ارتبطنا منذ الأزل بعلاقات قوية وخاصة علاقات النسب والمصاهرة بين الشعبين الشقيقين .. فكثير من الأسر السعودية لديها مصاهرات مصرية والعكس، وعلى المستوى الرسمي سنوات الصفاء والتقارب يصعب حصرها ، سنوات الخلاف بين الأشقاء قصيرة ويسهل نسيانها.
ومنذ بداية الثورة حرصت العديد من الأقلام المأجورة على محاولة إيقاع الفتنة بين مصر والسعودية مستغلة الحالة الثورية للشارع المصري في أعقاب ثورة (25) يناير عن طريق بث الإشاعات أن المملكة تضغط على مصر لصالح النظام السابق، وعندما لم تُؤتِ ثمارها بدأ العزف على أوتار اضطهاد المملكة للمصريين وسجنهم بدون دليل أو تحقيق مما ساعد في تأجيج المشاعر لدى الشعب المصري وحتى كانت ظروف وملابسات الحادثة الأخيرة والتي لم تتضح أبعادها ونتائجها حتى الآن .
قد يكون من حق المصريين التعبير عن غضبهم بسبب ظروف وملابسات الحادث الأخير، ولكن لا يجب أن يتجاوز التعبير الأعراف المتفق عليها واحترام البعثات الدبلوماسية ومقارها، وعدم توجيه الإهانات التي قد تؤدي إلى عواقب لا يعلم مداها إلا الله .. فالعالم العربي في أشد الحاجة إلى الوحدة وليس إلى الفرقة، ولم يقتصر الأمر كذلك على السعودية بل امتد إلى لبنان أيضاً وتم الاعتداء على قوات الأمن اللبنانية مما أدى إلى القبض على (19) مصرياً تم إحالتهم إلى القضاء العسكري اللبناني وجار محاكمتهم طبقاً للقانون اللبناني وسيادته على أراضيه .
إن المشهد يبدو غير مألوف لطباع وأخلاق المصريين .. فالعنف أصبح منهجاً للبعض قد نتحمله مضطرين داخل مصر ونوجد له المبررات رغم النتائج الخطيرة التي ترتبت على هذا التغير السلوكي للإنسان المصري والذي يمكن رصده في الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة من اعتداءات على الأمن المصري والحوادث المستحدثة على المصريين من عمليات قتل وسرقة وسطو ونهب وقطع طرق.
-لقد آن الأوان للمراجعة مع النفس للعودة إلى أخلاقنا الحقيقية ومساندة بعضنا البعض وحماية كل منا لداره وصديقه وحتى من لا يعرفه في الشارع .
لقد قامت ثورة (25) يناير لتدفعنا للأمام نحو مستقبل أفضل نجني ويجني أبناؤنا ثماره .. لقد أنجزنا الكثير وتبقى القليل وتبدأ مصر عصر جديد من الديمقراطية والحرية في ظل نظام مدني جديد مُنتخب من الشعب المصري بجميع طوائفه أياً كانت القوى السياسية الفائزة فيه فهو اختيار الشعب.
وأخيراً وليس آخراً رفقاً بأشقائنا على أرض مصر فهم على أرض الكرم والأمن والآمان وحسن الضيافة .. ولأشقائنا أيضاً نقول رفقاً بنا فنحن مازلنا نخرج من نفق مظلم إلى النور الذي بدأت ملامحه في الأفق .. إن مصر كانت وستظل دائماً هي الشقيقة الكبرى بعروبتها وانتمائها ودفاعها عن كل الأشقاء ولن تتخلى عنهم أبداً كما لم يتخلوا عنها أبداً في كل أزماتها .- ولموقدي الفتنة نقول :-
اتقوا الله في مصر وعروبتها؛ فالثورة المصرية هي شأن وطني داخلي لم يقم به الشعب المصري للاستفادة منه ثم تصديره كما تزعمون .. فالثورات تصنع الحضارات بشعوبها وتدفعهم للأمام، ونحن لا نريد إلا الخير لنا ولكل أشقائنا العرب في مواجهة المؤامرات والتي تدبر بحنكة شديدة من أطراف باتت معروفة للجميع بتمزيق هذه الأمة.
أما أهدافها الداخلية ومحاولاتها المستمرة لعرقلة العملية الديمقراطية وإجراء الانتخابات في سيناريوهات باتت مكررة ومحفوظة من ماسبيرو إلى محمد محمود والقصر العيني والآن العباسية فمصيرها الفشل، ومصر وثورتها لن يعوق وحدتها أو تقدمها أحد.
أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بمصر