ملامح صبح

أبناؤكم والشعر

مريم الأحمدي

الانفتاح الحضاري الحالي على المجتمعات والحضارات الأخرى عاد علينا بالنفع الوفير ولكن للأسف البعض استغل هذا الأمر بطريقة خاطئة.من الجيد بل من الواجب علينا ان نزود ابناءنا بالمعلومات اللازمة للتماشي مع هذا العصر ونعلمهم لغات أخرى كاللغة الانجليزية التي اصبحت لغة اساسية ومتداولة عالمياً ليسهُل عليهم التعاطي مع متطلبات الحياة، ولكن دون ان ننسى من نحن وننسيهم انفسهم.

تماشِينا مع اختلاط الثقافات في جميع ارجاء العالم ليس عذراً كافياً لنا لننسلخ تماماً عن ثقافتنا ولغتنا الأم.منذ نشأنا ونحن نعلم أن الشعر جزء لا يتجزأ من ثقافتنا التي نشأنا عليها، كنا نسمعه في حديث المجالس وفي وسائل الإعلام وفي الكثير مما يحيطُ بنا، ولطالما استمتعنا بالكثير من القصص المرتبطة بالقصائد التي كانت تُروى على مسامعنا منذ صغرنا وحتى الآن.

نشأنا كعرب وكخليجيين تحديداً على حب الشعر والفن الشعبي، هذا هو تاريخنا وهذه هي عراقتنا التي يجب علينا الاعتزاز والافتخار بها.الكثير من الأطفال الآن ليست المشكلة في انهم لا يعلمون شيء عن ثقافتهم التي ينتمون إليها، بل المشكلة الحقيقة في انهم لا يعرفون لغتهم الأم وإن كانوا يعرفونها فمعرفتهم بها لا تتعدى فهم بعض الكلمات منها، تجدهم يتحدثون بأحدى اللغات العالمية الأخرى بطلاقة ويتحدثون العربية بصعوبة وكأنهم ابناء مجتمع آخر ليسوا عرباً يسكنون بين العرب.

الشِعر ليس شيئاً رجعياً وليس عائقاً للتطور، بل هو اساس للتطور والإبداع ومنبع له، ولم ينتهي بإنتهاء الجيل السابق، فجمالية الشعر تجذب الصغير قبل الكبير بإختلاف الأزمنة، ولغة الضاد لن يمحيها الزمان بل ستزيد تألقاً وجمالاً في حال تمسكنا بها.علموا ابنائكم الشعر فهذا يعزز في انفسهم الإنتماء لثقافتهم الأصلية، ويمنحهم فصاحة اللسان وحُسن الحديث، ولا تجعلوهم بلا هوية حقيقية وانتماء عربي اصيل، فلنا كل الفخر بثقافتنا، بشِعرنا، بأصولنا، وبتاريخنا العريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *