حنان العوفي
لا أحب المطارات ولا تستهويني فكرة السفر ، قد أكون غريبة من وجهة نظر الكثير ، لقد حاولت مرارا أن أقنع نفسي به وسألت هواة السفر عن ماهية المتعة التي يشعرون بها وهم مسافرون ، لكن لم أجد الإجابة الشافية ، وارتحت لفكرة ” أنا كذا ” وكوني لا أحب السفر هذا الأمر لا يقلق البشرية بشيء ، وتوصلت إلى أنه لا ينبغي أن أرتدي رداء لا يليق بي ، سأبدو غبية وأنا أتحدث عن المطارات التي سافرت منها أو المناطق التي سافرت إليها أو الأسواق التي ارتدها ، وهذا لا يعني أنني لم أسافر فأنا أتوقع أن أغلب الناس سافروا على الأقل مرة واحدة حتى لو كان سفرا قريبا للمناطق المجاورة ، ما الذي وجده أولئك الناس في الأماكن الغريبة كي يعشقوه؟! كيف اطمأنت قلوبهم لتفاصيل وجوه الغرباء ؟! كيف استطاعوا أن يألفوا الأماكن البعيدة ويناموا دون قلق ؟!
أشعر وأنا مسافرة أن عدد ساعات اليوم أطول بكثير مما عليه في الواقع ، فالسفر بالنسبة لي كأنه سجن متحرك يعزلني عن نفسي وتفاصيلي الصغيرة ، وأنا مسافرة أفقد السيطرة على مشاعري وأكون أقرب للحزن مني للفرح ، و أضيع في زحمة الأحاسيس المتضاربة ، ولا أحب السير في طرق لا تعرفني.
يقول البدر:
” ما أدري باكر هالمدينة وشتكون
النهار والورد الأصفر والغصون
هذا وجهك يا المسافر
لما كانت لي عيون
وينها عيوني حبيبي
سافرت مثلك حبيبي
القطار وفاتنا
والمسافر راح ”
لربما كرهت السفر تأثرا بالعشاق الذين سافروا عنهم من يحبون ، وربما يكون كل ما في الأمر ” أنا كذا “!.