احتفى نادي الاحساء الادبي مساء امس الاول الاربعاء بشاعر الوطن الراحل إبراهم خفاجي، الذي يذكر في كل يوم يتم فيه ترديد النشيد الوطني في كل مكان داخل وخارج الوطن.
شارك في الامسية، التي أقيمت في مقر النادي كل من مزيد مخلص واحمد مكي ومحمود تراوري فيما أدارها أشرف الحسيني.
فيما كانت البداية عند رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري، الذي قال: تأتي هذه الأمسية تخليدا لذكرى هذا الرجل، الذي صاغ الحب والوطن في كلمات عاشت في قلب كل مواطن، فيما تعتبر مبادرة النادي واجب في حق مَنْ رسم الفرح وصور المعاناة وطاف بالشعر ميادين لا حدود لها ليكون اخضرارا يملأ الكون حتى بعد رحيله.
وقد ذكر الضيوف ان الشاعر الغنائي ابراهيم خفاجي قضى قرابة قرن من الزمان متغزلاً بحب الوطن، إلى أن تكالبت الأمراض على جسده وهزمته، فتوفى بعد صراع طويل مع المرض، فيما لم يتوقف مداد قلمه حتى آخر أيام حياته، وهو الذي كتب أكثر من 1000 قصيدة.
وقالوا: خفاجي الذي احتل مساحة من ذاكرة السعوديين وسيظل كذلك مع كل مرة يُعزف فيها النشيد الوطني، الذي صاغ كلماته وحاز بسببه على ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى.
وجاءت فكرة النشيد الوطني السعودي حين كان الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز في زيارة إلى جمهورية مصر العربية، وبينما كان في المنصة الرئيسة عزف السلامان الملكي السعودي والمصري.
كان السلام الملكي السعودي عبارة عن موسيقى فقط أعدت منذ عهد الملك الراحل عبدالعزيز، فطلب من المختصين إعداد كلمات لنشيد وطني يكون مطابقاً للموسيقى الموجودة في ذلك الوقت. وطلب المسؤولون من خفاجي أن يقوم بعمل كلمات النشيد الوطني، فأتمه بعد 6 أشهر وكان هذا في عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز.
صنع خفاجي للأغنية السعودية مجداً وإرثاً، ارتبط بعدد من الفنانين كطلال مداح ومحمد عبده برفقة صديقه الملحن طارق عبدالحكيم.
تميز بوصفه الإبداعي وخصوبة خياله، التي امتدحها زملاؤه من الشعراء ووصفها بعض المطلعين على إرثه بعلم هندسة الكلمة.
كلمات خفاجي لم يحتكرها الفنانون السعوديون، بل تغنى بها عدد من فناني العالم العربي مثل سميرة توفيق وصباح ووديع الصافي، إلا أنه في كل لقاءاته كان يوصي بالحفاظ على الثقافة الفنية الوطنية، مطالباً بفتح المعاهد الفنية وإحياء المسرح.
رحل خفاجي تاركاً إرثاً فنياً تردده الأجيال بعده، وأعمالاً وطنية تحفظ تاريخ 9 عقود عاصرها.
الجدير بالذكر، ان الامسية رافقها عرض مرئي لأغنيات مصورة كتب كلماتها خفاجي، كما اعتنى بالديكور على المسرح المخرج سلطان النوه.