جوري الغامدي
يقارب شعر النساء شعر الرجال في معظم أحواله تقريباً، لكنه يختلف في قلته وسهولته وقصر أبياته؛ كي يتناسب مع الإيقاع وسهولة الحفظ ، وهذا ما يميزه، وهويتكون من مقطوعات شعرية تتراوح بين البيتين إلى الأربعة، وتكون بقافية ووزن خفيفة ويكون الرد بذات الألفاظ مع اختلاف المعنى، وفق نسق إبداعي يثير الدهشة والمتعة لدى السامعين، أو المشاركين في هذا الفن القديم الجديد، ولعل ما يميزه كذلك النفس القصير والحركة السريعة والإيقاع الجميل! وعن طريقة أدائه فيتكون من صفين متقابلين من النساء، وتحمل كل واحدة دفا مصنوعا من الجلد، يتوافق مع خطوات الأقدام مع ضربة الدف فتعطينا روعة اللعب،
ومن خلال هذا الإيقاع الطربي والفني تتباهى الشاعرتان في تلك القصائد مباهاة تتجلى فيها كل فنون الشعر وأغراضه من مديح وترحيب فخـر و…الخ، ويعتمد هذا الفن الأنثوي تحديداً على الرمزية والتحدي والعبقرية في صناعة الإبداع الشعري، وما به من محسنات بديعية تعطي البيت الشعري بعداً فنياً أخَّاذاً وروحاً طربية تهوى عمق المعنى كناية واستعارة وتشبيهاً وتوريةً وأساليب مجازية، تسمو بهذا الفن نحو مصاف الفن الراقي الأصيل..!! هذا الفن ظل ميداناً فسيحاً لكل الشاعرات؛ حيث تقول إحداهن في مناسبة وطنيه قديمة:
الفهد مايهتز في كل ميدان جمع الدول عالمينه
يحمي عليه الله علاّم الأسرار بالخير مدّت يمينه
عود اشتعال:
ورغم شعبية هذا الفن الأنثوي ” اللعب ” قديماً إلا أنه بات من أحاديث الجوى والذكرى الخالدة التي حفظته الجدات، ولم يصل لنا منه إلا القليل، وذلك عن طريق الحكايات الشعبية.