متابعة – علي العكاسي :
.. يتسلح رئيس اتحاد كرة القدم السعودي المؤقت أحمد عيد الحربي بمساحة كبرى من التجارب الفنية والتراكمات الإدارية والتي اكتسبها خلال مشواره الطويل والناجح مع ناديه الأهلي ومنتخب بلاده والذي بدأ مع جيل السبعينات حارسا بارعا ومتألقا ومؤثرا وتوجه باستحقاقه أفضلية حراس الخليج في العامين 1970 و 1972 وانتقل يعمل في الأجهزة الفنية والإدارية بناديه الأهلي مواكبا للمرحلة الذهبية التي تميزت وحضرت بها قلعة الكؤوس مع جملة من النجوم الكبار والذين ساهموا في صناعة هذا المجد والإبهار الأخضر لسنوات حافلة بالمنجزات والبطولات..
.. واستطاع الرياضي الخلوق أحمد عيد الاستفادة من تجربة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل وهو يؤسس البدايات الأولى لإنطلاقة الرياضة السعودية ومن بعده واكب مرحلة الأميرين محمد العبد الله الفيصل وخالد بن عبد الله بن عبد العزيز واللذين تميزا بصناعة الكثير من العمل والابتكار والتجديد والتحديث في مسيرة الكرة السعودية وأولها تطوير الأجهزة الفنية بجلب العديد من الأسماء التدريبية العالمية كالبرازيلي ديدي ومواطنه سانتانا والخبير بروتش زد على ذلك تطوير الفكر الرياضي بإحضار العديد من النجوم الكبار والذين ساهموا في قيادة المرحلة إلى ميادين التألق والابهار وفي طليعتهم طارق ذياب والجندوبي وحضور الصغير أحمد وأمين دابو والخوجلي والذين شكلوا النقلة الحقيقية للكرة السعودية واستفادت من تجربتها فيما بعد بقية الأندية المحلية الكبيرة ومضوا بنفس الفكر والمنهاج.. وغيرها من لغات التكريم الأولى والتي تميز بها النادي الأهلي عبر الاحتفالات الوداعية لنجومه المؤثرين والتي لم تزل عالقة في الأذهان حتى اليوم وغيرها من الريادات الإدارية الأهلاوية في بقية ألعابه الجماعية والفردية وخلالها مدت منتخباتنا الوطنية بالعديد من الأسماء الموهوبة ولم تزل – كذلك – تحفل بها ذاكرة التاريخ الرياضي حتى اللحظة..
.. هذه التراكمات في العمل الإداري الأهلاوي الناضج كانت من أهم صناعة النجوم الإدارية وأحمد عيد الحربي هو حفيد هذه الخبرات والمعطيات، .. واستطاع أن يستوعب التجربة ويقدم نفسه رئيسا للجنة الإحتراف بالإتحاد السعودي لكرة القدم.. وشاغلا لرئاسة اللجنة المشكلة لإعادة صياغة لائحة الانضباط.. وتعيينه رئيسا للجة المشكلة لعقد الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم.. وشاغلا لمنصب مدير المنتخبات السعودية في العام 1996 م.. ومديرا عاما لدورة الصداقة الدولية لكرة القدم على كأس الأمير عبد الله الفيصل والتي أقيمت أحداثها في مدينة أبها على مدى ثمان سوات متتالية وكانت بحق من أهم البطولات المحلية والجاذبة للاتجاه السياحي المحلي خلال سنواتها الناجحة والمتألقة..
.. هذه المسيرة الرياضية المكتظة بالعمل والجلد والصبر والمثابرة لرجل بقامة الخلوق أحمد عيد.. تجعلنا – بحق – نفاخر ونعتز بهذه القامة الإدارية النابهة ذلك أنها تضيف وتساند الطموحات والتطلعات التي ينتظرها رجالات الرياضة في وطننا الكبير من تطوير وتحديث في منظومتها الإدارية الشاملة.
.. ولعل الثقة الصرفة والذي منحها له المسؤولون بتولي منصب رئاسة اللجنة المؤقتة للاتحاد السعودي لكرة القدم هي تتويج لمشوار هذه القامة الوطنية المخلصة والتي تعمل دائما وكعادتها بصمت وانتاجية واحترام بالغ لكل الذين يعملون معه..
.. وهذا الوعي الحاضر في أجندة الرياضي المهذب أحمد عيد الحربي والذي اكتسبه من المدارس الإدارية الرياضية سواء على صعيد النادي الأهلي وعلى مستوى القيادات الإدارية الرياضية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأولهم الأمير الراحل فيصل بن فهد ومن بعده الأمير سلطان بن فهد وأخيرا الأمير الشاب نواف بن فيصل هي في كل الأحوال نتاج حضاري طبقه أحمد عيد واستحضر مسؤولياته..
.. ولعل التصريحات المتزنة والواعية التي تعاطاها حينما تحمل مسؤولية رئاسة الاتحاد المؤقت تجعلنا نصفق له طويلا وندعو له بالتوفيق والنجاحات..
وهنا نسوق الأبرز لهذه المؤشرات والقناعات التي أدلي بها الحربي حيث اكد الأمير ونواف بن فيصل تعد قرارا حضاريا وشجاعا، .. مشيرا إلى أن الإخفاقات الذي حدثت للكرة السعودية بعدم تأهل المنتخب الأول للتصفيات الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم بسبب ظروف مرئية وغير مرئية واقتصادية بالإضافة إلى الإعداد..
وتحدث الحربي عن المراحل التاريخية التي واكبت تطور كرة القدم السعودية والانجازات التي حققتها في القارة الآسيوية. وكان وراءها تكاتف لأشخاص وإعلام وأندية ومشجعين.. لافتا إلى أنه لكل منتخب ولاعب وناد حضور معين.. وأضاف الرياضة السعودية تحتاج إلى دعم قوي ليس من الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقط ولكن من شرائح مختلفة من مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة مثل وزارة التربية والتعليم والصحة والشؤون البلدية والقروية من خلال مراكز الأحياء والجامعات .. مشيرا في هذا الصدد بخطوة جامعة الملك عبد العزيز باستحداث أول ماجستير للإدارة الرياضية..