جدة – حماد العبدلي
لا تزال الصهاريج الخاصة هي العنوان الابرز في احاديث سكان احياء شرق محافظة جدة الذين يعانون من عدم التزام شركة المياة بالجدولة على حسب اقوالهم منذ مايقارب 7 اشهر وهم على صهاريج الدفع المسبق وطالبوا بمحاسبة المقصرين تجاه ما يحدث سيما وان شهر رمضان المبارك على الابواب مؤكدين ان الشهر الكريم ومع حرارة الجو التي بدأت ترتفع تدريجيا لا تساعد في الاصطفاف من اجل الحصول على وايت ماء.
أعيته الشيخوخة في الانتظار
حدثني العم علي القرني سبعيني الذي هدَّته السنين وأعيته الشيخوخة.. ولم تسعفه قواه ليواصل الزحام حتى يحصل على كوبون ماء.. قلت له مشفقاً على حاله: لماذا لم تكلف أحد أبنائك بالقيام بهذه المهمة.. وتجلس في منزلك.. رد حزيناً: إن ابني الوحيد يعمل في منطقة أخرى وهو غير موجود.. وليس عندي في البيت إلا نساء ..
ولهذا لا يمكن أن أسمح لهن بالذهاب إلى هذا المكان وسط هذه الطوابير الطويلة من الرجال!! وعلى حسب قوله له يومين يبحث عن وايت من خلال نقطة كيلو 14 وهو من سكان غليل تم تحويلة بسبب عطل في المحطة التابعة للحي الذي يسكن به واضاف القرني انه يخشى استمرار ذلك حتى في شهر رمضان المبارك الذي يحتاج الراحة وعدم الخروج ونحن صائمون.
تساؤلات تبحث عن إجابة
المواطن سعيد الغامدي قال: إن حدوث هذه الأزمة يعكس ضعف المتابعة والمحاسبة للمقصرين .. فحتى الآن لم تذكر أسباب منطقية لهذه الأزمة.. فلم يذكر أن إحدى محطات التحلية قد تعطلت.. ولم نسمع بوجود مشكلة في كميات المياه التي تضخ إلى خزانات المياه في المشروع.. ولهذا فإن سبب الأزمة يكاد يكون غامضاً ويثير الكثير من التساؤلات في أذهان الناس؟!
مواطن آخر قال: من المؤسف أن تحدث أزمة مياه في مدينة تُعد هي الاقرب من اكبر مدينة تحلية مياه في الشرق الاوسط الشعيبة وبهذه الحدة من الانقطاع الذي وصل حاليا الى مايقارب 8 اشهر مابين صب ا مياه العين بشكل منتظم وانقطاعها وهاهو شهر رمضان الكريم. قادم . وإرهاق الناس قد يضيع عليهم الفرحة بهذا الشهر الكريم.. مما يظطر غالبية الناس إلى المرابطة أمام إدارة الأشياب للحصول على وايت ماء.
محاسبة المقصرين هي الحل
وقال مبارك الحربي: إن بعض المسؤولين يحتاجون لمحاسبة ومساءلة على تقصيرهم.. لأن مثل هؤلاء المسؤولين كأنما هم يتلذذون بإرهاق المواطن، وعدم جعله يحس بالجهود المستمرة التي تبذلها الدولة من أجل رفاهيته.. وإرهاقه بهذه الأزمات في قضايا حيوية وهامة لحياته.. وفي مقدمتها مياه الشرب التي تُعد عصب الحياة لأي مجتمع وكائن حي ,وذهب الحربي قائلا لابد من ايجاد حلول وسريعة من المسؤولين عن شركة المياه بدلا من الوعود البراقة فقط.
بعيداً عن سوء الظن
المواطن يحيى الزهراني عبَّر عن ألمه أن يعاني المواطن في بعض مدننا من أزمات في الحصول على مياه الشرب، وانقطاعات متكررة في المياه مما ارهقنا فغي الحصول على المياه الا عن طريق الدفع المسبق بوايتات خاصة وهذا شيء يضاعف من معناة اصحاب الدخل المحدود في ظل الظروف المعيشية الصعبة مع الغلاء.
وقال المواطن يوسف الشمراني من سكان كيلو10 المياه عبر الشبكة لا تصل الينا إلا كل شهر مرة.. واضاف الشمراني لاتكفي المياه التي تصل إلى البيوت كل شهر في سد حاجاتهم من مياه الشرب والاستهلاك المنزلي كل هذه المدة.. حتى لو كان استخدامهم للمياه كان بقطارة.. إن وقف وصول المياه عن بعض الأحياء شهراً واسبوعين يضطر معها الناس للذهاب لأشياب المياه للحصول على وايتات الماء عدة مرات حتى ينقضي الشهر وتعود المياه وتضخ إلى أحيائهم؟!
وتساءل المواطن عبدالله السفري قائلاً: لا أدري متى ستنتهي ازمة المياه في جدة التي تقع على بحر.. وهل كتب على جدة أن تعيش العطش المتكرر.. وأن يضطر العديد من سكانها لقضاء ليالي العيد وليالي رمضان المقبل أمام أشياب المياه انتظاراً للحصول على وايت ماء.
اقتراح لحل الازمة
اقترح عابد السلمي قائلا: إن إدارة المياه في جدة لو اتبعت نظاما جديدا لتوزيع المياه على أحياء جدة حسب المواقع وجعلت يومين لأحياء شمال جدة ويومين لأحياء جنوب جدة، ويومين لأحياء شرق جدة، ويومين لأحياء غرب جدة فإن انقطاع المياه عن كل حي لن يزيد عن ستة أيام وهذا كفيل بأن لا يخلق أي أزمة.. وستصل المياه إلى كل الأحياء في أوقات متقاربة حتى يتم تشغيل محطة الشعيبة الجديدة التي يؤكد المسؤولون في المياه أنها ستنهي مشكلة المياه في جدة نهائياً.
وأكد آخرون على أنه لا توجد مشكلة في كميات المياه التي تصل من التحلية ولكن المشكلة في عدد الخرانات المخصصة لاستقبال هذه المياه.. وأن عددها أقل من المطلوب.. مما لا يساعد في ضخ كل كميات المياه من محطات التحلية.. بالإضافة إلى اهتراء بعض شبكات المياه الأرضية في مناطق مختلفة من جدة مما يؤدي إلى تسرب أكثر من 53% من المياه دون فائدة..
ورغم التأكيدات بوجود أعمال إصلاح وصيانة وتجديد لهذه الشبكات إلا أن العمل فيها لم يكتمل حتى الآن.. وربما لم يبدأ بعد.. مما يؤدي إلى تكرار أزمات تعطيش جدة.. وتكرار اعتمادها على الشرب يواسطة صهاريج المياه التي أصبحت تشكل أزمة مرور في شوارع جدة فوق أزماتها التي تعانيها من الحفريات والاختناقات.
وقال سعد القرني من سكان الروابي إن مشكلة انقطاع الماء عن الحي بدأت منذاشهر عدة ولازال الانقطاع مستمراً ما دفع الكثير من سكان الحي إلى شراء الصهاريج وتسببت زيادة الطلب على الصهاريج المحلاة في تأخر موعد الحصول عليها ما دفع العديد منهم لشراء مياه
بالصهاريج بمبالغ مرتفعة عن طريق الوايتات التي خارج المحطة من اجل تفادي الزحام وطالب القرني من مسؤولي الاشياب توضيح اسباب الانقطاع الذي وصل في بعض الاحياء الى اشهر.