقليم.
وإذا ما تبين أن إيران ترسل بالفعل أسلحة إلى اليمن وأفغانستان ودول أخرى، فسيكون ذلك انتهاكا لقرارات صادرة عن الأمم المتحدة.
وقالت النائبة الأولى لمساعد وزير الدفاع المعني بشؤون الأمن الدولي كاتي ويلبارغر: “لا نريد أن يكون هناك شك في أنحاء العالم في أن هذه أولوية بالنسبة للولايات المتحدة وأن من المصلحة الدولية معالجتها”.
يشار الى ان العرض هو الثاني خلال العام الحالي، ويأتي في إطار جهود من الحكومة لتنفيذ سياسة ترامب المتعلقة باتباع نهج أكثر صرامة حيال طهران.
وقدم البنتاغون تفسيرا تفصيليا يثبت أن تلك القطع المعروضة هي من أسلحة إيرانية مشيرا إلى شعارات لشركات إيرانية على أجزاء من أسلحة والطبيعة الفريدة لتصميمات الأسلحة الإيرانية.
وشملت أجزاء الأسلحة المعروضة صاروخا من طراز (صياد-2) سطح-جو الذي ضبطته المملكة في أوائل العام الجاري وهو في طريقه للحوثيين في اليمن.
واستشهد البنتاجون بشعار شركة دفاعية إيرانية في القسم المخصص للرأس الحربي، وكذلك بكتابة باللغة الفارسية على الصاروخ من بين الأدلة على أن الأسلحة إيرانية.
وبموجب قرار صادر عن الأمم المتحدة لإقرار الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع قوى عالمية، يحظر على طهران إمداد وبيع ونقل الأسلحة خارج البلاد إلا بموافقة من مجلس الأمن الدولي. كما يحظر قرار منفصل صادر عن الأمم المتحدة بشأن اليمن إمداد الحوثيين بالأسلحة.
وقال برايان هوك مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران في مؤتمر صحفي الخميس: “هذا ببساطة عرض في وضح النهار لصواريخ وأسلحة خفيفة وصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية”.
هذا فيما لم تكتف ميليشيات الحوثي بالحرب العسكرية ضد اليمنيين، بل لجأت إلى الحرب الإلكترونية من خلال تحكمها في البنى التحتية للاتصالات والإنترنت، لاسيما في العاصمة صنعاء. وذكر تقرير لمجموعة “ريكورد فيوتشر” أن الحوثيين باتوا يتحكمون في حجب الرسائل وتنفيذ عمليات مشفرة ورقابة.
وقال التقرير الذي نشرته “فورين بوليسي”: إن إيران قدمت للميليشيات وسائل وأسس الحرب الإلكترونية، حيث منع الحوثي تطبيقات واتس آب وتليغرام، وتويتر، والفيسبوك.
ولا يعرف المدى الذي استخدم فيه الحوثيون تكنولوجيا الرقابة، إلا أن سكان العاصمة خائفون منها.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قد كشف عبر تغريدات له، عن إجبار ميليشيا الحوثي شركات الاتصالات اليمنية على تقديم جميع التسهيلات اللازمة للتجسس على مشتركيها، مضيفاً أن مشتركين في شركات الاتصالات اشتكوا مؤخراً من أن رسائلهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تعرضت للقرصنة من قبل الميليشيات.
وشدد الأرياني على أن انصياع شركات الاتصالات لإملاءات الحوثي يعرضها للمساءلة القانونية من المتضررين، الذين قام عدد منهم بمقاضاتها قال الدكتور طاهر بومدرا الخبير الأممي رئيس البعثة الإنسانية الأسبق للأمم المتحدة إلى العراق: إن “التاريخ الحديث يؤكد أن ما يحدث في اليمن ليس بربيع عربي بل مليشيات تتطور بدعم إيراني”.
وأكد بومدرا أن “الحوثيين ليسوا نشطاء بل حملة سلاح”، مشيرا إلى أن مجلس الأمن قرر وجود اختراق للسلام والأمن الدوليين من قبل الحوثيين، فيما تزعم تقارير أممية أخرى أن هناك ربطا بين اليمن، وما يسمى “الربيع العربي”.