حسن عسيري
لم تعد الساحة الرياضية مرتعاً للمتعة والتسلية والتنافس الشريف والاحترام المتبادل!! فكل شيء أصبح في نظر الكثيرين فسادا ومؤامرات وقضايا كيدية. الكل أصبح مظلوماً، والكل أصبح مستهدفاً، والكل أصبح في وضع الضحية !! لماذا وصلنا لهذه المرحلة، ومن الذي أوصلنا لها؟ لماذا فقدنا الثقة وكل شيء في اتحاد الكرة، وفي اللجان العاملة بكل مسمياتها الفنية والانضباط والمسابقات والحكام والاحتراف وغيرها ..؟
أصبح الوضع ( ملتهباً) وأضحت الأمور أكثر تعقيداً وفُقدت الثقة في التعامل بحسن نية ، لم نعد نعرف من الظالم ومن المظلوم!
هناك لجان تعلن التحدي لبعض الأندية !! وهناك حكام يتربصون بأنديةٍ بأخطاء ربما تكون مقصودة، وربما هي مستواهم هكذا! وفي جانبٍ آخر برامج رياضية تبث التعصب، وتنشر الحقد بين الجماهير؛ بغية استقطاب أكبر حشد من المتابعين، ضاربين بعرض الحائط كل القيم والمبادئ واحترام الذوق العام، ومتناسين أن الرياضة أخلاق وفروسية قبل أن تكون ميدانا للتناحر والبغضاء !!
ولجنة المنشطات تعلن بين الوقت والآخر عن لاعب متعاطٍ، وايقاف عن اللعب لعام أوعامين أوشطب مدى الحياة بين غضب لمنسوبي أنديتهم، وتشف من منتسبي الأندية الأخرى، وتراشق بألفاظ نابية بين جماهير الأندية؛ عبر الصحف والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، بل وعبر التلفاز في مشاهد يندى لها الجبين، متناسين أن الكل يشاهد ويسمع ويفرق بين الغث والسمين.
لم تعد المنافسة شريفة كما كانت في السابق .. لم يعد للمتعة مكان في جو يسوده الحقد والكره والفساد. نحن في حاجة ماسة إلى العودة للحب والمنافسة الشريفة، وبحاجة أكثر إلى نبذ الخلافات والتحديات التي تخرج عن الروح الرياضية بكل أشكالها. بحاجة إلى وسط رياضي نزيه يعطي كل ذي حق حقه. في حاجة الى معرفة كل منتمٍ للرياضة بواجباتها، فالإداري إداري والمدرب مدرب، واللاعب لاعب، والمشجع مشجع. كل وفق مكانته، ووفق صلاحياته دون التدخل فيما لايعنيه. في حاجةٍ إلى احترام أنفسنا قبل المطالبة باحترام الغير لنا !
لم تعد الساحة تحتمل أكثر مما حصل. أصبحت رؤوسنا مليئة بالصراعات ؛جراء سخونة الأحداث. خرجت خلافاتنا إلى خارج حدود الوطن ! فمتى نحظى بجوٍّ هادئ يعيد لنا مافقدناه من تنافس شريف، ووضع هدف أمامنا شعاره الحب المتبادل، في رياضة يسودها الود والاحترام.