القطيف .. الثقافية :
قدم الناقد والمصور الفوتغرافي السعودي أثير السادة محاضرة تحت عنوان: «فوتوغرافيا الأمكنة» ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض الضوئي 14 المقام في مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، واختار السادة الحديث بتوسع عن تمثلات المكان في الصورة الفوتوغرافية وكل العناوين التي تتصل بعالم الصورة، مذكراً بسطوة الصورة التي أصبحنا نتطوف بها صباحاً ومساء كأي ضريح لولي صالح، على حد وصفه.
شباك الأسئلة
وكان السادة قد عمد إلى صياغة الكثير من الأسئلة التي رسمت خارطة الحوار في هذا اللقاء: هل مر عليكم يوم لم تشاهدوا فيه صورة؟ ماذا نعني بالمكان؟ ما هو الفارق بين المكان في كل تلك الأشكال الإبداعية والمكان في عالم التصوير؟ ترى ما الفارق بينها وبين باقي تجارب التصوير التي نعرف؟ كيف يمكن أن نقبض على ماضي وحاضر ومستقبل المكان من خلال الصورة؟ ماذا نريد من المكان؟ لو فتحنا ألبوم المنشغلين بعنوان المكان ما الذي يمكن أن نراه؟ كيف وبأي نحو استطاعوا احتواء المكان عبر الصورة؟
المكان.. إطار الحدث
وعرف السادة المكان بـ«أنه ذلك الإطار الذي يجري فيه الحدث، سواء قلنا المساحة أو الحيز أو الموضع، المهم أن تحضر في الذهن صورة لمعنى يقترب من مفهوم المكان الذي نبحث في شأنه. بهذا التعريف يمكن القول ان في كل عملية ابداعية حضور للمكان، في الشعر، في الرسم، في المسرح، في السينما، لأننا ببساطة لا نملك أن نكون في اللامكان.
وأردف الناقد السادة: يبدو المكان في التجارب الأدبية والفنية الأخرى مساحة قابلة للتبديل، بها سعة للحركة، للتغيير، هنالك لنقل حرية أكبر في صياغة المكان، فالروائي حين يصف الأشياء في مكان ما له أن يضيف ويحذف بل يملك أن يبني مكاناً بكامله من مخيلته، والشاعر كذلك، وكذلك في المسرح والسينما حيث يعاد تأسيس المكان وفق شروط ورغبات واتجاهات العمل. إنها كما يقول أحدهم فنون تعيد خلق المكان.
أما في الصورة فمساحة الحرية أقل، هنا نتحدث طبعاً على المستوى الجمالي، لأن سؤال المكان في الصورة مختلف عما في سواه من الممارسات الإبداعية، وهذا ما نسعى للوصول إليه في فسحة الحوار، وهو سؤال غير مستقر، سيقترب مرات ويبتعد مرات عن المركزية التي تفرضها الوظيفة الجوهرية للصورة، أي مركزية التوثيق. لو فتشنا في عالم الصورة عن هذا العنوان، أي عنوان المكان، فسنجد أن هنالك تجارب تعلن صلتها بنحو أو بآخر بتجلياته، أي أنها اختارت المكان عن سابق إصرار وترصد موضوعاً، وليس اطاراً، للصورة.
المكان والهوية
وراح السادة بتوصيف أدق يقول: لو تمعنّا سريعاً في المتاح من تلك التجارب سنكتشف أنها تتحرك على خطوط عدة تتمثل هوية المكان، روحه وثقافته، سندرك حتماً أن الاقتراب من المكان هو اقتراب من المجتمع والتاريخ أيضاً.
