أ/ خليل أحمد الحبشي
لقد سبق وأن كتبت فى حلقة رقم (٥) عن العيد زمان، والاستعداد له. أـما الْيَوْمَ سوف أكتب عن شهر رمضان المبارك، وكيف يكون استقباله والعادات التى يقوم أهالى الحارة بتنفيذها .
الاستعدادات لاستقبال رمضان تتركز فى البدء بشراء الحاجيات المتعلقة برمضان .
يبدأ أبناء الحارة فى ترتيب بيوتهم لتناسب أمسيات رمضان؛ حيث تتغير أنواع الأطعمة، والتى منها الأطباق الرئيسة مثل الشوربة ، السمبوسك ، الفول . أما الأطباق الأخرى الإضافية والتى عادة تؤكل بعد العودة من صلاة التراويح، مثل الكنافة والجبنية والساقودانة، وغيرها من الأطباق التى مكوناتها كثير من السكريات لتمد الجسم بالطاقة.
تجد الأسرة تجتمع حول مائدة الإفطار انتظارا لإطلاق مدفع الإفطار، ومن ثم أذان المغرب.
يذهب أبناء الحارة برفقة آبائهم الى المساجد لأداء صلاة المغرب ومن ثم العودة لتكملة الإفطار.
صلاة التراويح فى رمضان تكون بعد صلاة العشاء، يصطحب فيها الوالد أبناءه جميعا؛ لمافيها من فوائد جمّة. ترويح عن النفس والالتقاء مع أبناء أهل الحارة . فى ذلك الوقت يقضى أهل الحارة أمسياتهم فى ممارسة بعض الألعاب الترفيهية؛ مثل لعبة الكَبَت ، وبربر، والاستُغماية ، لعبة طُرَّه وَوَزَرَه وغيرها من الألعاب .
يحرص أبناء الحارة لزيارة بعضهم البعض فى ليالى رمضان والالتقاء بهم فيما يسمى بالمِرْكاز؛ حيث يجلس أبناء الحارة وفى الغالب يكون من يجلس كبار السن يتبادلون القصص والحكاوي الجميلة، والتى تتخللها بعض الأحداث التى بها الكثير من الدعابة والمَقَالِب المضحكة.
يعود أبناء الحارة الى بيوتهم بعد منتصف الليل؛ استعدادا لتناول وجبة السحور والتى فى الغالب تكون وجبة سمك لأهالى جدة .
وهكذا يمضى الشهر الكريم أياما تلو أيام حتى يبدأ الشهر في وداعنا خصوصا فى العشر الأواخر والتى تتركز أنشطة أبناء الحارة فى صلاة القيام، والتهجد. يلجأ فيها أبناء الحارة الى الله طالبين من الله العفو والمغفرة والعتق من النار، سائلين المولى ان يعيده عليهم سنينا عديدة وأعمارا مديدة. والى اللقاء مع ولد الحارة فى موقع آخر.