جدة ـ البلاد
ثمة نشاط قطري ايراني ملحوظ يتربص بالقرن الافريقي الدوائر هذه الايام، وهو ما رأى فيه الكثير من الخبراء محاولة مشتركة بين الدولتين لتأجيج الصراعات في القارة السمراء عامة ومنطقة القرن الأفريقي المضطربة أصلا، في مسعى من الدوحة وطهران لاستغلال الفقر في هذه الدول لتجييش ميليشيات تدين بالولاء للدولتين اللتين لهما باع طويل في دعم الإرهابيين.
ولم يكن ما كشفته صحيفة “سونا تايمز” الصومالية مؤخرا عن ترتيبات قطرية إيرانية لتأسيس جماعة إرهابية جديدة في الصومال تتبع التنظيم الإخواني العالمي بالأمر المستغرب لخبراء سياسيين وأمنيين، قطعوا بأن الحلف الجديد لن يتوانى عن الإقدام على أي عمل يمكّنه من السيطرة العسكرية والسياسية على منقطة القرن الأفريقي بأسرها قبل الصومال.
وكانت الصحيفة الصومالية قد أكدت الأسبوع الماضي أن اجتماعاً سرياً عقد مؤخراً شارك فيه ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية، بحضور مسؤولين صوماليين لتشكيل جماعة إرهابية تتبع فرع جماعة الإخوان الإرهابية بالبلاد، وتسير على طريق مليشيا حزب الله الإرهابي في لبنان.
وذكر التقرير الذي نشرته الصحيفة أسماء الأقاليم الصومالية المُستهدفة، قائلًا إن من بينها منطقتا “جوبالاند” التي تتمتع بحكمٍ شبه ذاتي في جنوبي الصومال، و”جلمدج” التي تحظى بصلاحيات مماثلة في وسط البلاد، بجانب “أرض البنط” بشمال شرقي الصومال، والتي أعلنها زعماؤها دولةً مستقلةً من جانب واحد أواخر القرن العشرين.
ووفقًا للخطة، فإن فهد ياسين الذي يشغل منصب المدير العامّ للقصر الرئاسي في الصومال والمعروف بأنه من المقربين من النظام القطري، يسعى حاليًا إلى تنصيب موالين له في الحكومات المحلية التي تتمسك بمواقفها الرافضة لسياسات حكام الدوحة.
وأكد التقرير أن النظام القطري يشنّ جنبًا إلى جنب مع إيران وجماعة الإخوان الإرهابية الصومالية التي تطلق على نفسها حركة “الإصلاح” حربًا بالوكالة في الصومال.
وقال إن هذه الأطراف تسعى إلى “تأسيس جماعات مسلحة، قوية بما يكفي لبسط سيطرتها على البلاد بأسرها.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن النظام الحمدين الحاكم في قطر يقدم رعايته لـ”حركة الإصلاح” الصومالية، وذلك من أجل استغلالها في العمل على نشر نفوذ الدوحة، وتعزيز حضورها الجيوسياسي في الصومال.
وأضافت أن المسؤولين القطريين يعملون مع قادة حركة “الإصلاح” الصومالية، على تشكيل جناحٍ مسلحٍ جديد يُجنَد (من بين صفوف) حركة الشباب (الإرهابية) ويُموّل من جانب قطر.
واتفق الأطراف المجتمعون على أن تكون الميليشيا المزمع تشكيلها، والتي ستتبع الإخوان، شبيهة بوضع حزب الله الإرهابي، وستتلقى تدريبها “على يد إيران في الصومال”.
وكشف الصحيفة أن النظام القطري أنشأ “غرفة حرب” في سفارته في العاصمة الصومالية مقديشو، بهدف “تنسيق عمليات” القوة الإرهابية الجديدة.
وأشارت إلى أن ضباط استخبارات قطريين وإيرانيين يقودون فريقًا متخصصًا لدعم تلك القوة المسلحة، يضم القيادي البارز في حركة “الشباب ” زكريا إسماعيل، المعروف أنه كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات في الحركة.
فيما توقع خبراء أمنيون مقاومة إقليمية واسعة للمخطط القطري الإيراني باعتباره يوسع من دائرة الفتنة بالصومال، الذي بدأ يشهد استقراراً عقب انحسار دور حركة الشباب الإرهابية، فضلاً عن أن تشكيل قوى إرهابية جديدة من شأنه العصف بأمن بلدان المنطقة بأثرها، حسب توصيفهم.
ويهدف التشكيل الإرهابي الجديد حسب المسؤول رفيع سابق في الأمم المتحدة الدكتور أحمد إبراهيم إلى تغيير حكومات الأقاليم المناوئة لسياسة قطر؛ وهي منطقتا “جوبالاند” التي تتمتع بحكمٍ شبه ذاتي في جنوبي الصومال، و”جلمدج” التي تحظى بصلاحيات مماثلة في وسط البلاد، بجانب “أرض البنط” بشمال شرقي الصومال، والتي أعلنها زعماؤها دولة مستقلة من جانب واحد أواخر القرن العشرين.
فيما يرى الباحث في الشؤون الأفريقية د.أزهري بشير ان الحلف الإيراني-القطري الذي تشكل مؤخرا في ظل التحولات التي حدثت في السياسية الخارجية على المستويين الدولي والإقليمي يمكنه فعل أي شيء في سبيل سعيه للسيطرة على منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية، والتي تشكل محل أنظار مراكز القوى.