أرشيف صحيفة البلاد

أخصائى جراحة عصب الأسنان الدكتور بدر عبدالله الغيثى يتحدث للبلاد

بدر عبد الله الغيثي

جدة / خاص البلاد – حوار نيفين عباس

من الأمور المهمة التى تحتاج لعناية دائمة صحة الأسنان والفم، لأن إهمالها قد يؤدى فيما بعد لظهور العديد من المشكلات الصحية التى قد تصل لعصب الأسنان

ويقدم الدكتور بدر عبدالله الغيثى أخصائى علاج وجراحة عصب وجذور الأسنان بوزارة الصحة السعودية، شرح مفصل عن عصب الأسنان ونصائح هامة للمحافظة عليه

فى البداية …

يتكون سن الإنسان من أربعة طبقات أساسیة، ھي المینا والعاج والعصب والملاط، ويتواجد عصب الأسنان في الطبقة الثالثة.

فما ھي أھمیة ھذه الطبقات وما ھي الأمور التي تؤثر على صحة عصب الأسنان؟

أولاً: تفصیل عن طبقات الأسنان

يبدأ تكوين الأسنان بالطبقة الخارجیة وھي المینا

– وتتمیز بصلابتھا العالیة التي تساعد في حماية السن من العوامل المختلفة كالتسوس والضغط المتكرر الناتج عن المضغ وتعطي السن البیاض الناصع،

فأي شرخ أو ثقب بھذه الطبقة يؤدي إلى تسلل البكتیريا المسببة للتسوس وانتشارھا في الطبقة التالیة التي تقع أسفلھا، العاج.

تأتي طبقة العاج بعد المینا

– وھي المركز الحسي المسؤول عن نقل الشعور بدرجات الحرارة المختلفة، إضافة إلى احتوائھا على الخلايا المسؤولة عن إعادة تكوين ما يتم فقدانه من تلك الطبقة نتیجة تسوس أو تصدعات بالمینا تتسرب من خلالھا البكتیريا إلى داخل الأسنان وصولا للعصب.

كل ذلك يتم لحماية مركز السن والمسؤول عن التغذية والإمداد بالخلايا الازمة، والطبقة الموجودة بعد العاج، العصب.

أما الطبقة الرابعة والأخیرة، وھي الملاط

– فھي الطبقة المتواجدة على السطح الخارجي لجذر السن لحمايته من العوامل المحیطة به، والذي يتصل بالأربطة اللثوية المتواجدة في عظام الفكین لتثبیت السن في موضعه.

بالحديث عن عصب الأسنان

أولا: ما ھو عصب السن؟

عصب السن يتكون من خلايا عديدة تتواجد في غرفة بھا قنوات وتفرعات معزولة عن الفم لمنع دخول البكتیريا الانتھازية المتواجدة في اللعاب.
ھذه البكتیريا تقدر بحوالي ألف نوع مختلف، يصل عددھا إلى مئة ألف بكتیريا تعیش على سطح الأسنان، لدى الشخص الذي يعتني بنظافة فمه جیدا، وبین مئة ملیون إلى بلیون بكتیريا لدىأولئك الذين لا يولون العناية الكاملة لتنظیف أسنانھم.

ومن ھنا تأتي أھمیة عزل القنوات العصبیة عن ھذه البیئة الخصبة، والتي عند اختراقھا لسبب أو لآخر من تسوس أو كسر وتصدعات بالسن نتیجة رضوض أو صدمات، تؤدي إلى وصول البكتیريا للعصب مسببة إلتھابه، لتكون النتیجة البدء بتحلله.

ينتج عن ھذا الأمر تكون بیئة مناسبة لمعیشة وتكاثر البكتیريا وإنتشارھا إلى خارج القنوات العصبیة في عظام الفك، والذي يؤدي حینھا إلى تكون خراج ينتج عنه ألم شديد تختلف حدته من شخص إلى آخر بحسب مرحلة إنتشار وتوسع الخراج في العظم.

إصابة عصب السن

عندما یحدث ذلك، فإن الحل الأمثل ھو علاج عصب الأسنان بإزالته وتعقیم القنوات العصبیة، وذلك للتخلص من المیكروبات التي تواجدت داخل الفراغ المعزول الذي كان ملیئا بالخلايا الحیة التي تغذي السن.

الجدیر بالذكر أن جسم الإنسان كاملا لا يحتوي على أي فراغات بداخله، أي بمعنى لا تتواجد جزئیة إلا وتحتوي على خلایا أو سوائل أو حتى محملة بالھواء كالحویصلات الھوائیة بالرئتین دون وجود فجوات فارغة بالجسم.

لذلك تصبح ھذه البیئة الفارغة داخل القنوات العصبیة مناسبة لالتصاق وانقسام وتكاثر مختلف المیكروبات مكونة بذلك مجتمعات خصبة تعرف بـ “Biofilm” بعد تحلل العصب واختفاء محتواه الخلوي الذي یمد السن بالخلایا الدفاعیة اللازمة.

وعن طرق العلاج 

علاج إصابة عصب السن

عادة لا یتطلب إستخدام المضادات الحیویة في علاج العصب لانعدام تأثیرھا وصعوبة وصول مفعولھا للمیكروبات داخل القنوات العصبیة التي لا تحتوي على خلایا تسھم في نقل المركب الدوائي إلیھا.

یستثنى من ذلك حالات الالتھابات الحادة التي بدأت بالتفشي من داخل القنوات العصبیة إلى خارجھا في منطقة العظم المحیطة بجذر السن،

مسببة بذلك بعض الآثار الجانبیة من مضاعفات جسدية كالحمى وارتفاع في درجة حرارة الجسم،

أو من تورم وانتفاخ في اللثة وتكوُّن الصدید وانتشاره إلى التجاويف المحیطة بمجرى التنفس القصبة الھوائیة،

حیث تعتبر تلك حالة طارئة قد تؤدي إلى انسداد مجرى التنفس وتستدعي التدخل المباشر لتصريف الصديد وربما الإيداع بالمستشفى مع حقن المضادات الحیوية عبر الوريد للتأكد من سلامة المريض.

يكون في ھذه الحالة الخضوع لعلاج العصب ضرورياً، وذلك بعد تناول المضاد الحیوي، والتحكم بالعوارض، لیتم تعقیم ھذه القنوات وحشوھا وعزلھا لضمان عدم إعادة تواجد المیكروبات بداخلھا.

ومن الواجب أخذ استشارة الطبیب قبل تناول المضاد الحیوي لمعرفة نوعیة الدواء اللازم أخذه حسب نوع الالتھاب وضرورة أخذه من عدمه.

حیث أن كثرة استخدام المضادات الحیویة للأسباب غیر الصحیحة تؤدي إلى ضعف في المناعة،

مما یجعل المریض لقمة سائغة لمختلف المیكروبات، إضافة لظھور میكروبات أكثر مقاومة تستدعي نوعا أقوى من المضادات الحیویة.

الجدیر بالذكر أن الدراسات أشارت بأن استخدام المضادات الحیویة لیس له تأثیر لتخفیف ألم الأسنان، بینما المسكنات غیر الاستیرویدیة المضادة للالتھابات “NSAID” ھي أفضل طریقة لذلك.

وفي دراسة علمیة أجريت على فئران معقمة خالیة من البكتیريا بھدف بحث دورھا في التھابات العصب بالأسنان، وجدت بعد أن تم فتح السّن وكشف العصب وتعرُّضه للعابھا ما يلي:

الفئران العادیة غیر المعقمة تحلل العصب لديھا بشكل كامل وانتشر الإلتھاب إلى المنطقة المحیطة بجذر السن إضافة إلى تكون تجمعات صدیدیة،

بینما في الفئران المعقمة لم یتم حدوث أي تغیرات باثولوجیة بالأسنان المكشوف عصبھا، كإلتھاب العصب أو التجمعات الصدیدیة،

وبعد مضي الیوم الرابع عشر من التجربة،

بدأ تكوُّن طبقة من العاج لحمایة العصب المكشوف بغض النظر عن عمق الفجوة المكشوفة بالسّن، لتعطي بذلك مؤشراً واضحاً على أھمیة الدور الذي تلعبه البكتیریا كالعامل الرئیسي المحدد لعملیة تعافي وتحلل العصب.

بالنهاية

نصائح ھامة للحفاظ على عصب الأسنان

من الضروري اتباع النصائح التالیة للحفاظ على صحة وسلامة عصب الأسنان:
• الحفاظ على الأسنان وتنظیفھا بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على الفلورايد مرتین في الیوم (مرة عند الاستیقاظ صباحا، ومرة قبل النوم مساءا)،

• استخدام الوسائل الأخرى المساعدة كغسول الفم والخیط السني للتنظیف ما بین الأسنان ولضمان بقاء عدد المیكروبات في الفم بأقل نسبة،

• ضرورة مراجعة وزیارة طبیب الأسنان بشكل دوري لإجراء الفحوصات الطبیة اللازمة واكتشاف أي علامات للتسوس قبل انتشاره داخل طبقات الأسنان المختلفة وصولا العصب وحدوث الالتھابات الناتجة عن ذلك ومضاعفاته،

حتى وإن لم تكن تشعر بآلام في أسنانك، ويحدد لاحقا طبیب الأسنان عدد مرات المراجعة التي تحتاجھا حسب صحة فمك وأسنانك، ففي حال كانت صحتك الفموية جیدة فقد لا تحتاج لأكثر من مراجعة واحدة كل سنتین.

• الحرص على تنظیف الأسنان بشكل إضافي بعد تناول السكريات كالحلويات، الكربوھیدرات كالرز، الأحماض كاللیمون والمشروبات الغازية، وذلك لتجنب آثارھا المدمرة على الأسنان،

ويمكنك على الأقل عمل ذلك عن طريق المضمضة في حال كنت في مطعم خارج المنزل.

• ھناك اعتقاد شائع بأن السكريات من حلويات ونحوه ھي فقط ما يسبب التسوس،

بینما في واقع الأمر يتم تجاھل تنظیف الأسنان بعد تناول الكربوھیدرات مثل الرز ونحوه، والتي تتحلل في الفم مع الانزيمات المتواجدة في اللعاب إلى سكريات، تؤدي إلى التسوس.

• لبس حامیات الفم والأسنان من قبل الذين يمارسون الرياضات التي يتعرض لاعبوھا لاحتكاكات وضربات عنیفة مثل الملاكمة وركوب الدراجات،

والتي قد تضر بعصب الأسنان في حال تعرض السن للكدمات.