الأرشيف الثقافيـة

آثار أفغانية تعود لآلاف السنين تبحث عمن يحميها

كابول – وكالات ..

يضرب عالم الآثار يده في الارض ويقول \" الآثار هنا\"، فعلى عمق امتار عدة تحت سطح الارض دفنت قطع عائدة لآثار اكتشفت في العام 2008 في هذه المنطقة من باميان وسط افغانستان، خوفا عليه من السرقة او التلف. وتقع هذه المنقطة على سفح منحدرات جبلية خلابة ذاع صيتها عالميا .وبعد عشر سنوات على التدخل العسكري الغربي الذي اطاح بحركة طالبان من السلطة، يبدو ان الكنوز الاثرية في هذا البلد العائدة لحضارة غندارا في الألفية الأولى للميلاد، تحظى بحماية نسبية في أفغانستان.
والموقع الذي أشار إليه عالم الآثار الفرنسي من أصل أفغاني زماريالي تارزي البالغ من العمر 75 عاما الذي يشرف على أعمال التنقيب في باميان هو ساحة شاسعة تشبه نصف ملعب كرة قدم تفصل بين المحاصيل والمنازل.. ويقول عالم الاثار \"نغطي كل شيء، لان الاراضي خاصة، ولكي نمنع النهب\".
وفي محيط هذا المكان، وعلى امتداد مئات الامتار المربعة من الاراضي الزراعية أو السكنية، يرقد تحت الارض تراث اثري تاريخي استثنائي، بحسب عالم الاثار هذا الذي يوضح \"خلال السنة الاولى، بدأنا التنقيب عن الاثار هنا، على مستوى حقول البطاطا\". والاوضاع التي تعصف بأفغانستان، حيث الحروب والنزاعات مستمرة منذ اكثر من ثلاثين عاما، تفرض هذه الطريقة في التعاطي مع الآثار، بخلاف الحال في البلدان الاوروبية حيث يؤدي اكتشاف آثار عمرها الاف السنوات كهذه الى أعمال تنقيب واسعة النطاق يليها عرض للآثار المستخرجة. ويقول برندان كاسار رئيس بعثة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) \"أفضل مكان هنا لبقايا الأثرية هو تحت الارض\"، فهكذا تتم حمايتها من اللصوص والشتاء القارس والثلوج.
ويوضح فيليب ماركيز مدير بعثة الاثار الفرنسية في افغانستان \"99,9% من المواقع الأثرية تعرضت للنهب على نطاق كبير نسبيا\"، مبديا أسفه لأنه يكفي للمهربين ان يدفعوا لعمالهم \"اربعة دولارات او خمسة في اليوم لالحاق أضرار لا تعوض ببلدهم\". ويرى برندان كاسار أن حل هذه الازمة يمر من خلال التثقيف ورفع الوعي، لكن الامر يتطلب أيضا تحركا دوليا عن طريق الشرطة الدولية (انتربول).
فهذه الآثار التي تشترى بثمن بخس في افغانستان، تباع في العواصم الاوروبية والآسيوية مقابل مبالغ باهظة، ولا شك في ان شراتها يتمتعون \"بثقافة عالية\"، بحسب تعبير كاسار.
وقد أدرجت منظمة اليونسكو وادي باميان في قائمة المواقع المهددة في العام 2003، وهو يضم حصونا ومعابد قديمة ورسومات كثيرة. لكن مواقع اثرية أخرى في افغانستان لم تحظ بما حظي به وادي باميان من اهتمام، مثل منطقة هادا شرق البلاد، التي اشتهرت في ما مضى بآلاف االقطع الأثرية التي تعود الى الفي سنة، والتي ضربتها الحرب الاهلية في التسعينيات. وتعاني هذه المنطقة من تبعات كثيرة غير مباشرة للحرب الاهلية. فاحدى المدن القديمة العائدة للقرن الحادي عشر اصبحت موطنا للنازحين هربا من المعارك في عسكر قاه عاصمة اقليم هلمند جنوب البلاد. كما ان بعض المشاريع الصناعية لا تساهم في توفير بيئة مؤاتية للآثار. فإحدى المدن الاثرية البالغة مساحتها اربعة كيلومترات مربعة، مهددة جراء وجود منجم لاستخراج النحاس في ايناك جنوب كابل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *