جدة- حماد العبدلي
طوابير من العطشى يتوافدون وسط الزحام “الساخن” على أمل الحصول على “وايت” قد يأتي وقد لا يأتي إلا بعد يوم كامل على أمل إشراقة يوم آخر.. يحدث كل ذلك رغم عدم إعطاء من لا يحمل إقامة تثبت طالب الماء بالكفالة! وهكذا يرتبط العطش بالإقامة أحياناً.. ويبقى السؤال المطروح هنا : هل تعيش جدة حالة نفسية كما يقال؟ – طبقاً لرؤية أحد المسؤولين في وزارة المياه خلال الفترة الماضية – أم أزمة مياه بين المد والجزر على شاطئ البحر الأحمر؟! وفقا لما رصدته (البلاد) من الإجراء المتبع في الحصول على الوايت بعدم صرف رقم لحارس المبنى العائد له وطلب الموظف حضورهم شخصياً، وبالتالي لم يكن أمامهم إلا الحضور إلى المحطة وترك أعمالهم.
مواعيد بلا جدوى:
المواطن “علي مفرح الغامدي” من أهالي حي الروابي أكد أن مياه شبكة التحلية لم تصبّ في منازلهم منذ أسبوع حتى الآن, ولا يعرفون الأسباب الحقيقية لذلك؛ حيث إن الرقم المخصص للاتصال ببلاغات المياه لا يرد أو أنه مشغول طوال الوقت.
وأضاف “الغامدي” أن هذه الأزمة دفعت عدداً من سكان حيهم إلى التوجه إلى أشياب المياه للحصول على “وايت” ماء ينقذهم من العطش، لكن عليه الانتظار حتى يأتي صهريج الماء لمدة قد تطول ، موضحاً أن الصهريج لا يمكث يومين وتتجدد مطالبهم للبحث عن الماء الذي أصبح شغلهم الشاغل, متسائلاً: هل الأزمة في حي دون آخر؟, ولماذا لم تعالج؟ مطالبا الجهات المختصة بحلول ناجعة على أرض الواقع..مضيفاً “يكفي الوعود البراقة”.
وقال المواطن يحي الشريف من نفس الحي:” إن الجهة المعنية تغيب الشفافية في التعامل مع الأزمة؛ حيث الرقم المخصص للاتصال لا يجيب عليه أحدٌ نهائياً” موضحاً أن عدداً من الأهالي لجأوا منذ انقطاع الماء للمساجد بحثاً عن قطرة ماء.
الأزمة مشتعلة:
فيما ذكر المواطن “احمد الزبيدي من (كيلو 8) أن أزمة مياه في جدة بدأت الآن, وفترة انتظار صهريج المياه تمتد لثلاثة أيام, موضحاً أن شبكة المياه المحلاة منقطعة عن عدد من الأحياء .
وأوضح أنه منذ صباح يوم أمس وهو ينتظر دوره في الحصول على صهريج مياه, ووجد الكثير مثل حالته, موضحاً أن المياه مغلقة عن عددٍ من الأحياء وتسببت بأزمة مياه, مبدياً مخاوفه من استمرار الأزمة خلال الأيام المقبلة ، مطالباً المسؤولين بسرعة إيجاد الحلول العاجلة والسريعة قبل تطور الأزمة لعدد من الأحياء الأخرى.
حديث المجتمع.. ماء:
وبين سعد الحربي أن مشكلة انقطاع المياه اصبحت حديث الجميع، مشيرا الى ان الانقطاع لم يكن مفاجئا في بداية الأمر حيث كان تدفق المياه ضعيفا جداً وبالتالي انقطعت المياه تماماً . وأكد الحربي ان مشكلة انقطاع المياه تحولت الى معضلة يعاني منها سكان الحي الى جانب الخروج للبحث عن صهاريج لتعبئة المياه والدفع مقابل ذلك على نفقتنا الخاصة.واشار الحربي الى انه يجب التدخل السريع لحل هذه المشكلة فالكثير من العائلات ونتيجة انقطاع المياه يجدون صعوبة في وصول عليها او ايجاد صهريج خاص للتعبئة، مؤكداً ان شكوى أهل الحي من انقطاع المياه مستمرة ولكن الاجابة لم تكن مقنعة، مطالبا الجهات المسؤولة عن ضخ المياه الى الحي بإيجاد الحل المناسب الذي ينهي معاناة السكان.
الوضع لايطاق:
واوضح يعن الله القرني ان مشكلة انقطاع المياه عن سكان الحي دخلت في يومها الرابع على التوالي واصبحت المشكلة لا تطاق أبداً، وتسببت هذه المعاناة لأهالي الحي بتعطيل الذهاب الى قضاء الأعمال والالتزامات الشخصية وتأخر الطلاب على المدارس والعائلات. وأكد القرني انه بالمقابل ومع استمرار هذا الانقطاع على الحي تدافع سكان الحي على (الوايتات) والصهاريج الأهلية ودفع مبالغ كبيرة لتوفير كمية من المياه تغطي الاحتياج والاستهلاك، مضيفا أن المطالبات والشكاوى لعودة المياه كثيرة والحل لهذه المشكلة أصبح “معضلة حقيقية ولا بد من حل ينهي هذه المشكلة من جذورها.
الأزمة فصولها غريبة:
وأكد عطية الشمراني ان استهلاك المياه واحتياجه أمر لا يمكن الاستغناء عنه أو التنازل عنه خصوصاً بين أحياء ومناطق سكنية مع وجود العائلات والأطفال. واوضح الشمراني ان بداية هذه المشكلة كانت بضخ المياه بصورة ضعيفة جداً وبعد ذلك تفاقمت المشكلة حتى انقطعت المياه تماماً. واشار الشمراني الى انه رغم الشكاوى والمطالبات التي قدمها سكان الحي للجهات المختصة لحل مشكلة انقطاع المياه المستمر لم تصل الى نتيجة مرجوة، وفي ظل هذا الانقطاع لم تكن حيلة سكان الحي الا الخروج إلى الطرقات والبحث عن الشركات الخاصة للتعبئة لتوفير المياه لمنازلهم، وفي بعض الاحيان يتم الاتفاق مع عامل الصهريج للقدوم بين الحين والآخر لتعبئة الخزانات والدفع على النفقات الخاصة.
وقال ماجد الحربي:” في بعض الأحيان يصعب على سكان الحي ايجاد (وايتات) أو صهاريج خاصة للتعبئة بسبب كثرة الاقبال والاستهلاك من قبل سكان الحي فينفذ الماء من الصهاريج ويصعب على السكان حتى الوضوء للصلاة”.
وأضاف:”هذا إلى جانب غياب الشفافية في التعامل مع الأزمة” في حين أن جدة تعيش حالة نفسية صعبة.
فيما أوضح الناطق الرسمي للمياه الوطنية خالد مقبول أن الوضع لايعتبر أزمة مياه كما يرى بعض المواطنين وأن هناك جدولا تدويريا لضخ المياه للأحياء.
وكشف مقبول أن تسعيرة الصهريج ثابتة ولم تتغير كما يشاع وعلى أي مواطن الاتصال بالرقم المجاني للأشياب ليصله الصهريج في فترة زمنية وجيزة.وطالب مقبول المستفيدين من المياه عدم هدرها بشكل مبالغ فيه وأن تكون ثقافة التوفير ممارسة في كل منزل.