جدة – البلاد
بمشيئة الله تعالى، يضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – حجر الأساس لمشروع القدية مساء الأربعاء القادم، ليكون أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم. وبذلك ستكون المملكة خلال سنوات على موعد مع أحد الروافد الرئيسة، لتحقيق التحول الوطني لاقتصادها الوطني.
فمع (رؤية 2030 ) جاء المشروع كأحد مشاريع صندوق الاستثمارات العامة ، لينطلق القطاع السياحي في مسار جديد، ويضع المملكة على خارطة السياحة العالمية بكل مايعني ذلك من استثمارات ضخمة، وصناعة متطورة تجعل بلادنا نموذجا للسياحة الداخلية النشطة ، وإيجاد مصادر جديدة للدخل الوطني، تقلص من فقدان نحو 100 مليار ريال، ينفقها المواطنون حالياً على الترفيه في الخارج كل عام. كما يحقق مشروع “القدية” حصة طموحة من كعكة السياحة في العالم وبقدرة تنافسية عالية على الجذب السياحي؛ حيث يلخص المشروع توجهات المملكة وآلية عملها خلال المرحلة المقبلة، لتعزيز الجوانب الاقتصادية والتنموية داخل المجتمع.
تقع المدينة الجديدة، التي أعلن عنها، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، ولي ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، في منطقة “القِدِيّة” جنوب غرب العاصمة الرياض، وستكون الأولى من نوعها في العالم، وستشتمل على منطقة سفاري كبرى، وستصبح معلماً حضارياً بارزاً، ومركزاً مهماً؛ لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية .
* أهمية القدية
وتكمن أهمية المشروع في الجدوى العالية لخطط صندوق الاستثمارات العامة، للتوسع في المشاريع المحلية ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية العالية للوطن والمواطن، وتحقق دخلاً كبيراً للخزينة العامة، إلى جانب توفير عدد كبير من الوظائف للسعوديين من الجنسين في مجالات متعددة ، ومن المتوقع أن يخلق هذا المشروع 22,000 فرصة عمل جديدة بنهاية عام 2030، كما تحفز الاستثمارات في مشروع المدينة كبار المستثمرين المحليين والعالميين، مما يدعم مكانة المملكة؛ كمركز عالمي مهم في جذب الاستثمارات الخارجية، مما يترجم الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، في تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم للمواطنين، والمضي قدماً في الارتقاء بمستوى الخدمات بالعاصمة الرياض، لتصبح واحدة ضمن أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم ، بعد عقود من الاستنزاف المالي على السياحة الخارجية للسعوديين؛ حيث سجلت الإحصاءات تنامي حجم الأموال التي أنفقها المواطنون بالخارج عاماً بعد آخر، ففي عام 2015 ، بلغ حجم الانفاق ما يعادل 96.2 مليار ريال، بزيادة 26.9 مليار ريال (39 %) عن العام 2014، البالغ نحو 69.3 مليار ريال،
وينتظر أن تصل قيمة ما أنفقه المواطنون في العام الماضي (2016) رسمياً ما قيمته 100 مليار ريال، بحسب تقدير مركز ماس التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
يتضمن مشروع القدية الضخم تشكيلة واسعة من المرافق الترفيهية. يمكن أن يتمتع زوار مشروع القدية بستة أنواع مختلفة من المرافق الترفيهية؛ مدن ملاهي، مرافق رياضية، مضمار سباق للسيارات والدراجات النارية، ملاهي مائية وجليدية، أماكن طبيعية، وأيضاً مناسبات ثقافية وتراثية.
وسيبدأ العمل مع وضع حجر الأساس، ومن المقرر أن يفتح المشروع أبوابه للزوار عام 2022.
وتوقع “ماس” أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي في المملكة من قطاع السياحة في عام 2020 إلى 118.8 مليار ريال. وبلغ حجم مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي السعودي نحو 80.1 مليار ريال عام 2015 بنسبة 2.9 %، فيما تعادل مساهمة قطاع السياحة 5 في المائة من القطاع غير النفطي، بيد أنه من المنتظر أن تتغير أرقام هذه الإحصاءات، مع بدء تنفيذ مشروع مدينة “القدية”، التي سيتم إنشاؤها على أحدث الطرازات السياحية الحديثة، لضمان مسايرتها ومواكبتها؛ لما هو متبع في المدن الترفيهية والرياضية في دول العالم الأول.
* رؤية استراتيجية للسياحة
ويؤكد مشروع المدينة الترفيهية والرياضية جدية رؤية 2030 في إعادة صياغة الكثير من معالم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، ويبرز أيضا الجدوى من أهداف تلك الرؤية في البحث عن مصادر جديدة للدخل القومي، بعيداً عن دخل النفط، الذي أثبت أنه غير مأمون العواقب، بسبب عدم استقراره على سعر ثابت في الأسواق العالمية ، ومن ثم أهمية إحداث تغيير شامل في اقتصادها الوطني ومستوى وطبيعة معيشة المواطن؛ لذلك حددت وبدقة الخطوات والأهداف التي ستنفذها على أرض الواقع، ومنها مشروع القدية، الذي يهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية، التي تصب في صالح الوطن، والمواطن ، وسيكون للقطاع الخاص دوره في تعزيز هذه الاستثمارات، عبر دراسة المشاريع المناسبة له، واتخاذ القرار بضخ الأموال في المشروع الجديد.