جدة – سليمان سعيد
اهتمامه بالثقافة يفوق الوصف وتعلقه بالمسرح وعشقه له شب معه منذ ان كان طالباً في مدرسة الفلاح وفي قاهرة المعز تفتحت عيناه على المسارح وادرك اهميتها في تطور ورقي المجتمعات والشعوب.انشأ مسرحاً لتشجيع الناشئة وامتدت عطاءاته دعماً للحركة الثقافية بالاعلان عن جائزة سنوية باسم العواد.ضيفنا الكريم المثقف الاديب يكشف في حوارنا التالي عن افكار في غاية الاهمية للمساهمة في الفعل الثقافي خاصة داخل الأحياء كما يفكر في الاعلان عن جائزة جديدة.
* ماهو السبب في تأسيس مسرح الكورال وكيف يتم الاستفادة منه للجيل الحالي؟
– منذ نعومة اظافري وانا طفل عشت في القاهرة وتفتحت عيوني على المسارح هناك.
المسرح ابو الفنون وعبر المسرح ثقافة وتطوير الشعوب وقد انشأت مسرح الكورال تشجيعاً للناشئة من الجيل الحالي ليأخذ فرصته ويتسع المسرح لحوالى 1500 شخص وتوجد به صالة مخصصة للنساء وبباب منفصل.
* وما هي الاعمال التي عرضت على مسرح الكورال؟
– كانت مسرحية من تأليف الراحل احمد السباعي وقصتها حدثت في مكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز وحتى لا يكون العرض ارتجالياً تم احضار كبار المدرسين في مجال التمثيل من الدول العربية وتنظيم دورة في فن التمثيل وفتحنا الباب لمن يرغب من الشباب وحتى لا يكون العرض والاداء التمثيلي ارتجاليا وحضر العرض الاول ابناء احمد السباعي ومنحنا شهادات للمتخرجين وبحضور التليفزيون.
* كيف تدعم الحركة الثقافية؟
– بعدة طرق يمكن من خلالها دعم الحركة الثقافية وشخصياً انا اعلنت عن جائزة سنوية باسم العواد وتوقفت ولدينا افكار جديدة ان نعمل جوائز للناشئة والسبب انه كلما جاء ذكر للعود كنت اتألم لان العواد عاش يتيماً وكان ذكياً وشاطراً والاول على دفعته وعندما تخرج كان يوجد نظام المعيدين عام 1320 هجرية ويعتبر اصغر معلم ثم عمل في بريد الحجاز وكتب فيها الشعر وكان يكتب المقالات ثم يجمعها في خواطر مصرحة واسيء فهمها ووضع في السجن واخرجه الملك فيصل طيب الله ثراه.
كان يتكلم قبل 80 عاماً عن حالنا اليوم ووجدت ثروة في مكتب العواد اخذت ما كتبه العواد من قصص وشعر وعملتها موسوعة فكانت فكرة الجائزة باسم العواد رحمه الله.
لا نحتاج الى بناء أندية:
* هل يكفي ناد أدبي واحد في جدة؟
– اتمنى ان تزيد اعداد الاندية الادبية في المملكة وخاصة جدة.
ولو نظرنا الى جدة ثمانية ملايين عدد سكانها هل نادي ادبي واحد يكفيها وكنت اقترحت على الامير عبدالمجيد يرحمه الله عندما طرح فكرة مراكز الاحياء واتمنى ان تصل الفكرة للامير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة ففي كل حي وحارة لدينا في جدة ومكة والطائف مدارس سواء للبنين او للبنات وعندما ينتهي نشاط المدرسة لماذا لا نستغل هذه الامكانيات في كل حي ونقوم بنشاط في فترة ما بعد العصر الى وقت صلاة العشاء وبذلك توجد في كل حي وحارة نادياً أدبياً وثقافياً ويزاول فيه الطلبة والطالبات نشاطهم الثقافي خاصة المرأة فهي الام تزرع النبتة الصالحة والجيدة لابنائنا.
جائزة جديدة:
* وماذا بعد جائزة العواد؟
– ولدت لدي فكرة جديدة وان شاء الله ترى النور خلال الشهور القادمة وهي جائزة الاديب الناشئ من المفترض نبدأ من الغرسة الاولى اي النبتة الاولى.العواد رحمه الله من القامات الكبيرة ونعطي الشباب الناشئ فرصتهم ولدي ايضا فكرة جائزة امرؤ القيس وانا احد احفاد هذا الشاعر الفذ وذات مرة سافرت لمدينة الاحساء تلقيت دعوة وفعلا شاهدت الادب والثقافة متطورة لديهم.
وكانت فكرة لماذا تقتصر جائزة الادب على العمالقة والرموز والقامات الكبيرة فكانت فكرتي جائزة جديدة تمنح سنوياً للناشئة من الادباء لتشجيعهم وفتح الباب لهم لذلك راودتني فكرة جائزة الاديب الناشئ. وانا عندما كنت طالبا في الجامعة تعلقت بالمسرح وقد عشقته من مدرسة الفلاح بجدة كان يوجد بها مسرح ويقام في نهاية العام الدراسي حفل مسرحي وحضره الملك سعود انذاك وابدى اعجابه.
* لو عدنا الشيخ احمد لبداياتك الادبية كيف كانت؟
– والدي رحمه الله كان لديه دكان عطارة وكان دكان العطار انذاك ينوب عن الاطباء وكان محمد حسين اصفهاني الاديب الشهير ومشجع الادباء صديق والدي وكان لديه بسطة طاولة وليس دكان بجانب دكان والدي يضع الجرائد والكتب الذي تصله من القاهرة ليبيعها واهل جدة شغوفون بالادب والقراءة ولم يكن يوجد تلفاز وصحف ورقية مثل اليوم وكان الناس يقرأون الجرائد والكتب التي ترد للاصفهاني من الجلدة للجلدة وبعضهم يستعيرها ولا يستطيع الشراء. وكنت اطلع على الصحف والكتب بحكم انه بجوار دكان والدي وصديقه.
وانتشرت ظاهرة الشعر الحلمنتيشي انذاك واشهر من كتبه احمد قنديل وعمر عبدربه وحسن نصيف واشهر كتبه لمحمد حسن نصيف وانتشرت المقالب الطريفة بين عامة الادباء في جدة ويعتبر عزيز ضياء ومحمود عارف وحمزة شحاتة من اوائل الادباء ولهم دور ريادي في تأسيس النادي الادبي بجدة وحمزة شحاتة كان صديق الوالد وكان بين العواد وشحاتة تنافس وتنافر.
* ما هو انطباعك عن معرض الكتاب؟
– اتمنى ان ينجح معرض الكتاب في جدة وشعاره ان يقرأ الكتاب الجميع وكيف نخلي اولادنا شغوفين بقراءة الكتب نريد جيلا يقرأ واحيي واشيد بالامير خالد الفيصل مؤسس الفكر وبالعلم والتثقيف سيزول الازمات من عقول بعض ضعاف النفوس.
أم كلثوم في جدة لها قصص:
* استاذ احمد نعرج إلى الغناء انت عاصرت حفلات أم كلثوم؟
– وانا صغير حضرت احدى حفلات أم كلثوم في القاهرة وفي جدة لها قصص كنا في القاهرة لعلاج اخي الذي كان يشتكي من عيونه واشترى والدي لي تذكرة معهم لحضور حفل ام كلثوم بمبلغ 175 قرشاً وكان مبلغا كبيرا انذاك انا كنت صغيرا وخوفاً من ان يتركوني لوحدي بالبيت اخذوني وكان شرط ام كلثوم جميع الحضور بالزي الكامل البدل لجميع الحضور والبسني والدي الجبة والبدلة وحضرت حفل ام كلثوم ولكن في جدة عشت ليالي حفلات ام كلثوم كان شخص اسمه محمد نور شنكار من كبار تجار جدة لديه اثنين راديو كبير تعمل على البطاية اعني بطاريات السيارات وكان الاعداد لسماع حفل ام كلثوم يبدأ من الصباح في حارة البحر في منزل شنكار كبار اهل البلد ويجلسون حول الطاولة بكامل لياقتهم من اللباس حيث يوضع الراديو على الطاولة وكان شخص افغاني يصلح مؤشر الراديو الاثنين فاذا احد من الراديو غاب عنه الصوت يعمل الراديو الثاني عشان لا يفوتهم اي مقطع من الاغنية.
كانت حفلات ام كلثوم كل شهر وفي شهر رمضان تقدم حفلتها السنوية كان ذلك عام 1930 لم يكن لشهر رمضان هيبة مثل الآن واعتبر بداية الفترة الذهبية لام كلثوم من 1935 الى عام 1945 حيث تخلصت ام كلثوم من اللكنة واللهجة الصعيدية الريفية وصارت تغني للوطن العربي بلغة عربية فصيحة كانت تغني لمائة شخص في حفلاتها ثم صارت تغني لمائة مليون عربي.
موقف طريف مع أم كلثوم:
* استاذ احمد هل رأيت موقفا طريفا من أم كلثوم؟
– كان نحاس باشا رئيس وزراء مصر انذاك حضر حفل احد اغنيات أم كلثوم وهو احول واصلع وكان يجلس في الصف الاول وانسجم مع اداء ام كلثوم واخذ يقول بصوت عال يا عيني ام كلثوم سمعته وارادت مداعبته فردت ليه انا وحشة قد كده فقال لها على رأسي فقالت خايفة اتزحلق انت اصلع.
* هل لديك كلمة اخيرة؟
– أهل جدة يعشقون المسرح والطرب الاصيل سيظل خالداً واكتشفت ان لدينا ممثلا جيدا امثال خالد الحربي وفتحنا له صدورنا ومسرح الكورال وتألق والمسرح ابو الفنون وسوف نشجع جميع المواهب في الثقافة والفن والتمثيل ومسرح الكورال سيظل نبراسا للجميع وهدية لكل المواهب.